باريس: اتهم منتقدون الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي بتشديد قبضته على الاعلام بعدما اعلن اعتزامه ان يعين بنفسه رئيس مؤسسة التلفزيون الفرنسية العامة المفترض انها مستقلة. واعلنت الخطط في هذا الشأن يوم الاربعاء في اطار اصلاح لمؤسسة التلفزيون ذات الملكية العامة. وستحل هذه الخطط محل النظام الحالي الذي تتولى فيه هيئة اعلامية مستقلة تعيين رئيس المؤسسة.
ونشرت صحيفة ليبراسيون اليسارية التي تنتقد الرئيس بانتظام عنوانا رئيسيا ساخرا في الصفحة الاولى يقول quot;تلفزيون ساركوزي الفرنسيquot;. وواجه ساركوزي بالفعل اتهامات بأنه يمارس نفوذا غير صحي على الاعلام بسبب صداقته مع اباطرة اعلاميين اقوياء مثل فنسنت بولور أو ارنو لاجادير او مارتان بويجيه صاحب محطة تي.في1 وهي اكبر محطة بث خاصة.
ويتهم ساركوزي منذ وقت طويل بالتدخل في تعيينات واقالات صحفيين كبار في الصحافة المطبوعة ومحطات البث والاستفادة من تغطية مواتية من وسائل اعلام مثل تي.في1 او مجلة باري ماتش الاسبوعية التي يمتلكها لاجاردير. لكن احدث تحرك اثار مقارنات مع ايطاليا حيث يسيطر رئيس الوزراء سيلفيو برلسكوني على محطات تلفزيون خاصة يملكها وايضا محطة ار.ايه.اي العامة وهو وضع يلقى الكثير من الذم الساخر في فرنسا.
وقالت صحيفة لوموند في افتتاحية quot;على عكس سيلفيو برلسكوني في ايطاليا لا يمتلك نيكولا ساركوزي الوسائل لشراء محطات التلفزيون التي يحلم بها.
quot;وبدلا من ذلك قرر ان يسيطر عليها بمزيج مدهش من الوحشية والاستخفاف.quot; وساد قلق حتى بين بعض من مؤيدي ساركوزي من تحرك يقول بعض النقاد انه يخاطر باعادة فرنسا الى ايام هيئة البث الحكومية السابقة المستأنسة او.ار.تي.اف التي كانت وزارة الاعلام تسيطر عليها بصورة مباشرة.
وقال وزير الشؤون الاوروبية جان بيير جويه لتلفزيون كنال بلوس يوم الخميس ان عملية التعيين quot;بها رائحة الجمهورية الخامسة من حيث المبدأ مما قد يجعل من الافضل تجنبها.quot; ودافع رئيس الوزراء فرانسوا فيون عن الخطوة التي قال انها ستضع نهاية quot;لنظام زائف... لم يكن ابدا مستقلا ولا متمتعا بالحكم الذاتي.quot;
واشارت وزيرة الثقافة كريستين البانل الى ان البرلمان وهيئة سي.اس. ايه الاعلامية ستكون لهما سلطة مراجعة اي تعيينات. وقالت لراديو فرانس انفو quot;يوجد ما يكفي من المراجعة والرقابة لضمان ألا يكون هناك مجال للشك في سيطرة الحكومة.quot; واضافت quot;انه امر منطقي ان يعين المالك مديري التلفزيونات الفرنسية.quot; وجاء الاعلان عن عملية التوظيف الجديدة مفاجئا لكن الاصلاح الاوسع للتلفزيون العام والذي يشمل حظرا على الاعلان كان بالفعل موضع انتقاد قوي بأنه منحة للمحطات الخاصة مثل تي.اف1.
التعليقات