دكار، القاهرة، وكالات: ذكر اليوم ان تشاد والسودان وقعتا اتفاق عدم اعتداء بهدف وضع حد لخمسة اعوام من النزاع بين البلدين . وقالت وكالة الانباء السنغالية ان الرئيس التشادي ادريس ديبي ونظيره السوداني عمر حسن البشير وقعا الليلة الماضية الاتفاق في مقر الرئاسة السنغالية تحت اشراف الرئيس السنغالي عبد الله واد وبحضور السكرتير العام للامم المتحدة بان كي مون.
واضافت الوكالة ان الاتفاق ينص على تعهد الطرفان بمنع كافة أنشطة المجموعات المسلحة في الدولتين ووضع حد نهائي للخلافات بينهما واعادة السلم والامن في المنطقة.
كما ينص على انشاء مجموعة اتصال تجتمع مرة في كل شهر في احدى عواصم الدول أعضاء المجموعة التي ستتكون من وزراء خارجية او من يمثل كلا من ليبيا والكونغو والسنغال والغابون واريتريا وتجمع الساحل والصحراء والمجموعة الاقتصادية لافريقيا الوسطى والاتحاد الافريقي وتكلف هذه المجموعة بمتابعة وتنفيذ الاتفاق الحالي بنية حسنة ومراقبة أي انتهاكات محتملة. وترأس المجموعة ليبيا والكونغو.
وتم توقيع هذا الاتفاق بعد وساطة من الرئيس السنغالي عبد الله واد ومباحثات عسيرة ومطولة بين الرئيسين السوداني والتشادي.
جنوب السودان: الاعداء السابقون يخدمون معا .. مؤقتا
وفي السودان كان المحاربان يتقاتلان من قبل خلال الحرب الاهلية بين الشمال والجنوب ولكنهما صارت الان يقودان جنبا الى جنب وحدة مشتركة ويتوليان فرض الامن .. على الاقل في الوقت الحاضر.

انهما ابراهام نيون المتمرد السابق في الجيش الشعبي لتحرير جنوب السودان وباسيفيكو جادا وهو ملازم في الجيش الحكومي السوداني.ويشارك كل من الجيش الشعبي والجيش الحكومي بثلاثة الاف فرد في الوحدات المشتركة التي شكلت لتنفيذ اتفاق السلام الهش الذي ابرم في العام 2005 وانهى حربا اهلية دامت 21 عاما هي الاطول التي شهدتها القارة السوداء.

ويؤكد جادا ونيون ان اللوائح العسكرية تلزمهما بتنفيذ الاوامر والانخراط في هذه القوة المشتركة ولكن اذا انهار السلام فكل منهما سيعود للقتال مع قواته.
ويقول جادا (54 عاما) quot;اننا نعمل معا لتعزيز السلام في منطقة عملياتنا طالما ان اتفاق السلام مازال سارياquot;.

ويضيف هذا المدرس السابق الذي كان يحارب مع قوات الخرطوم quot;لم نكن في نفس المعسكر اثناء الحرب ولكننا هنا نخدم معا ونحترم اللوائح لاننا عسكريونquot;.

ويؤكد نيون (37 سنة) من جهته انه quot;عضو في الجيش الشعبي لتحرير جنوب السودان ولكنه يحترم اللوائح العسكرية التي تقتضي منا العمل مع القوات الحكومية فهذا ما يقضي به اتفاق السلام ويتعين علينا احترامهquot;.

ويرتدي كل من العسكريين زيا مختلفا رغم انهما يقودان معا وحدة مشتركة بالقرب من جسر استراتيجي على النيل خارج جوبا، عاصمة جنوب السودان.
وبموجب اتفاق 2005، فان الشمال سيحتفظ بجيشه والجنوب سيبقى على قواته لمدة ست سنوات ولكن وحدات مشتركة شكلت لتكون نواة لجيش موحد اذا لم يختار الجنوبيون الاستقلال في الاستفتاء المقرر اجراؤه عام 2011.

واذا كان السلام استمر منذ توقيع الاتفاق فان الشكوك المتبادلة لاتزال متجذرة والعلاقات تظل متوترة.ففي مدينة راجا (وسط السودان) يشرف الملازم في الجيش الحكومي بابكر محمد على الامن مع متمرد جنوبي سابق.

ويقول quot;لم تحدث اي مشكلات بين افراد الجيش الشعبي والجيش الحكومي الا عندما شربوا الرام (وهو محظور) فنحن نعيش في نفس الثكنات بل اننا شكلنا فريق كرة يلعب مع فرق مدنيةquot;.

ويقول السكان ان افراد الجيش الشعبي والجيش الحكومي رغم انهما تحاربا لمدة عقدين الا انهم الان يقومان بهدوء بعمليات مشتركة. تؤكد مريم عبد الله التي تدير متجرا في راجا quot;هؤلاء الرجال اعتادوا على القتال ولكنهم الان يعملون معاquot; ثم تحمد الله على ذلك.

غير ان دبلوماسيا اوروبيا طلب عدم ذكر اسمه يحذر من ان quot;الجانبين يعرفان ان الجنوب سينفصل من دون شك (بعد استفتاء 2011) ليشكل دولة مستقلة لذلك احتفظ الجيش الشعبي بافضل قادته خارج الوحدات المشتركةquot;.

ويعتقد المراقبون ان احصاء السكان الذي سيجري في نيسان/ابريل المقبل والانتخابات العامة المقرر اجراؤها في العام 2009 ربما يهددان التعايش الهش بين الشمال والجنوب.

ويقول دبلوماسي غربي انه quot;اذا لم تنظم الانتخابات بمهنية وحذر فانها يمكن ان تؤدي الى انقسامات في السودان.ويعتقد ان quot;الجنوب مصمم على الانفصال والاحتفاظ بحقول نفطه ولكن الشمال ليس مستعدا للقبول بخسارة كل هذه الحقول ولذلك فالوضع متوترquot;.