شهر على وقف الحرب على غزة:
شاليط.. ورقة حماس الرابحة في وجه إسرائيل
خلف خلف من رام الله:
منذ وقف الحرب على قطاع غزة بتاريخ 18/1/2009، وإسرائيل تعيش جدلاً حاميًا يتصل في جزء منه بالغنائم والأهداف التي تحققت والثمن المدفوع مقابل ذلك، إذ يرى العديد من المحللين السياسيين الإسرائيليين أن بلادهم خسرت الكثير، ولم تجن من الأرباح إلا القليل، وفي المقابل يؤكد آخرون أن المكاسب من الحرب كثيرة، ومنها تلقين حركة حماس درسًا لن تنساه، والذي يعني عمليًا تقوية الردع التناسبي أمام قوة عسكرية غير تناسبية. على أي حال، يبقي ملف الجندي جلعاد شاليط الأكثر سخونة وإحراجًا لقادة تل أبيب، الذين تغنوا بالنصر في الحرب، فهذا الملف أجبرهم من جديد على العودة لحركة حماس ومحادثتها، بل والاستماع لشروطها، وإن كان ذلك لا يتم بشكل مباشر إلا أنه يحدث عبر الوسيط المصري.
معلومات جديدة نشرتها وسائل الإعلام الإسرائيلية تفيد بأن قطر دخلت على الخط في مفاوضات إجراء صفقة تبادل أسرى بين حركة حماس وإسرائيل، وبحسب مصدر أجبني تحدث لصحيفة هآرتس فإن رئيس وزراء قطر حمد بن جاسم وعد الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي لدى لقائهما قبل أسبوعين في باريس بأن يعمل حيال حماس بشكل مكثف كي يساعد في تحرير جلعاد شليت.
وفي إسرائيل ينتظرون الحصول على جواب من حماس ومصر على اقتراح الشروع في مفاوضات ميراتونية في القاهرة على قائمة السجناء الجديدة. وكانت قطر ساعدت في الماضي فرنسا على نقل رسالة من عائلة شاليط إلى أبنها في الأسر في قطاع غزة، إذ نقل أمير قطر حمد بن خليفة الرسالة إلى خالد مشعل رئيس المكتب السياسي لحركة حماس، وحصل على تأكيد بان الرسالة وصلت إلى الجندي الأسير.
يتوازى ذلك، مع أصوات ترتفع في إسرائيل، تعبر عن حنقها تجاه قادة الحرب الأخيرة على قطاع غزة، إذ كتب ناحوم برنيع اليوم الجمعة مقالا في صحيفة يديعوت، يقول خلاله: quot;تبين، بعد كل شيء، وبعد المقابلات المبرامج الخاصة، وبعد الثناء المفرط على المراسلين العسكريين والحروب التي تم خوضها حول الرصيد بين باراك ولفني، بأن عملية الجيش الإسرائيلي في غزة لم تكن نجاحا كبيرا جدا وربما لم تكن نجاحا بالمرةquot;.

ويضيف برنيع: quot;الهدف كان منع تهريب السلاح، والتهريبات ما زالت متواصلة. وفقا للمعلومات التي أعطيت للمجلس الوزاري المصغر في هذا الأسبوع، يتبين أن كل أنواع السلاح بما فيها صواريخ غراد تصل في هذه الأيام إلى غزة بتدفق متزايد عبر الإنفاق. الهدف كان وقف إطلاق الصواريخ، ولكن الأمر يتواصلndash;صحيح أن الكمية صغيرة والأضرار معدومة الآن. الهدف كان إجبار حماس على تهدئة محسنة، ولكن المحادثات بين مصر وحماس تنتهي بنفس التهدئة، بل وأسوء منها. الهدف كان تسريع المفاوضات حول إعادة جلعاد شليت ولكن حماس لم تتزحزح مليمترا واحداquot;.
الكاتب، إسرائيل هارئيل، يتفق هو أيضًا مع الرأي السابق، إذ اعتبر في مقال له نشرته صحيفة هآرتس، أمس الخميس، (19/2/2009) بأنه عندما أعلن أيهود باراك وقيادة الجيش الإسرائيلي عن أن أهداف العملية (في غزة) quot;قد تحققت بالكاملquot; حظي هذا التصريح بموافقة جارفة شاملة أيضا بسبب وجود عنصر الكرامة الوطنية من ضمنهاquot;.
ويتساءل هآرئيل: quot;إن كانت الأهداف قد تحققت، فعلى رئيس هيئة الأركان ووزير الدفاع أن يوضحوا لنا من أين تستمد حماس ndash; إذ يقولون إنها قد هزمت ndash; القوة لإجبار إسرائيل على إطلاق كبار القتلة وكذلك تمديد فترة التهدئة. أن كان الجيش الإسرائيلي قد انتصر، فلماذا تدفع الحكومة ثمنا لا يدفعه إلا المهزومين؟، إن كان الأمر كذلك، فوعينا هو الذي كوي. بينما يظهر أن وعي حماس قد بقي كما كان قبل المعركة وربما تعزز وتقوىquot;.