أسامة مهدي من لندن : وجه الزعيم الشيعي العراقي مقتدى الصدر ما وصفه بآخر تحذير إلى الحكومة العراقية بشن حرب طويلة، إذا لم تتوقف والمحتل في إستخدام العنف في مواجهة انصاره، وقال إن الحكومة ناكرة للجميل وهي تتبع اساليب الظلم نفسها التي استخدمها الرئيس السابق صدام حسين وهاجم القيادي في تنظيم القاعدة أيمن الظواهري وانتقد زيارة البابا الحالية الى الولايات المتحدة.

وقال الصدر بعد ان استعرض علاقته مع الحكومة والمحتل quot; فلذا اوجه اخر تحذير وكلام الى الحكومة العراقية ان ترعوي وتتخذ طريق السلام ونبذ العنف مع شعبها، وإلا كانت كحكومة (الهدام ) في اشارة الى صدام حسينquot;. واضاف انه لا يهمه ان يتحالف الجميع مع الحكومة quot;من الذين كانوا من قبل حلفاءنا وقد يكونون كذلك في المستقبل فالسياسة لا قلب لهاquot; . واضاف انه اذا لم ترعوِ الحكومة ولم تكبح جماحها وجماح المليشيات المندسة فيها فسنعلنها حربًا مفتوحة حتى التحرير... ومن اضطر غير باغ ولا عاد فلا اثم عليه quot; .

وشكر الصدر موقف المرجعيات الشيعية التي quot;نطقت على لسان خطبائها رافضة حصار المدن ولا سيما حصار مدينة الصدر وان لاتستهدف الحكومة جهات معينة لاسباب سياسيةquot;. وقال انه يستنكر سكوت بعضهم، بل وقبول ما يرونه وما يسمعونه عن ممارسات الحكومة quot;متمنيًا منهم ومن الحكومة العراقية ان تطالب المحتل بجدولة خروجه من العراق في اقرب وقت ممكنquot; .

ورفض معتمد المرجع الشيعي العراقي الاعلى السيد علي السيستاني امس بشدة استثناء اي مكون سياسي من المشاركة فيها في اشارة الى التيار الصدري بزعامة مقتدى الصدر محذرًا من ان ذلك يحمل معه مخاطر كبيرة .

ودعا الشيخ عبد المهدي الكربلائي في اشارة الى محاولات منع التيار الصدري بزعامة رجل الدين الشاب مقتدى الصدر من المشاركة في الانتخابات المقبلة الى ضرورة فسح المجال امام مشاركة جميع المكونات السياسية quot;مهما كانتquot; فيها . وحذر من خطورة ممارسة ضغوط لمنع مكون بعينه من المشاركة، وقال ان ذلك سيترك اثارًا سلبية كبيرة . واشار الى اهمية الانتباه الى خطورة هذه الاثار التي ستشكل اكثر ضررًا على البلاد من مشاركة ذلك المكون في الانتخابات . وشدد على ضرورة اعطاء الحرية لجميع المكونات للمشاركة في الانتخابات، لأن ذلك قد يدفع هذا المكون واتباعه الى اللجوء الى اساليب غير مقبولة .

واضاف الصدر في بيانه ان الاعداء قد تكالبوا على الصدريين والعراقيين عامة، وقال: quot;فالنواصب في اشارة الى تنظيم القاعدة quot;حيث لم نسلم من مفخخاتهم واحزمتهم ونزعتهم الطائفية وسياساتهم واقوالهم الكاذبة واخرها احد كبارهم (في اشارة الى ايمن الظواهري)quot; من اني لايران اتبع مع اني لغير العراق لا انتمي ولا لغير ارادة شعبي اتبعquot;.. وقال quot; ان المحتل جعل منا هدفًا لطائراته وقاذفاته وهاوناته وقناصته وسياساته الخادعة واخرها مطالبتي بعدم الوقوف ضد الحكومة العراقية quot; .

وسخر الظواهري من الصدر في تسجيل صوتي امس قائلاً إنه quot;صار أضحوكة الدنيا من كثرة استخدامه للتقّيةquot; وأنه تارة يسلم أسلحته وأخرى يدخل في العملية السياسية، وثالثه يخرج منهاوتارة أخرى يجمد جيش المهدي أو يؤجل ذلك أو أنه سيخرج بمظاهرة ضد الاحتلال ومرة لن يخرج، ومرة سيستفتي المراجع في حل جيش المهدي. ووصف الظواهري الصدر بأنه quot;فتى غرquot; قائلاً quot;وهكذا تلاعبت المخابرات الإيرانية بهذا الفتى الغر، الذي يزعم المقاومة ضد المحتل، بتسليم سلاحه له مرةً والتظاهر ضده مرةً أخرىquot;.

وشدد الصدر في بيانه على ان الحكومة العراقية quot;ناكرة للجميلquot; في اشارة الى رئيسها الذي اوصله التيار الصدري الى منصبه حين صوت لصالحه ضد منافسه القيادي في المجلس الاعلى نائب الرئيس عادل عبد المهدي قالا : فهي الطرف الثالث الذي جعل الصدرين هدفا للمحتل متناسية بأننا اخوتهم بل وانفسهم . وتساءل قائلا : اي خارجين على القانون يقصدون quot;ان كنتم تقدصدون وكلاء الشهيدين الصدريين (آية الله محمد صادق الصدر والد مقتدى ومحمد باقر الصدر اية الله مؤسس حزب الدعوة الاسلامية الذي يقوده حاليا رئيس الوزراء نوري المالكي) والذين اعتقلتهم قواتكم ومليشياتكم بمعونة الاميركي المحتل في خروج عن نهجكم .. ام تقصدون الذين يضحون بارواحهم لاخراج المحتل من العراق؟ لكي تكون الحكومة التي تاسست بظل الاحتلال مستقلة ذات سيادة بعيدة عن المحتل وارادته وسياساته وضغوطاته فتكونون ندا للمقاومة وضداquot; .

واشار الصدر الى ان الحكومة تريق دماء المجاهدين وتهاجمهم وتسبي نساءهم quot;بينما نحن لا نقتل مسلما عراقيا كان ام غيره حكوميا كان ام عسكريا ام مدنياquot; .. quot;نرفض بقاء معسكرات وقواعد ثابتة للمحتل على ارض العراقquot;.

وتساءل الصدر قائلا quot;متى كان الحس الاسلامي والوطني ذنبا؟quot; .. وقال فكم من مرة مددنا يدنا لنصافح سنة العراق وشيعته .. فمرة نصلي بمسجد ابي حنيفة النعمان (السني في بغداد) ومرة نصلي بجامع براثا (الشيعي في بغداد) .. فبم قوبلنا يا ترى؟ ولم ننس في خضم بلائنا اقليات العراق فدافعنا عن المسيح والشبك والتركمان والكلدانيين وغيرهم وما زلنا .. وما كان جزاؤنا الا ذهاب (البابا) الى اكبر الدول المحتلة لعراقنا الحبيب متناسيا مايقع من ظلم على الشعب العراقي باكثريته واقليته متناسيا معاناة الشعب من فقر ونقص خدمات وامن وغيرها.