الرباط : قال العاهل المغربي الملك محمد السادس اليوم ان الهجرة غدت ظاهرة عالمية متسارعة ومتعددة الأبعاد والاتجاهات مؤكدا ان المشاكل التي يعيشها المهاجرون أصبحت متقاربة ومتشابهة. واضاف الملك محمد السادس في رسالة وجهها اليوم الى المشاركين في اعمال الملتقى العالمي الاول لمجالس ومؤسسات ومنتخبي المهجر لدى بلدان العالم ان quot;العالم اصبح اليوم يعيش عولمة حضارية تساهم فيها كل الثقافات الانسانيةquot;.

واوضح في رسالته التي تلاها بالنيابة عنه مستشاره محمد معتصم ان هذه العولمة قائمة على جدلية التفاعل والاغناء المتبادل لما فيه خير الانسانية جمعاء وبما يخدم تقدمها. كما اكد في افتتاح هذا الملتقى الذي يعقده مجلس الجالية المغربية بالخارج ان هذا التفاعل يسهم ايضا في اشاعة قيم التفاهم والسلم والتسامح والتعايش بين مختلف مكونات المجتمعات البشرية. واوضح الملك محمد السادس في رسالته التي افتتح بها هذا الملتقى الذي تشارك فيها 15 دولة على مدى يومين ان ذلك هو البعد الحضاري الايجابي الراهن للهجرة والرهان المستقبلي للمهاجرين في كل مكان.

واكد ان هذا الملتقى يعد محطة لتقييم مختلف التجارب الدولية وتفاعلها وتلاقحها لما فيم مصلحة المهاجرين من مختلف انحاء البلدان والأجناس دون تمييز او اقصاء. وشدد على ان quot; هذا البعد الايجابي لا ينبغي ان يحجب عنا كون الهجرة تنطوي على تحولات عميقة تعرض القيم الروحية والثقافية للاهتزاز بالنسبة لكل المهاجرين من بلدان الجنوب الى الشمال ومن الشرق الى الغرب quot;. واعتبر التدارس الجاد لمختلف الاشكاليات السياسية والقانونية والحقوقية والاقتصادية والاجتماعية والثقافية والروحية التي قد تعترض المهاجرين يطرح قضية ملحة واهتماما مشتركا بين جميع المؤسسات والهيئات التي تعنى بالهجرة في كل مناطق العالم.

واكد ان هذا الملتقى العالمي سيشكل لبنة مؤسسة لتقليد جديد من التشاور الواسع وتبادل الخبرات ومنطلقا لاقامة فضاء مهيكل وطيد ومتواصل يتسم الرسوخ والاستمرارية. واشار الى ان ما سيطرة المشاركون في هذا اللقاء سيساهم في اضفاء المزيد من التجانس والتناغم بين المجتمعات البشرية وفي صون الحقوق الانسانية وانتشار السلام والوئام بين كل الحضارات والأديان والثقافات. وسيبحث المشاركون عبر عدد من الجلسات والورش مواضيع عدة تهم الهجرة والعمل. فضلا عن الاوضاع الاجتماعية للمهاجرين والمشاركة السياسية والسياسات العمومية لمختلف الدول تجاه جالياتها المهاجرة.

كما سيتم بالمناسبة التي تشكل محطة مهمة لتبادل الخبرات والبحث عن حلول معقولة للمهاجرين في بلدان الاقامة عرض مجموعة من التجارب الوطنية والدولية حول المهاجرين وذلك من اجل حل عدد من المعضلات التي تخص الهجرة. ويشارك في هذا الملتقى خبراء ومسؤولين حكوميين ينتمون الى بلدان عربية واجنبية منها تونس والجزائر وايطاليا وفرنسا اضافة الى كرواتيا وبلجيكا وليتوانيا والبرتغال والسنغال وغيرها.