بيروت: توقع مصدر سياسي لبناني بارز يوم السبت عدم انعقاد الجلسة المقررة يوم الثلاثاء المقبل في البرلمان لانتخاب رئيس لبناني في ظل الازمة السياسية العميقة التي تعصف بالبلاد.
وقال المصدر لرويترز quot;في ظل عدم اتفاق الفرقاء المتنافسين حول خطة الحل وفي ظل رفض الحوار من المرجح عدم انعقاد الجلسة الثلاثاء.quot;
وادت اسوأ ازمة سياسية يشهدها لبنان منذ الحرب الاهلية التي دارت فيما بين عامي 1975 و1990 الى فراغ في المقعد الرئاسي منذ الثالث والعشرين من نوفمبر تشرين الثاني والى اصابة الحكومة بالشلل والى جولات من اعمال العنف الطائفية.
وقالت مصادر بمجلس النواب ان بري quot;لا يرى اي مخرج سوى بالحوار وهو على استعداد لعقد حوار ماراثوني والانتقال بعدها الى القاعة العامة للانتخاب.quot;
ولا يمكن للبرلمان الاجتماع لانتخاب الرئيس الا اذا تم التوصل لاتفاق بين تحالف الغالبية البرلمانية المدعومة من الولايات المتحدة وحلفائها العرب والمعارضة التي يتقدمها حزب الله المدعوم من سوريا وايران يضمن وجود نصاب قانوني للتصويت.
واتفق الفرقاء اللبنانيون على ضرورة ان يشغل العماد ميشال سليمان قائد الجيش منصب الرئيس ولكن تصديق البرلمان عليه أجل 17 مرة بسبب الخلاف على شكل الحكومة التي سيتم تشكيلها بعد انتخابه والقانون الذي ينظم انتخابات عامة من المقرر اجراؤها عام 2009.
وقالت مصادر مجلس النواب ان بري دعا الى quot;حوار ماراثوني يتوج باعلان نوايا فيرفع الاعتصام ثم الانتقال للانتخاب ومن بعدها ينفذ الاتفاق.quot;
وتنفذ المعارضة التي تضم حزب الله وحركة امل التي يترأسها رئيس مجلس النواب والتيار الوطني الحر بزعامة قائد الجيش الاسبق المسيحي ميشال عون اعتصاما في وسط بيروت منذ نحو 17 شهرا للمطالبة بتمثيل افضل في حكومة جديدة.
وقالت مصادر ان بري رئيس المجلس النيابي يعتبر ان quot;الحوار يكون حول طبيعة الشراكة في الحكومة وقانون الانتخاب.quot;
ووزع مكتب رئيس البرلمان صورة لطاولة الحوار في مجلس النواب التي يفترض ان يجتمع حولها الزعماء اللبنانيون المتنافسون.
وكان رئيس البرلمان وهو احد اقطاب المعارضة البارزين قد دعا الشهر الماضي الزعماء اللبنانيين المتنافسين الى حوار مباشر حول تشكيل حكومة وحدة وطنية واعداد مسودة قانون للانتخابات البرلمانية المقررة في العام 2009.
ويعتبر بري ان قانون الانتخاب هو نقطة الخلاف المركزية بين المعسكرين المتناحرين. ورأس بري جولتي حوار بين الائتلاف الحاكم والمعارضة في عام 2006. وعلى الرغم من التقدم الذي تم احرازه بشأن عدة نقاط فقد اخفقت المحادثات في تسوية كل الخلافات وزاد عمق الخلاف بشكل كبير منذ ذلك الوقت.