خالد الزومان من الرياض: أبلغت مصادر مطلعة quot;إيـلافquot; أن الأمانة العامة لرابطة العالم الإسلامي ستعقد المؤتمر العالمي للحوار برعاية العاهل السعودي الملك عبد الله بن عبد العزيز في العاصمة الاسبانية مدريد خلال الفترة من 16 - 18 من شهر يوليو المقبل. ويأتي هذا الاجتماع بعد الزيارة التي قام بها العاهل السعودي الملك عبدالله بن عبدالعزيز إلى بابا الفاتيكان، بينيدكتوس السادس عشر في نوفمبر 2007، وهي زيارة اعتبرتها الفاتيكان تمهيدا لمزيد من النقاشات الموسعة حول ضرورة إقامة حوار بين الأديان والحضارات المختلفة لتعزيز السلام والعدالة، وإرساء القيم الروحية والأخلاقية. وقد شدد الملك عبد الله في ذلك الوقت على أن نداءه موجه للعالم بأسره.

وقال العاهل السعودي إبان إطلاقه لمركز حوار الأديان أمام 500 رجل دين quot;إن هذه الخطوة تأتي في ظل أزمة تتعرض لها البشرية، أخلت بموازين العقل والأخلاق والإنسانية، مشيراً إلى أنه عرض هذا الأمر على العلماء في المملكة وهو ما رأى فيه مواجهة للتفكك الأسري وتفشي الإلحاد quot;وهذا لا يجوز من جميع الأديان (الكتب) السماوية لا من القرآن ولا التوراة ولا من الإنجيل، مؤكداً في ذلك الوقت على ضرورة الوصول لاتفاق quot;على شيء يكفل صيانة الإنسانية من العبث الذي يعبث بهاquot;.

ونادى الملك عبدالله بن عبدالعزيز دوماً بوجوب احترام الأديان والمذاهب بين شعوب الأرض ليقول خلال ندوة صورة الإسلام في الإعلام المعاصر التي نظمتها رابطة العالم الإسلامي في مكة المكرمة quot;إن المملكة العربية السعودية تدعو إلى الحوار والتفاهم والتعاون بين مختلف الشعوب والحضارات وتتطلع إلى أن تقوم رابطة العالم الإسلامي بالتهيئة لبرنامج عالمي حول الحوار بين الحضارات والتعايش بين الثقافات والتواصل بين الشعوب وذلك وفق القواعد الإسلامية التي سجل التاريخ عظمتها في التفاهم والتعاون بين الأمم وسجل للمسلمين مآثر حضارية نقلت إلى الإنسانية معاني السلام والمحبة والتواد والتواصل والتعاون من أجل الإنسان الذي كرمه الله تعالىquot;.

وفتحت هذه الدعوة علاقات دينية وسياسية واسعة كانت أشبه بالمغلقة بين دول العالم من بين أبرزها الزيارة الأولى التي يقوم بها الرئيس السوداني عمر البشير إلى الفاتيكان لبحث المبادرة السودانية للحوار بين الأديان، منذ وصوله إلى السلطة في انقلاب عسكري أيده الإسلاميون قبل 18 عاما.

وتاريخياًً بدأت الدعوات السعودية للحوار بين الأديان منذ العام 1972 حيث نظمت وزارة العدل السعودية ثلاث ندوات للحوار في مدينة الرياض مع وفد من كبار رجال القانون والفكر المسيحي في أوروبا، وتكرر ذلك اللقاء في الفاتيكان في أكتوبر 1974، وفي عام 1992 توجه وفد من رابطة العالم الإسلامي لعقد ندوات للحوار المشترك في كل من باريس والفاتيكان ومدريد واجتمع أعضاء الوفد بالبابا يوحنا بولس الثاني، وخرج في عام 1995 وفد إسلامي عالمي ضم شخصيات بارزة لزيارة الفاتيكان وانتهى الحوار بين الوفدين إلى إبرام اتفاقية مشتركة وتشكيل لجنة دائمة بين المسلمين والكاثوليك تحت مسمى quot;لجنة الاتصال الإسلامي الكاثوليكيquot;.