لندن: أبدى وزير الدولة البريطاني لشؤون الشرق الأوسط آيفن لويس تفاؤله بأن يتخذ الرئيس السوري بشار الأسد الخيارات الصحيحة حيال عملية السلام في الشرق الأوسط وقضايا المنطقة وتحسين علاقات بلاده مع المجتمع الدولي. وأكد لويس أنه ناقش مع المسؤولين السوريين خلال زيارته إلى دمشق مطلع الشهر الجاري مسألة حقوق الإنسان. وقال لويس في ايجاز أمام صحافيين اليوم الثلاثاء quot;إن سورية أمام تقاطع طرق بالنسبة إلى الخيارات التي يتعين عليها اتخاذها وسيقوم الرئيس (الأسد) وحكومته باقرار هذه الخيارات استناداً إلى مصالح البلاد وشعبهاquot;.

وتابع quot;اعتقد أن المناخ تغيّر أمام سورية لعدة أسباب، من بينها علاقاتها الجديدة مع لبنان والتي ستكون على الدوام مسألة قوية وبالغة الأهمية لأن ما لا نريد أن يحدث هو التدخل في الشؤون الداخلية للبنان، لكن هذا لا يعني بالضرورة انكار العلاقة الخاصة التي ستظل قائمة على الدوام بين سورية ولبنانquot;. واضاف quot;شهدنا أيضاً تغيراً بارزاً في تعامل سورية مع العراق لكنها تحتاج إلى بذل المزيد لمنع تسلل المقاتلين الأجانب عبر أراضيها إلى العراق والتوقف عن دعم الجماعات الارهابية، ولدينا الآن ادارة أمريكية جديدة لا تعمل على عزل سورية واوفدت أحد أبرز ممثليها (جورج ميتشل) للتحدث مباشرة إلى النظام في دمشق، كما أن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو ابدى استعداداً قوياً للبحث مع سورية مسألة مرتفعات الجولان المتنازع عليها وتطبيع العلاقاتquot;.

وشدد لويس على quot;ضرورة أن يتخذ الرئيس السوري في النهاية هذه الخيارات بما يخدم المصالح الوطنية لبلاده، وأرى من مصلحة سورية الإنضمام إلى الإتجاه السائد حالياً في العالم العربي والمجتمع الدولي كونها تتمتع بامكانيات هائلةquot;،معرباً عن اعتقاده بأنه quot;سيكون من الخطأ اعتبار استعادة الجولان مقابل التطبيع مع اسرائيل كمسار منفصل عن عملية السلام في المنطقةquot;. وحول قضية حقوق الإنسان، قال quot;إن الطريق ما يزال طويلاً أمام سورية ولم تحقق التقدم المنشود في هذا المجال، لكننا سنستمر كدولة تقيم الآن علاقات ايجابية مع دمشق في حث الحكومة السورية على تحسين سجلها في مجال احترام حقوق الإنسان، والسماح لشعبها بالحصول على حريته الكاملة لأن ذلك يمثل في النهاية رمز النظام المستقر والواثق والحديثquot;،.

وقال quot;سيكون من السذاجة فصل قضية تحسين حقوق الإنسان عن الخيارات التي ستتخذها سورية إذا ما قررت الانضمام إلى التيار السائد في المجتمع الدوليquot;. واضاف لويس quot;خرجتُ من سورية وأنا متفائل بأن الرئيس الأسد سيرى أن مصلحة سورية هي في السلام وتحسين علاقاتها مع المجتمع الدولي واستعادة مرتفعات الجولان من خلال اقامة سلام ساخن وحقيقي وليس فاتراً مع اسرائيلquot;. وحول لبنان، قال quot;ابلغنا سورية أن عليها أن تقاوم التدخل في لبنان،واشدنا بعدم تدخلها في الانتخابات النيابية الأخيرة هناك، ودعوناها إلى استخدام تأثيرها الكامل وبطريقة ايجابية لتأمين استقرار هذا البلد، ونعتقد أن على البلدين اقامة علاقة ناضجة كونهما يتمتعان بمزايا مشتركة هائلة لا يمكن نكرانها، وضرورة أن تحترم سورية سيادة لبنان وحقه في ادارة شؤونه وبطريقة ديمقراطية وبملء ارادة شعبهquot;.

ودعا لويس السياسيين اللبنانيين إلى quot;التوقف عن اطلاق الأعذار كونهم منتخبين من قبل الشعب اللبناني والاتفاق على تشكيل حكومة الوحدة الوطنية للبدء في عملية تحريك البلاد إلى الأمام وترسيخ أمنه واستقرار وازدهاره الاقتصاديquot;. وقال quot;إن الرسالة التي نوجهها لهم هي أن الشعب اللبناني يستحق أن يتوصل إلى اتفاق على صياغة هذه الحكومة رغم الصعوبة التي تواجهها التكتلات السياسية في تحقيق ذلك انطلاقاً من رغبتها في الحصول على افضل صفقة ممكنة في أية حكومة ائتلافيةquot;. واضاف لويس أنه نقل quot;قلقquot; بلاده للمسؤولين اللبنانيين حين زار بيروت مطلع الشهر الجاري حيال quot;تطبيق قرار مجلس الأمن الدولي 1701 بخصوص نزع سلاح حزب الله، كونه يمثل خطوة حاسمة لبناء الثقة بشأن عملية السلام في الشرق الأوسط، وقلقها حيال الطلعات الجوية المستمرة للطيران الحربي الإسرائيلي في أجواء لبنانquot;. وأمل أن يلعب لبنان دوراً محورياً في عملية السلام في الشرق الأوسط، وأن يكون جزءاً من الحل الشامل، وأن quot;تقوم حكومته المقبلة بمنع حزب الله من استخدام الأراضي اللبنانية ضد اسرائيلquot;.