طلال سلامة من روما: فقد الحزب الديموقراطي اليساري في ايطاليا وعيه الكامل والثقة بالنفس بعد استقالة فالتر فلتروني، السكرتير العام وزعيم المعارضة، من منصبه جراء تتابع الهزائم الانتخابية السياسية على الحزب وعليه شخصياً. وشعر العديد من المخلصين للحزب بالأسف الشديد لاستقالة فلتروني من منصبه. في حين، تفاوتت ردود الفعل الأخرى بين الغضب الذي اجتاح نفوس المسؤولين في حزب quot;قيم ايطالياquot; ورئيس الوزراء برلسكوني، واستياء التيار الداخلي في هذا الحزب اليساري، التابع للبروفيسور رومانو برودي.

كما ساد الصمت الحزين على الطبقة الحاكمة في الحزب الديموقراطي اليساري، وعلى رأسهم ماسيمو داليما وزير الخارجية السابق. وتنتظر الطبقة الحاكمة يوم السبت المقبل تعيين سكرتير عام جديد، مؤقت، سيقود الحزب وآماله المفتتة الى الانتخابات الأوروبية من أجل تجديد التمثيل الإيطالي في البرلمان الأوروبي بستراسبورغ، في شهر يونيو(حزيران) القادم، ثم نحو المؤتمر السنوي في الخريف القادم لتعيين سكرتير عام جديد، ثابت. هذا ان استطاع الحزب البقاء على قيد الحياة لغاية الخريف القادم.

وعلى الأرجح، سيتم انتخاب داريو فرانشسكيني سكرتيراً عاماً مؤقتاً لهذا الحزب، وهو أكبر الأحزاب اليسارية تمثيلاً في البرلمان الإيطالي ومجلس الشيوخ. وللمحافظة على واجهة الحزب سليمة، لم تتأخر أنا فينوكيارو مديرة أعضاء مجلس الشيوخ المنتمين للحزب الديموقراطي، عن وصف استقالة فلتروني بأنها حقنة quot;ثقةquot; ستخيب ظن الخصوم السياسيين الذين يحاولون الانقضاض على الحزب.

ومع ذلك، فان ائتلاف الوسط اليميني، على أعلى مستوياته، يبدي قلقه إزاء انهيار الحزب الديموقراطي المشابه quot;سينمائياًquot; الى ما حصل الى البرجين التوأمين بنيويورك، فيما حزب رابطة الشمال كان أول من يتأثر بهذا الزلزال السياسي. كما ان تمهيد الطرق لتبني النظام الفيدرالي قد يتعرض لمكروه.

وبغياب فلتروني فان من خاض مفاوضات سرية مع رابطة الشمال غاب بدوره، وفي هذا الصدد، يعرب روبرتو كالديرولي، وزير تبسيط القوانين، عن خوفه من وقوع أحداث سياسية درامية قد تنسف كل مجهود قاده مع المعارضة لتحقيق أهداف أومبرتو بوسي.