أفادت مصادر أميركية اليوم الخميس أن الولايات المتحدة وعددا من الدول الحليفة لها يجرون مفاوضات عبر مسؤولين باكستانيين مع ممثلين للملا محمد عمر وقادة آخرين لحركة طالبان وذلك في إطار الجهود الأميركية لإقناع المتمردين الأفغان بالتخلي عن السلاح.
واشنطن: نسبت صحيفة واشنطن تايمز إلى مسؤوليين أميركيين وباكستانيين وشرق أوسطيين قولهم إن الجهود الأميركية تتضمن محاولة إقناع عناصر طالبان بالحصول على حوافز مالية ووظائف لإلقاء السلاح والتوقف عن أعمال التمرد التي شهدت زيادة مطردة في الأشهر المنقضية. وأضافت الصحيفة أن هذه الجهود التي تزامنت مع زيادة التواجد العسكري الأميركي في أفغانستان ترمي إلى إضعاف حركة التمرد والتوصل إلى quot;نهاية تفاوضيةquot; للعنف الذي تشهد المنطقة.
فقد أكد الناطق باسم الخارجية الأميركية نويل كلاي أن quot;إدارة أوباما تدعم الجهود المبذولة لتحقيق المصالحة مع حركة طالبان طالما تم الوفاء بمتطلبات معينةquot; لاسيما نبذ تنظيم القاعدة وإلقاء السلاح والاستعداد للمشاركة في مجتمع حر ومفتوح وفقا للدستور الأفغاني.
تشجيع ضمني
ونسبت الصحيفة إلى المتخصص في شؤون أفغانستان في هيئة أبحاث الكونغرس كينيث كاتزمان القول إن الهدف من منح مزايا مالية ووظائف للمقاتلين الصغار في حركة طالبان هو إبعاد أكبر عدد ممكن منهم عن قيادات حركة التمرد لعزلها وتركها بمفردها. وقالت إن مسؤولين باكستانيين يقومون بتشجيع ضمني من الولايات المتحدة بالحديث إلى quot;الصف الثانيquot; من قادة حركة طالبان المتصلين بالملا عمر المتواجد في مدينة كراتشي الباكستانية بعلم من الاستخبارات الباكستانية.
ونقلت الصحيفة عن مسؤول أميركي على دراية بالمحادثات أن quot;هناك الكثير من اللاعبين المنخرطين في هذه الجهود ليس فقط من الحكومة الأميركية بل من الشركاء الأجانب أيضاquot;. وأضاف أن الاستخبارات الأميركية ليست من يتولى قيادة هذه المحادثات مع أعضاء طالبان الأفغانية المهتمين بمناقشة فرص المصالحة مشيرا إلى أن الاستخبارات الأميركية تقوم بالإسهام بخبراتها وعلاقاتها وقدراتها التقييمية عند الحاجة.
ونسبت إلى مسؤول باكستاني كبير على معرفة بالمحادثات قوله إن quot;الولايات المتحدة تحاول التأثير على طالبان لإيجاد حل للحرب المستمرة في أفغانستان منذ ثمانية أعوام وذلك وفقا لإستراتيجية الرئيس باراك أوباما هناكquot;.
وكان الرئيس باراك أوباما قد أعلن في الأول من ديسمبر/كانون الأول الجاري نشر 30 ألف جندي إضافي في أفغانستان مع حلول الصيف لدعم 68 ألف جندي أميركي و45 ألف جندي أجنبي آخر يتولون مساندة الحكومة في مواجهة تمرد طالبان الذي اتسع نفوذه منذ ثلاث سنوات. وقال أوباما إن التعزيزات ستسمح لقواته quot;باتخاذ المبادرةquot; من أجل إنهاء تلك الحرب التي تفتقر إلى الشعبية وتستمر منذ ثماني سنوات.
التعليقات