بغداد: رفض السفير الايراني لدى بغداد حسن كاظمي قمي السبت الاتهامات التي يوجهها الاميركيون الى بلاده بانها تتدخل في الشؤون العراقية عبر انتخابات مجالس المحافظات موضحا ان هذا الامر يشكل quot;اهانة للعراقيينquot;. واضاف كاظمي قمي quot;كلما يمر العراقيون بمرحلة حساسة في تاريخهم، يخرج الاميركيون بادعاءات ومزاعمquot; ضد ايران.
وتابع quot;انها الانتخابات مرة اخرى، ويريد الاميركيون خلق اجواء نفسية مشحونة لكي يجد المرشحون الذين يستطيعون خدمة العراقيين انفسهم في ظروف صعبةquot;. وتابع ان quot;ادعاءاتهم اكبر اهانة للشعب العراقي وممثليه، وللديمقراطية التي تدعيها الولايات المتحدةquot;.واعتبر كاظمي قمي الذي عين سفيرا في بغداد منذ ايار/مايو 2006 ان quot;هذه الادعاءات ليست جديدة ولن تكون الاخيرةquot;.
لكن السفير الايراني يتوقع ان تسير الامور quot;عكس ما تسعى اليه الولايات المتحدة، وسيصوت العراقيون للقوائم التي استهدفت من قبل من يتلقون الدعم الاميركيquot;.واشار تقرير فصلي حول العراق اعده البنتاغون في 14 كانون الثاني/يناير الحالي، الى ان ايران ستسعى الى ممارسة نفوذ واسع في العراق من خلال دعم مجموعات مسلحة تعمل على زعزعة استقرار هذا البلد.
وذكر التقرير، حول اوضاع العراق من ايلول/سبتمبر وحتى نهاية تشرين الثاني/نوفمبر 2008، ان quot;ايران لا تزال تمثل تهديدا قويا للاستقرار والاستقلال السياسي للعراق وسيادة اراضيه على المدى الطويلquot;.ووقعت واشنطن وبغداد في كانون الاول/ديسمبر الماضي، اتفاقية امنية تنص على انسحاب كامل للقوات الاميركية من العراق نهاية عام 2011.
وتابع السفير quot;هذه المزاعم ليست جديدة ولن تكون الاخيرةquot;.وقال quot;منذ بدء الادعاءات الاميركية، قلنا لهم ان يقدموا الادلة، ليس لنا انما للحكومة العراقية والرأي العام والاعلام. انهم يكررون مزاعمهم مئات المرات لكن دون اي ادلةquot;.وتتهم الولايات المتحدة ايران بتأجيج العنف الطائفي في العراق ذي الغالبية الشيعية، فيما تنفي طهران ذلك بشدة قائلة انها تؤيد استقرار العراق.
من جهة اخرى، قال السفير ان بلاده ترحب بقرار الرئيس الاميركي باراك اوباما بسحب القوات من العراق.وقال quot;اننا بالتأكيد نرحب بانسحاب القوات الاميركية من العراق، هذا ما قاله شعب العراق وما تريده حكومتهquot;.وقد اوعز اوباما منذ توليه منصبه الثلاثاء الى كبار القادة العسكريين اعداد استراتيجية quot;مسؤولةquot; للانسحاب من العراق.
وخلال حملته الانتخابية، وعد اوباما بسحب القوات الاميركية من العراق في غضون 16 شهرا بعد توليه منصبه، لكنه قال ايضا انه سيستمع الى جنرالاته.لكن المسؤولين في وزارة الدفاع الاميركية تحفظوا عن تأييد 16 شهرا كموعد نهائي لسحب القوات، قائلين انهم سيقدمون لاوباما مجموعة كاملة من الخيارات.واضاف كاظمي قمي ان quot;الامر يرجع الى الشعب العراقي ليقول ما اذا كان يريد القوات الاميركية على اراضيهquot;.
وتابع quot;على العراقيين ان يقرروا ما يفعله الاميركيون في بلادهم، وسيقولونها من خلال الاستفتاء على الاتفاقية الامنية مع الولايات المتحدةquot;.ومن المتوقع اجراء استفتاء الصيف المقبل.وقال كاظمي قمي دون تفاصيل quot;بالنسبة لنا فان الولايات المتحدة لا تزال على الحدود الايرانية العراقية، لكن مسؤولية الحدود تدخل ضمن نطاق سيادة كل دولة. يجب اعادتها الى العراقيين بشكل كامل لكن هذا لم يحدث حتى الانquot;.
وتتهم طهران واشنطن ولندن بتدريب وتمويل جماعات معارضة للجمهورية الاسلامية بغية شن هجمات تستهدف مصالحها في اراضيها.الى ذلك، اكد كاظمي قمي ردا على سؤال حول استهداف القوات الايرانية عناصر حزب quot;بجاكquot; (الحياة الحرة) الكردي الانفصالي، ان quot;طهران من حقها الدفاع عن حدودهاquot;.واضاف ان quot;حماية حدودنا امر حيوي بالنسبة لنا، فامننا الوطني ومصالحنا تكمن في حماية حدودنا. لذا، فهذا امر طبيعي بالنسبة للجمهورية الاسلامية ان تدافع عن نفسها ضد الاعمال الارهابيةquot;.
واكد انه quot;من غير المقبول ان نشاهد دورياتنا الحدودية وجنودنا تقتلهم جماعات ارهابيةquot;.ويتخذ مئات من عناصر حزب العمال الكردستاني التركي الانفصالي 1984، ومن نظيره الايراني (بجاك) من جبال قنديل في المثلث الحدودي بين العراق وايران وتركيا، ملاذا لهم.وتخوض القوات الايرانية منذ اعوام اشتباكات مع عناصر بجاك التي تنطلق من جبال قنديل.
التعليقات