ستراسبورغ-باريس: عشية زيارة رئيس السلطة الفلسطينية إلى ستراسبورغ حيث سيلقي كلمة غداً أمام النواب الأوروبيين في جلسة علنية، أكد رئيس المجموعة الاشتراكية في البرلمان الأوروبي مارتن شولتز، على ضرورة الحوار مع حركة المقاومة الإسلامية )حماس( إذا أرادت الأطراف الدولية أن تحقق تقدماً حقيقياً على طريق التوصل إلى حل شامل للصراع الفلسطيني الإسرائيلي.

واعتبر شولتز، في تصريحات أدلى بها اليوم حول الوضع الفلسطيني أن تحقيق المصالحة الوطنية الفلسطينية شرط أساسي للتقدم على طريق حل الصراع، مؤكداً أن الجهد الأوروبي الرامي إلى دعم المصالحة يمر عبر الحوار مع حركة حماس.

وأعرب رئيس المجموعة الاشتراكية في البرلمان الأوروبي عن quot;الأسفquot; لموقف الدول الأوروبية التي لا تريد الحديث مع حركة حماسquot;بعد انتصارها في الاتنخابات الفلسطينيةquot;. ووصف البرلماني الأوروبي بـquot;الخاطئquot; التصرف الأوروبي حيال الشأن الفلسطيني. وقال quot;كان من المعيب عدم الاعتراف بنتائج انتخابات، أكد نزاهتها مراقبون أوروبيونquot;.

واعتبر شولتز أن الاتحاد الأوروبي قد فوت على نفسه فرصة إعطاء حماس إمكانية التحول إلى قوة سياسية ديمقراطية، كونها quot;حركة تتمتع بشرعية شعبية ولا يجب على الاتحاد الأوروبي رفض الحوار معهاquot;. ونوه بأهمية دور اللجنة الرباعية الدولية، مشيراً إلى الحاجة إلى عمل دولي جديد من أجل إعادة إطلاق عملية السلام وتأمين النجاح لها. كما تحدث شولتز عن ضرورة أن تتوجه الجهود الإنسانية الأوروبية نحو إعادة اعمار غزة من أجل تقليل آثار المأساة التي يعيشها المدنيون هناك.

عباس: على أي حكومة وحدة وطنية الالتزام بالاتفاقات المبرمة

الى ذلك عباس اليوم quot;مبدأين أساسيينquot; لأي حكومة وحدة وطنية فلسطينية هما أن تلتزم بالاتفاقات المبرمة وألا تأتي بالحصار وتشرف على إعادة البناء والانتخابات التشريعية والرئاسية في الأراضي الفلسطينية. ودعا إسرائيل لاغتنام المبادرة العربية للسلام على أنها فرصة تاريخية.

وأشار الرئيس الفلسطيني عقب محادثات مع وزير الخارجية برنار كوشنير إلى المبادرة المصرية الفرنسية حول خطوات المصالحة الفلسطينية وقال quot;في هذه الساعة هناك لقاء في مصر مع عمر سليمان (رئيس المخابرات المصرية) من أجل تثبيت التهدئة وإذا حصل ذلك ننتقل إلى مرحلة أخرى هي اللقاءات الفلسطينية من أجل المصالحةquot;، الوطنية.

وأوضح أن حكومة الوحدة الوطنية الفلسطينية ينبغي أن تقوم على مبدأين أساسيين، وقال quot;حكومة لا تأتي بالحصار وتلتزم بالشرعية الدولية والاتفاقات المبرمة ومن ثم تقوم بعملية إعادة البناء التي سيكرس لأجلها مؤتمر القاهرة (في 2 من الشهر المقبل) للدول المانحة ومن ثم إجراء الانتخابات التشريعية والرئاسيةquot;، وأضاف quot;هذا هو السيناريو الذي نسعى إليه وقد تحدثنا حوله مع الوزير كوشنيرquot;، على حد تعبيره في مؤتمر صحفي مشترك مع وزير خارجية فرنسا.

وذكر عباس أن المحادثات مع كوشنير تناولت quot;الآفاق السياسيةquot;، وقال quot;ننتظر نتائج الانتخابات الإسرائيلية ونتعامل مع من يختاره الشعب الإسرائيلي على ألا يعيدنا إلى نقطة الصفر لأن المفاوضات التي أجريناها حققت تفاهمات وأصبحنا نعرف ماذا يرد الإسرائيليون وهم يعرفون ماذا نريدquot;، وأعتبر أن المنطقة ستكون quot;مهيأةquot; لحل ما، إذا تحققت المصالحة الفلسطينية وتشكلت حكومة إسرائيلية إضافة لوصول الإدارة الأميركية الجديدة.

ورأى عباس أن هناك quot;أرضية مهمة معتمدة دوليا للحل السياسيquot;، تتمثل بالشرعيات الدولية منذ البداية حتى اليوم ورؤية بوش لإقامة دولتين والمبادرة العربية للسلام، وقال quot;كل هذا تم وضعه في خارطة الطريق التي اعتمدها قرار مجلس الأمن رقم 1515quot;، وأشاد عباس بالمبادرة العربية للسلام كونها تعرض على إسرائيل اعتراف كل الدول العربية والإسلامية مقابل الانسحاب من الأراضي المحتلة. وأكد أن هذه المبادرة لازالت مطروحة على الطاولة، وصرح quot;على إسرائيل أن تغتنم هذه الفرصة وعلى المجتمع الدولي أن يشجع إسرائيل على ذلكquot;، محذرا من أنه quot;إذا فاتت هذه الفرصة التاريخية لن يكون هناك سلام في الشرق الأوسطquot; على حد تعبيره.

وثمن الرئيس الفلسطيني الدور الفرنسي والأوروبي مطالبا بدور سياسي لأوروبا في المنطقة، واعتبر أن حل الصراع الفلسطيني الإسرائيلي سينعكس على الإقليم والعالم بكامله. هذا ويلقي عباس غدا خطابا أمام البرلمان الأوروبي في ستراسبورغ بعد محادثات في باريس مع الرئيس نيكولا ساركوزي ورئيس الوزراء فرانسوا فييون ووزير الخارجية كوشنير، إضافة لرئيس البرلمان الفرنسي برنار اكوييه الذي أعرب عن تعاطفه مع الشعب الفلسطيني في محنته بعد الحرب على غزة.