موسكو: لم يحالف الحظ الرئيس الأميركي باراك أوباما أبدا، لأنه لم تكن في إسرائيل من قبل أبدا حكومة، تعارض بشكل قاطع كافة المقترحات الواقعية التي تقود إلى إقامة الدولة الفلسطينية. ولم تكن هناك أبدا حكومة رجعية وعدوانية ومعادية للفلسطينيين مثل الحكومة الحالية. هذا، أولا. ومن جانب آخر، لم يواجه الرؤساء الأميركان السابقون باستثناء بوش الابن، مثل هذا الاستقطاب في المعسكر الفلسطيني. وأقصد بهذا ظاهرة حركة quot;حماسquot; التي تقوت وشمخت في السنوات الأخيرة جدا.

ويعتقد معظم المراقبين الآن، أنه لو جرت انتخابات في الأراضي الفلسطينية، لفازت الحركة من جديد، ولاستطاعت علاوة على ذلك الفوز في انتخابات الرئاسة. وقد ينتخب إسماعيل هنية بدل محمود عباس. والحاصل، أن مركز الثقل في المعسكرين الفلسطيني والإسرائيلي انتقل إلى القوى التي تعارض التسوية بالذات. في هذا الجانب quot;حماسquot; وفي الآخر نتانياهو، ناهيك عن ليبرمان وحزبه. وفي هذه الحالة لا يمكن إلا العطف على أوباما.

التحق أوباما بالسياسة العالمية بموقفه الجديد ورسالته إلى العالم الإسلامي وتعهده بسلوك نهج جديد مع العالم الإسلامي. ويساعد على هذا اسم الأب ـ حسين. ولكن من تداعيات القضاء والقدر، في الوقت عندما يحاول الرئيس الأميركي الجديد البدء بمسيرة جدية لتحقيق الانطلاقة التاريخية ـ إقامة الدولة الفلسطينية، اثنان من الأطراف الثلاثة المتصارعة، غير جاهزين لهذه الانطلاقة. وبدون إقامة الدولة العربية ـ الفلسطينية، لن يكون هناك حل لهذه المعضلة. أما كافة الأحاديث والأقاويل حول احتمال ضم الصفة الغربية إلى الأردن، وغزة من جديد إلى مصر، فهي كلها تافهة وسخيفة. فلا تحتاج مصر إلى غزة، مثلما لا يحتاج الأردن إلى الضفة الغربية. وهذا ليس حلا للمشكلة.