أيمن بن التهامي من الدار البيضاء: ما زالت عائلة مصطفى اقزيبر، إلى جانب نشطاء حقوقيين وحزبيين، تنتظر تسلم جثمان ابنها، الذي استشهد في عملية فدائية بقرية بيت حانون (جنوب لبنان)، في إطار الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين، بتنسيق مع الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين، ضد الصهاينة، وذلك بتاريخ 20 آب (أغسطس) 1994.

وعلى الرغم من أن الجبهة الشعبية وجهت مراسلة، قبل أسابيع، إلى حزب النهج الديمقراطي المغربي (اليسار الراديكالي)، يدعوه فيها إلى تسلم جثماني الخليفي واقزيبر، الذين تسلمتهما من إسرائيل، إلا أن هذا الأخير لم يوارى إلى حدود، اليوم الثلاثاء، الثرى بمسقط رأسه في إحدى مقابر مدينة الرشيدية (جنوب المملكة).

وخلال لقاء عقدته، أخيرا، قوى سياسية ونقابية وجمعوية مع عائلة الشهيد، طالبت هذه الأخيرة الجهات المسؤولة بضرورة تيسير وتسريع نقل الجثة من الديار السورية إلى المغرب، مبدية في الوقت نفسه استعدادها الكامل والمطلق للقيام بكل الإجراءات المرافقة لعملية الدفن.

وأكدت مصادر حقوقية، لـ quot;إيلافquot;، أن الترتيبات ما زالت متواصلة لتسلم الجثمان، مؤكدة على ضرورة دفن اقزيبر في مسقط رأسه في أرفود بالراشيدية.

وجاءت مراسلة الجبهة الشعبية بعد أن تبين أن عملية تبادل الأسرى بين حزب الله والإسرائيليين شملت رفات مغاربة استشهدوا في سبعينات وثمانينات القرن الماضي. ورجحت مصادر متطابقة أن يكون من بين هؤلاء عبد الرحمن اليزيد أمزغار، الذي استشهد في يوم 15 يونيو 1975 بعد قيامه بصحبة فلسطيني وتركي وعراقي بعملية في مستعمرة quot;كفار يوفالquot;، الواقعة بقرية آيا القمح الفلسطينية، التي أسفرت عن إصابة 58 إسرائيليا ضمنهم 27 قتيلا.

ويوجد ضمن اللائحة أيضا إبراهيم الداسر، الذي استشهد في بداية الثمانينات إثر عملية نفذها بصحبة مقاتلي حركة فتح التي كان قد التحق بصفوفها، وهو أحد أبناء مدينة سلا، والحسين بنيحيى الطنجاوي، الذي استشهد في بداية السبعينات، وكان مناضلا في صفوف الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين.

وكانت الجبهة أعلنت أنها تسلمت رفات 43 من مقاتليها المحتجزين لدى إسرائيل من حزب الله اللبناني ضمن صفقة تبادل الأسرى التي جرت بين الحركة وإسرائيل.

وذكرت الجبهة، في بيان صحفي، إن quot;هذا العدد يأتي من أصل 167 من مقاتليها الذين ما زالت رفاتهم محتجزة لدى إسرائيلquot;. وأضافت أنه جرى التعرف على هوية 34 من الذين تضمنتهم صفقة التبادل فيما تتواصل عملية الفحص لتسعة متبقين.

وكان آلاف اللبنانيين شاركوا في تشييع جنازات ثمانية من مقاتلي حزب الله قتلوا أثناء حرب صيف عام 2006، وسلمتهم إسرائيل بموجب صفقة تبادل الأسرى. وجرى التشييع في الضاحية الجنوبية لبيروت، حيث جال عناصر لحزب الله بالنعوش قبل تسليمها إلى عائلات المقاتلين ليواروا الثرى في قراهم بجنوب لبنان.

وكان حزب الله نقل جثامين ورفات 199 شهيدا لبنانيا وعربيا من الناقورة في الجنوب إلى بيروت لإجراء الفحوص اللازمة لتحديد هوية أصحابها.