الرياض : وصل الرئيس الاميركي جورج بوش الجمعة الى الرياض قادما من اسرائيل في زيارة تستغرق اقل من 24 ساعة .ونزل الرئيس الاميركي من طائرته quot; ار فورس 1quot; برفقة زوجته لورا وكان في استقبالهما عند اسفل درج الطائرة العاهل السعودي عبدالله بن عبد العزيز .وبعد ان صافح مستقبليه السعوديين ، استعرض بوش حرس الشرف وجرى عزف النشيدين الاميركي والسعودي .

جولة بوش تساهم في وضع حصيلة ادائه في الشرق الاوسط

وتشكل جولة الرئيس الاميركي جورج بوش في الشرق الاوسط وهي الاخيرة على الارجح له قبل انتهاء ولايته في العام 2009، مناسبة لوضع حصيلة بالوضع في المنطقة حيث كانت سياسته الخارجية الاكثر اثارة للجدل.وشملت جولة بوش اسرائيل حيث قام بزيارة لثلاثة ايام ثم سيتابعها في السعودية ومصر.

ومع ان من الصعب التصور ان بوش لن يزور العراق مرة رابعة قبل انتهاء ولايته، ستكون جولته هذه الاخيرة على الارجح في الشرق الاوسط ككل نظرا الى ان برامج تنقلاته بات معروفا نوعا ما.ويضع الخبير انطوني كوردزمان جردة باداء دبلوماسية بوش في المنطقة وبينها حرب لبنان في 2006 وهيمنة حماس على قطاع غزة وقوة ايران المتزايدة وتأثير حرب العراق معتبرا انها تخلف quot;جرعة كبيرة من الاستياء في العالم العربيquot;.

ويضيف هذا الخبير في موازين القوى في المنطقة quot;هذا ارث لا يمكن تغييره. هذا الارث سيتلقاه الرئيس (الاميركي المقبل)quot;.وقد يضيف منتقدو بوش الى ذلك على الارجح: استعداء جزء كبير من المسلمين وتراجع نفوذ الولايات المتحدة والتزام متأخر في جهود السلام بين الاسرائيليين والفلسطينيين وعواقب رفض الحوار مع ايران وسوريا والتقدم القليل المحرز في المجال الديموقراطي عند حلفاء الولايات المتحدة مثل السعودية ومصر.

واضطر مستشار بوش لشؤون الامن القومي ستيفن هادلي هذا الاسبوع الى دحض اقوال مفادها ان امن اسرائيل حليفة الولايات المتحدة الكبيرة بات الان اكثر هشاشة مقارنة مع السنوات السابقة.ويبرر بوش سياساته الهجومية التي يدرجها في اطار quot;برنامج من اجل الحريةquot; مؤكدا ان ابقاء الوضع على ما كان عليه كان غير مقبول.

ويصف الرئيس الاميركي الذي طبعت ولايته الرئاسية بهجمات الحادي عشر من ايلول/سبتمبر والحرب في العراق، الشرق الاوسط على انه الجبهة الكبرى quot;للمعركة الايديولوجيةquot; بين quot;الديموقراطيةquot; وquot;الطغيانquot; الاعتدال والتطرف.ويقول الرئيس الاميركي ان quot;قرار الاطاحة بصدام حسين كان القرار الصائب في بداية ولايتي (..) وسيظل قرارا صائباquot;.

اما على صعيد النزاع الاسرائيلي الفلسطيني فيؤكد بوش انه كان اول رئيس يدعو الى قيام دولة فلسطينية. ويقول انه يأمل في التوصل الى اتفاقية سلام قبل نهاية السنة الحالية. وقد يشكل ذلك نجاحا دبلوماسيا اخيرا بيد ان الخبراء يشككون كثيرا في امكانية تحقيقه.

ويقول هؤلاء ان الكل بات ينظر الان الى ما بعد رئاسة بوش لان الرئيس الاميركي الحالي لم يعد يملك متسعا من الوقت او من السلطة او لانهم ينتظرون رئيسا يكون اكثر تجاوبا مع مطالبهم.وقد تعهد المرشحان الديموقراطيان الى الرئاسة الاميركية بالانسحاب من العراق. ويستعر الجدل حول ضرورة التحاور مع ايران او سوريا من عدمها.

ويؤيد دانيال كورتزر السفير الاميركي السابق الى مصر واسرائيل ذلك. وهو يرى ان ان العراق وايران ستشكلان الاولويتين الرئيسيتين للرئيس المقبل في الشرق الاوسط. لكن المنطقة بحاجة الى التأكد من ان السلام بين الاسرائيليين والفلسطينيين يشكل quot;اولوية رئاسيةquot; اميركية على ما يضيف.

ويعتبر السفير الاميركي السابق في اسرائيل مارتن انديك ان بوش يجب ان يتخلى عن البحث باي ثمن عن اتفاقية سلام quot;غير واقعية بتاتاquot; بين الاسرائيليين والفلسطينيين وان يترك لخليفته quot;عملية سلام على السكة الصحيحة حتى يتمكن الرئيس المقبل (..) من انجازهاquot;.وهذا ما تطمح اليه الادارة الاميركية في العراق بالذات. فهي تتفاوض حاليا على شراكة استراتيجية على المدى الطويل مع الحكومة العراقية.

اما بالنسبة للاثر الذي سيتركه قال بوش ان التاريخ سيحكم عليه: quot;جل ما اطلبه هو عندما سيكتب التاريخ نهائيا سيحكم اما اذا كنت قد ساهمت ام لا في السلامquot;.