لندن: تناولت الصحف البريطانية الصادرة الاثنين طيفا واسعا من قضايا الشرق الاوسط واهمها تفاعلات الحرب الاسرائيلية على قطاع غزة واحتمالات تغير المشهد السياسي العراقي في اعقاب انتخابات مجالس المحافظات. فرغم مرور حوالي اسبوعين على انتهاء الحرب الاسرائيلية على قطاع غزة تتكشف مزيد من القصص عن معاناة المدنيين خلال هذه الحرب.
دروع بشرية
صحيفة التايمز كتبت تحقيقا تحت عنوان quot;اسرائيل وحماس ارغمتا المدنيين على لعب دور الدروع البشرية لهماquot; نقلت فيه شهادات عدد من المدنيين الفلسطنينيين الذي اجبروا على لعب دور الدورع البشرية للجيش الاسرائيلي وكذلك مقاتلي حماس. تورد الصحيفة تفاصيل ما تعرض له الفلسطيني محمود عبد ربه وابن عمه مجدي الذين اجبرا على ان يكونا دروعا بشرية الاول من قبل مقاتلي حماس والثاني من قبل الجيش الاسرائيلي.
نقلت الصحيفة عن محمود الذي فضل عدم الكشف عن اسمه الحقيقي خوفا على حياته ان قناصي حماس اجبروه على البقاء في منزله بينما اعتلوا سطح منزله يطلقون النار منه على الجنود الاسرائيليين. وفي هذه الاثناء كان ابن عمه مجدي مجبرا على القيام بنفس الدور لدى الجنود الاسرائيليين وعلى بعد شوارع قليلة تحت تهديد السلاح. واعلن محمود لمراسل الصحيفة الذي قابله في قطاع غزة quot;لا اعتقد ان اسرائيل او حماس تعير اي اهمية لحياة البشر حيث كانوا يجرون الناس الى ساحات المعاركquot;.
ويضيف محمود انه حاول مغادرة منزله عندما اعتلى مقاتلوا حماس سطحه لكنهم منعوه هو وافراد عائلته من مغادرته وبعد يومين من تمركزهم طلبوا منه ان يقوم اطفاله بتحذيرهم في حال مداهمة الجنود الاسرائيليي للمنزل، بل انهم رفضوا مغادرة اطفاله الصغار المنزل بحجة ان المنزل يجب ان يبدو عاديا غير مثير للريبة. وعلى بعد شوارع قليلة طرق الجنود الاسرائيليون على باب ابن عمه مجدي الذي شاهد جيرانه برفقة الجنود الاسرائيليين عندما فتح الباب.
وتم اجباره وعدد من الرجال من ابناء حيه على البقاء برفقة الجنود الاسرائيليين لمدة يومين ولعبوا خلالهما دور الدروع البشرية للجنود وتم اجبارهم على قتح ثغرات في جدارن المنازل وتفيش المنازل بحثا عن المسلحين. ويروي مجدي ان الجنود الاسرائيليين اجبروهم على القيام بمهام مختلفة وانه اجبر على تفقد اماكن سقوط مقاتلي حماس بهدف التأكد من مقتلهم وجلب سلاحهم للضابط الاسرائيلي المسؤول.
quot;جرائم حربquot;
وفي موضوع اخر يتعلق بغزة ايضا قالت الصحيفة ان محكمة الجنايات الدولية التابعة للامم المتحدة تدرس امكانية محاكمة الجنود الاسرائيليين بتهمة ارتكاب جرائم حرب ضد المدنيين في قطاع غزة مثل استخدام الاسلحة المحظورة دوليا والفوسفور الابيض في المناطق ذات الكثافة السكانية الكبيرة. فقد صرح مدعي المحكمة القاضي لويس مورينو اوكامبو للصحيفة انه يدرس امكانية رفع هذه الدعوى بعد تقليه طلبا من عدد من الجهات الفلسطينية.
واضاف مورينو ان دراسة الطلب لا يعني بالضرورة قناعته بوقوع جرائم حرب خلال الحرب على غزة فهو يدرس اولا الولاية القضائية للمحكمة على غزة وفي في ثبت ان للمحكمة هذه الولاية يمكن فتح تحقيق بهذه الاتهامات. واشار مكتب مورينو انه تلقى العديد من التقارير من جماعات فلسطينية مختلفة وانه بانتظار تقرير من جامعة الدول العربية ومنظمة العفو الدولية تتضمن الادلة التي تتوصلتا اليها والتي تدعم هذه الاتهامات.
وكان الجيش الاسرائيلي قد اعلن عن فتح تحقيق داخلي في الاتهامات الموجهة له باستخدام الفوسفور الابيض في المناطق العالية الكثافة واقر اخيرا استخدامه بهدف التمويه على تحركات الجنود في ساحة المعركة. وكان تحالف من جماعات حقوق الانسان الاسرائيلية قد دعت المدعي العام في اسرائيل الى فتح تحقيق مستقل بهذه االتهم الموجهة للجيش الاسرائيلي لان ذلك يقطع الطريق على المحكمة الجنائية الدولية فتح تحقيق في هذه التهم.
تغير المشهد السياسي
صحيفة الاندبندنت تناولت انتخابات مجالس المحافظات في العراق والتي جرت يوم السبت الماضي اشارت فيه الى التوقعات بفوز انصار رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي بعدد كبير من مجالس المدن العراقية ذات الاغلبية الشيعية. وتقول الصحيفة انه في حال تحققت توقعات المحللين وسيطر تحالف quot;دول القانونquot; الذي يخوض عبره المالكي هذه الانتخابات ونجح في السيطرة على اغلبية المدن العراقية في الجنوب وبغداد فإن ذلك سيمثل ضربة قوية للاحزاب الدينية الشيعية التي سيطرت على مجالس هذه المدن منذ الاطاحة بنظام صدام حسين عام 2003.
وتنقل الصحيفة عن مسؤول في لجنة فرز اصوات الناخبين في مدينة البصرة، ثاني كبرى المدن العراقية ان نتيجة فرز اكثر من 50 بالمائة من اصوات الناخبين اظهرت تقدما كبيرا لانصار المالكي على منافسيه وهو ما اكده فرات الشرع المسؤول عن المجلس الاسلامي الاعلى في البصرة الذي اكد ان حزبه حصد فقط 20 بالمائة من اصوات الناخبين في المدينة. كما اكد مسؤول في التيار الصدري والذي يعتبر من اكبر القوى السياسية الشيعية في العراق ان انصار المالكي حققوا مكاسب كبيرة في مدن جنوب العراق ومدينة الصدر التي كانت تعتبر حتى وقت قريب معقل انصار الصدر.
وتقول الصحيفة ان فوز انصار المالكي في هذه الانتخابات ستؤدي الى تعزير فرصه في تحقيق نتائج جيدة في الانتخابات البرلمانية المقبلة وبالتالي تقوية الدولة المركزية الذي يدعو اليه المالكي على عكس المجلس الاسلامي وغير من الاحزاب الشيعية التي تدعو الى اقامة اقليم يضم المحافظات العراقية الجنوبية وبسلطات اوسع.
التعليقات