جوهانسبورغ: التقت وزيرة الخارجية الاميركية هيلاري كلينتون الجمعة نيلسون مانديلا، الرئيس الاسود الاول لجنوب افريقيا وحائز جائزة نوبل للسلام والذي حارب نظام التمييز العنصري، ووصفت هذا اللقاء بانه quot;مصدر الهامquot; لها.

وعقدت كلينتون خلوة لنصف ساعة مع مانديلا في منزله في جوهانسبورغ حيث اطلعت على نسخ من الرسائل التي كتبها في سجنه.

وقالت كلينتون لوسائل الاعلام quot;هذا اللقاء مصدر الهام لي، يزداد اعجابي بالعمل الذي ينجزه وتقديري لشخصهquot;.

واشادت وزيرة الخارجية الاميركية بquot;انضباطquot; مانديلا الذي امضى 27 سنة من حياته في السجن، والذي كانت quot;مسيرته حافلة بالنجاحات ليس فقط على الصعيد الشخصي بل على صعيد جنوب افريقيا والعالمquot;.

ومانديلا في الحادية والتسعين من عمره وتربطه علاقة وثيقة بزوج كلينتون، الرئيس الاميركي الاسبق بيل كلينتون، الذي يدافع منذ مغادرته البيت الابيض عن قضايا سامية بالنسبة اليه، في مقدمها مكافحة فيروس الايدز.

وكانت كلينتون اعلنت في بريتوريا الجمعة ان الولايات المتحدة وجنوب افريقيا quot;تعملان معا من اجل حرية زيمبابويquot;، لتفتتح بالتالي مرحلة جديدة من العلاقات بين البلدين بعد سنوات من التوتر بسبب هذه المسألة.

وقالت كلينتون، التي تقوم بجولتها الاولى في القارة الافريقية بعد استلام ادارة اوباما مهامها quot;سوف نعمل معا من اجل ازدهار زيمبابوي وحريتها وديموقراطيتهاquot;.

وصرحت كلينتون في مؤتمر صحافي بعد لقائها بنظيرتها الجنوب افريقية مايتي نكوانا-ماشاباني quot;سوف نتشاور باستمرار من اجل تحديد طريقة مواجهة وضع صعب بالنسبة للولايات المتحدة وجنوب افريقيا، وبالنسبة لشعب زيمبابوي ايضاquot;.

ويبدو ان هذه التصريحات افتتحت مرحلة جديدة من العلاقات بين بريتوريا وواشنطن. وتجدر الاشارة الى ان الدولتين شهدتا اخيرا انتخابات اتت بفريق جديد الى الحكم.

وفي السنوات الاخيرة، تواجهت بريتوريا وواشنطن مرات عدة حول مسألة زيمبابوي، حيث اعتبر الاميركيون رئيس جنوب افريقيا السابق ثابو مبيكي (1999-2008) متساهلا جدا مع رئيس زمبابوي روبرت موغابي.

كما اختلفت الدولتان على مواضيع اخرى كحرب الولايات المتحدة على العراق ومكافحة الايدز، سيما وان جنوب افريقيا تعتبر الدولة الاكثر تأثرا بهذا الفيروس وهي تضم حوال ستة ملايين مريض.

واعترفت وزيرة الخارجية في جنوب افريقيا الجمعة ان الدولتين quot;ادركتا الان ان التنسيق لم يكن على اكمل وجه في السنوات الثمانية الماضيةquot;

واوضحت مايتي نكوانا-ماشاباني quot;نود ان تسرع حكومة الوحدة الوطنية تطبيق اتفاق تقاسم السلطة الذي وقعه في ايلول/سبتمبر 2008 الرئيس موغابي وخصمه مورغان تشانغيرايquot;. وكان موغابي فاز في انتخابات اثارت الجدل في حزيران/يونيو.

وينتقد الغرب بشدة منذ سنوات نظام موغابي الذي يحكم البلاد منذ الثمانينات، سيما وان زيمبابوي تشهد ازمة اقتصادية خانقة ومعدل بطالة يصل الى 94% من القوة العاملة في البلد. وتستمر فيها اعمال العنف على الرغم من تشكيل حكومة وحدة وطنية برئاسة مورغان تشانغيراي في شهر شباط/فبراير.

ويمنع على موغابي الاقامة في الولايات المتحدة وفي الاتحاد الاوروبي حيث جمدت ممتلكاته. وتنطبق هذه العقوبات على زوجته غرايس واقربائه كذلك.

وفي ما يتعلق بهذه العقوبات قالت كلينتون انها quot;تستهدف موغابي والقادةquot; المقربين منه في زيمبابوي، وذلك قبل ان تلتقي الرئيس الاسود الاول لجنوب افريقيا وحائز جائزة نوبل للسلام، نلسون مانديلا.