قمة أوروبية وسكاشفيلي يطالب الإتحاد بدعم بلاده

براغ تدعو إلى مقاطعة الألعاب الشتوية في روسيا

فالح الحمراني من موسكو: تشير الدلائل الى ان الخلافات بين دول اوروبا quot; القديمةquot; واورباquot; الحديثةquot; ستحول دون التجاء قمة الاتحاد الاوروبي الى فرض عقوبات شديدة على بسبب دخول قواتها المسلحة في جورجيا واعترافها بجمهوريتي اوسيتيا الجنوبية وابخازيا الانفصاليتين. وسيجتمع زعماء الاتحاد الاوروبي الذي يضم 27 دولة اليوم في بروكسل لوضع سياسة موحدة ازاء روسيا. واستبعد وزير الخارجية الفرنسي كونشير عشية المؤتمر ان يتضمن البيان الختامي عقوبات شديده على روسيا، الامر الذي تتطلع له بعض دول الشرقية التي كانت تدور بمحور موسكو في عصر الباردة، واصبحت الان من اشد منتقديها.

وسيناقش زعماء الاتحاد الاوروبي في بروكسل مشروعين: بولوني يدعو الى اتخاذ تدابير شديدية ضد الدولة التي كانت تدور بمحورها في زمن الحرب الباردة، وايطالي يتضمن انتقادات انسيابية ومرنة .

ويطالب المشروع المرن للعقوبات الاوروبية خروج القوات الروسية من اراضي جورجيا، بما في ذلك الدوريات المرابطة في ميناء بوتي الاستراتيجي على البحر الاسود، والمناطق العازلة على الحدود بين اوسيتيا وجورجيا، التي حددتها هيئة الاركان العامة الروسية الاسبوع الماضي.ووفقا لهذا الخيار فان الاتحاد الاوروبي سيطالب روسيا التعهد بأن لا تتعامل بعد الان مع الدول الاخرى، مثلما تعاملت مع جورجيا.

ويدعو المشروع البولوني المتشدد الى فرض عقوبات مالية واقتصادية على موسكو. ووفقا لهذا المشروع فان على الاتحاد الاوروبي ان يوصي البزنس الكبير بتقليص توظيف الاستثمارات في روسيا، واعتبارها سوقا غير مستقرة تحيطها الاخطار.وبالتالي يمكن ان ينصح الاتحاد الاوروبي المصارف بعدم تسليف البنوك والشركات الروسية.

وكانت موسكو قد نشطت عشية انعقاد اجتماع زعماء الاتحاد الاوروبي بالاتصال ببعض الشركاء الاوربيين، لاقناعهم بدعم الصياغات المرنة والانسيابية والامتناع عن فرض العقوبات. واجرت موسكو ضمن هذا السياق مباحثات مكثفة مع الدول الاقرب أي المانيا واسبانيا وفرنسا وفنلندا. ومقابل الدعم الذي سيقدموه فان موسكو يمكن ان تجري تغيرات على موقفها من إيران وتكثيف التعاون الاقتصادي.

ونقلت وسائل اعلام روسية عن مصدر في قصر الكرملين تأكيده ان موسكو تنتظر عقوبات اوربية.وعلى حد قوله، ان هناك على الأقل إجرائين يجمع عليها زعماء اوروبا، تتمثل بوقف المباحثات بشأن اتفاقية الشراكة والتعاون بين روسيا والاتحاد الاوروبي، والاخر يتعلق بسياسة توريدات مصادر الطاقة لاوروبا.واذا كان وقف المباحثات لا يبعث القلق لدى موسكو، فان المخاوف تساورها من القرارات التي تخص استيراد موارد الطاقة، التي يمكن ان تشمل عرقلة مشاريع بناء انابيب الغاز والنفط لاوروبا، ووضع الرهانات على بناء انابيب من قزوين من دون ان تمر بالاراضي الروسية.
وكان رئيس الوزراء فلاديمير بوتين قد دعا البلدان اعضاء الاتحاد الاوروبي الى اتخاذ موقف عقلاني وموضوعي من النزاع في جورجيا وتجاهل طلب تبليسي بفرض العقوبات على روسيا.

وطلب الرئيس دمتري ميدفيديف بارسال عدد اضافي من المراقبين الدوليين لمنطقة النزاع. واعلن في محادثة هاتفية اجراها السبت مع رئيس الوزراء البريطاني جوردون براون، ان روسيا نفذت بالكامل احكام اتفاقية وقف اطلاق النار، التي وقعت عليها اطراف النزاع. وتدعو احد مواد الاتفاقية لخروج القوات المسلحة الى المواقع التي كانت ترابط فيها قبل النزاع.

وكانت جورجيا قد اعلنت السبت عن قطع علاقاتها الدبلوماسية مع روسيا وناشدت دول اوروبا فرض العقوبات على روسيا. واعلنت وزارة الخارجية الجورجية عن وقفها منح تاشيرات الدخول للمواطنين الروسي من كافة نقاط الحدود. واعلنت ايضا خروجها من اتفاقية موسكو لوقف اطلاق النار وكافة المباحثات الثنائية.