موسكو: يبدأ وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف الاحد المقبل جولة الى الشرق الاوسط تقوده الى إسرائيل والاراضي الفلسطينية ومصر وعمان والبحرين. وتهدف هذه الجولة الى تعزيز مشاركة روسيا في الجهود الرامية الى الخروج من مأزق عملية التسوية في الشرق الاوسط خاصة بعد الحرب الاسرائيلية ضد قطاع غزة واعطاء وقف اطلاق النار طابعا ثابتا يسمح بالانتقال الى استئناف العملية التفاوضية والسير نحو تحقيق هدفها الاساسي المتمثل في اقامة دولة فلسطينية قادرة على الحياة.

وقال رئيس رابطة قدامى الديبلوماسيين الروس السفير بوغوس اكوبوف ان لافروف يسعى الى استثمار الظروف المستجدة من اجل تعزيز دور روسيا في تحقيق عملية التسوية للنزاع العربي الاسرائيلي على اساس قرارات مجلس الامن الدولي ومبادرة السلام العربية. واكد اكوبوف ان روسيا تصر على عقد مؤتمر دولي خاص بالشرق الاوسط في موسكو خلال العام الجاري لاستكمال الجهود التي تبلورت خلال مؤتمر انابوليس مشيرا الى ان الوزير لافروف سيسعى خلال هذه الجولة الى بلورة المعايير والاطر للمشاركة في هذا المؤتمر.

وكان لافروف قد اعلن مؤخرا ان بلاده تريد لهذا المحفل الدولي ان يركز على اقامة الدولة الفلسطينية وألا يقتصر دوره على متابعة ردود الفعل على الاحداث الجارية في المنطقة. واضاف اكوبوف ان روسيا تريد ايضا العمل على تطوير العلاقات مع الدول العربية في المجالات السياسية والاقتصادية على اساس ثنائي ومتعدد الاطراف والانتقال الى تنفيذ مشاريع ضخمة تتناسب مع الامكانات المالية والاقتصادية التي يملكها الجانبان.

وقال ان زيارة لافروف الى كل من عمان والبحرين تؤكد مجددا حرص روسيا على تعزيز علاقات التعاون مع دول مجلس التعاون الخليجي والتاكيد على النهج الروسي الهادف الى ضمان الامن في منطقة الخليج وضرورة بذل الجهود الرامية الى ابعاد مخاطر المجابهة عن هذه المنطقة التي تتميز باهمية اقتصادية وسياسية كبيرة. ويؤكد المراقبون ان لافروف يعير اهتماما خاصا لاستعادة الوحدة الوطنية الفلسطينية التي تعتبرها موسكو شرطا اساسيا للمضي قدما على طريق التسوية.

وتحذر موسكو من ان الخلافات بين الفصائل الفلسطينية ستؤدي الى تعطيل عملية التسوية السياسية وابعاد هدف الفلسطينيين المتمثل في اقامة دولة فلسطينية قادرة على الحياة الى جانب اسرائيل. من جهته شدد الخبير في الشؤون العربية البروفيسور فلاديمير شاغال على ان موسكو تولي اهمية كبيرة لتطوير العلاقات الاقتصادية مع دول الخليج العربي والتي تتميز باداء اقتصادي ناجح يمكن الاستفادة منه في معالجة تداعيات الازمة الاقتصادية العالمية.

واوضح شاغال ان روسيا تريد تطوير الروابط الثقافية والانسانية مع دول الخليج وعبرها مع العالمين العربي والاسلامي. ويعتقد المراقبون ان دول الخليج تعير بدورها اهمية كبيرة للدور الذي تلعبه روسيا في معالجة ازمة الملف النووي الايراني بالتعاون مع واشنطن لا سيما بعد اعلان الادارة الامريكية الجديدة عن رغبتها في اقامة حوار مباشر مع طهران بهدف تسوية الخلافات القائمة بين الجانبين.