مصالح مشتركة تجمع عمّان والدوحة لمواجهة متغيرات تعصف بالمنطقة
العمالة الأردنية في قطر موضع إحتواء لمنع تسريحها
رانيا تادرس من عمان: جاءت زيارة أمير قطر الشيخ حمد بن خليفة اليوم إلى الأردن ولقاؤه الملك عبدالله الثاني لترسيخ أرضية قوية من التعاون وتطور العلاقات الثنائية التي عكرت أجواء البلدين في الفترة الماضية. ولكن أهمية هذه الزيارة تكمن وفق محللين بتوقيتمهم تمر به المنطقة العربية فمن الناحية السياسية بات واضحا أن الأردن وقطر مدركان تماما للتحديات والمتغيرات التي قد تعصف بالمنطقة العربية لمواجهة خطر إسرائيلي وإمكانية شن حرب على إيران ما يستدعي التنسيق العربي والاتفاق لا الاختلاف والتخلي عن سياسات المحاور.
فيما تشكل الزيارة أهمية استراتيجية بالنسبة إلى الأردن في ما يتعلق بالعمالة الأردنية في قطر وضمان عدم تسريحها. وفي التفاصيل ، أبعاد الزيارة تأخذ منحى سياسيامهما وفق وجهة نظر المحلل السياسي محمد أبو رمان يقول إن quot; لحظة إقليمية وجس نبض لخلق موقف عربي تضامني تأتي في إطار محاولة إعادة ترتيب البيت العربي quot;.
لمواجهة سيناريوهات محتملة لحرب على إيران من قبل الحكومة الإسرائيلية اليمنية بيد أن التقارب الأردني القطري يقترن بأبعاد سياسية واقتصادية وفق أبو رمان .فمن الجانب السياسي كما يشير أبو رمان أنه quot;بات لدى مطابخ صنع القرار العربي رؤية بإنهاء حالة الاستقطاب ولان الاختلاف يضعف العرب خصوصا أنهم جميعا باتوا يواجهون خطر حكومة إسرائيلية يمينية متطرفة لا تريد السلام وكذلك تخطط لحرب على إيران ، إلى جانب حكومة أميركية تصالحية ترفض الطرح الإسرائيلي وتبني جسور علاقات تقاربية من العالم هذه متغيرات بدأ صانع القرار العربي يأخذها في الاعتبار ،وكذلك تنويع الخيارات الدبلوماسية العربية.
ويستدرك أبو رمان أن هذا التحرك العربي والانفتاح يصهر بما يسمى بمحاور التضامن والاعتدال لخلق حالة تصالح عربية سينجم عنها صفقات سيكون ظهورها خلال المستقبل القريب.
من جانبه ، وصف وزير الدولة لشؤون الإعلام والاتصال الدكتور نبيل الشريف زيارة أمير قطر الأمير حمد بن خليفة بزيارة ايجابية ورسالة قطرية وأردنية تظهر مدى التنسيق والتعاون الذي يحكم علاقة البلدين في هذه الفترة والمستقبل quot;. وأكد الشريف لـquot;إيلاف quot;ان quot; العلاقات ستشهد تطورا ملموسا في الفترة القادمة في المجالات الاقتصادية والتجارية والاستثمارية quot;.
ومن الملفات المهمة والعالقة التي تحرص الحكومة الأردنية على الاهتمام بها لدى دولة قطر، العمالة الأردنية خصوصا بعدما جرى الحديث عن تضييق وتسريح لتلك العمالة وبهذا الشأن استبعد الشريف قائلا إن quot;دولة قطر ليس لديها استهداف تجاه العاملين الأردنيين في قطر،بل لمسنا تعاونا وحرصا على العمالة الأردنية في قطر .
في السياق ذاته ، يعتقد المحلل أبو رمان أن الزيارة القطرية تشكل مصلحة استراتيجية ومحورية داخلية للأردن وتشكل لدى صانع القرار الأردني أولوية قصوى بالمحافظة على وضع العمالة الأردنية في قطر لمنع تسريح تلك العمالة ،وكذلك محاولة لتخفيف القيود القطرية المفروضة على مسألة تأشيرة الأردني الراغب في العمل فيها وفي ظل هكذا وضع مهم وحيوي للأردن فتحرص الأردن على علاقات وفاق ومصالحة والابتعاد عن حالة التجاذبات وخلق حالة من التوتر quot;.
وفي سياق متصل ، أكد أمين عام وزارة العمل الأردنية مازن عودة في تصريح لquot;إيلاف quot;أن الحكومة الأردنية لم تبلغ لغاية هذه اللحظة بأي تسريح لأي عامل أردني في قطر والذي يقدر عددهم نحو 9500 عامل أردني ،يعملون في قطاعات عديدة quot;. ولكن المعلمين تحديدا والبالغ عددهم نحو 600 أردني يوجد منهم 200 يعانون مشكلة إنهاء عقود بعد رفض السلطات القطرية تحويل كفالتهم من وزارة التربية والتعليم القطرية الملغاة إلى المدارس المستقلة لكن التنسيق يجري مع السفير الأردني جلال المفلح ، ومستشار الشؤون العمالية الأردنية في قطر مع الجهات القطرية خصوصا وزارة الداخلية وهناك تطمينات قطرية لإنهاء هذه المشكلة وتجديد التعاقد معهم مرة ضمن الشروط والمعايير المحددة .
وبروز هذه المشكلة الطارئة مع بعض المعلمين الأردنيين والجنسيات العربية الاخرى تعود وفق عودة بمبادرة قطر في تطوير التعليم وتحويل المدارس الحكومية إلى مدارس مستقلة تخضع في إداراتها وتعين كوادرها من قبل إدارات هذه المدارس ضمن معايير تربوية محددة .
وركزت الزيارة التي استغرقت ساعات لأمير قطر ولقاءه الملك عبدالله الثاني بحسب الخبر الرسمي لوكالة الإنباء الأردنية تطورات الأوضاع في المنطقة، والجهود المبذولة لحل الصراع الفلسطيني الإسرائيلي على أساس حل الدولتين، وفي سياق إقليمي يضمن استعادة جميع الحقوق العربية وفقا للمرجعيات المعتمدة، خاصة مبادرة السلام العربية وكذلك أكد الزعيمان حرصهما المشترك على تطوير وتمتين علاقات التعاون الثنائي في مختلف المجالات، بما يخدم المصالح المشتركة للبلدين والشعبين الشقيقين.
وكان الملك عبدالله الثاني قد قام بزيارة إلى الدوحة ترافقه جلالة الملك رانيا العبدالله في الرابع والعشرين من تشرين الثاني من العام الماضي، حيث بحث وسمو الشيخ حمد سبل دعم وتطوير العلاقات الأخوية وآليات تفعيل التعاون الثنائي في مختلف المجالات خدمة لمصالح الشعبين الشقيقين، إلى جانب بحث القضايا العربية الراهنة، وسبل تعزيز العمل العربي المشترك، وتطورات الأوضاع السائدة في المنطقة وجهود تحقيق السلام والاستقرار فيها.
التعليقات