طلال سلامة من روما: استقبل ائتلاف الوسط اليميني الحاكم، الذي يقوده سيلفيو برلسكوني، نبأ انتخاب quot;داريو فرانشسكينيquot; سكرتيراً عاماً جديداً للحزب الديموقراطي اليساري، خلفاً للمستقيل فالتر فلتروني، ببرودة حرارتها أدنى من تلك المسجلة في القطب الشمالي. ويخرج برلسكوني عن صمته المتواضع للإشارة الى عدم اعترافه بفرانشسكيني رجلاً سياسياً ماهراً قادر على الإمساك بزمام الأمور في حزب هو أساس المعارضة السياسية بإيطاليا. ويختار برلسكوني تسمية فرانشسكيني بالسكرتير العام المؤقت الذي سيمر مرور الكرام أمامه. يذكر أن داريو فرانشسكيني تاسع زعيم يساري يواجه برلسكوني في السنوات 15 الأخيرة. أما الزعيم اليساري الثامن، الذي تغلب برلسكوني عليه بسهولة، فكان quot;ريناتو سوروquot; المرشح اليساري في الانتخابات الإقليمية بجزيرة سردينيا الذي أحاطه العار والشؤم من جميع الجوانب بعد تكبده خسارة سياسية موجعة هناك.

مما لا شك فيه أن شخصية فرانشسكيني السياسية، التي ترعرعت في صفوف حزب الديموقراطية المسيحية الذي كان يرأسه جوليو أندريوتي والذي اختفى عن خريطة ايطاليا السياسية في تسعينات القرن الماضي من جراء ضلوع مسؤوليه في عدة قضايا فساد ورشوة لم تنته موضتها بعد هنا، ستكون مضادة لبرلسكوني على غرار شخصية quot;زميلهquot; في الحزب، فالتر فلتروني. ولا يتوقع الخبراء المقربين من برلسكوني أن تدوم قيادة فرانشسكيني لحزبه طويلاً. كما لن يؤول استبدال فلتروني به الى أي تغييرات جذرية في منهج أكبر حزب معارضة بإيطاليا.

ويبدو أن نظرة حزب رابطة الشمال تختلف قليلاً عن نظرة المقربين الى برلسكوني بشأن السيد فرانشسكيني. فالسكرتير العام الجديد للحزب الديموقراطي من شمال ايطاليا. لذلك، قد تهتم رابطة الشمال في خوض مفاوضات معه حول الإصلاحات المرتبطة بخططها الفيدرالية. لا بل يبادر quot;روبرتو كالديروليquot;، وزير تبسيط القوانين، الى تشجيع فرانشسكيني على المضي قدماً في إصلاحات تستقطب انتباه رابطة الشمال، بجدية. بمعنى آخر، على فرانشسكيني تأسيس فريق جديد من المخلصين حوله. ولن تتجدد روح حزبه إلا عندما يقوم بضم عشاق الإصلاح على كافة مستوياته الى صفوفه.