بهية مارديني من دمشق: شهدت سوريا هذا الأسبوع حملة من التضييق على بعض الناشطين والوسائل الإعلامية، في حين تتسع في دمشق علامات الإنفراج السياسي المتمثلة في فك العزلة وتكرار زيارات المسؤولين الأميركيين والغربيين ليبدو، رغم التأكيدات، ملف حقوق الإنسان، غائبا، لتتزاحم أولويات الملفات الإقليمية ليتصدرها الملف اللبناني.
وتنفرد بريطانيا وهولندا من بين دول الاتحاد الأوربي بمناقشة هذا الملف خلال لقاءات مسؤولي البلدين الاوروبيين مع المسؤولين في سوريا، كما أكد مصدر دبلوماسي هولندي لايلاف، واشار الى ان هذا ُمعلنا في بيان بعد زيارة وزير الخارجية الهولندي الى دمشق مؤخرا، وبحسب تصريحات وزارة الخارجية البريطانية فان لندن معنية بملف حقوق الإنسان في سوريا ومهتمة به، وانه لن يكون ملف حقوق الانسان غائبا عن المحادثات التي سيجريها المسؤولين البريطانيين مع وزير الخارجية السوري وليد المعلم الذي يزور لندن، في حين تؤكد سوريا ان النقاش في ملف حقوق الإنسان أمرا سياديا وتدخلا في شؤونها الداخلية وتشدد على ان الناشطين الذين يتم إلقاء القبض عليهم يتم التحقيق معهم تحويلهم الى القضاء العادي الذي ينظر في التهم والادلة ويقرر الحكم عليهم دون تدخل من أية جهة كانت.
وتمثلت حملة التضييق في اعتقال الناشط الكردي شمس الدين حمو عضو اللجنة السياسية لحزب يكيتي الكردي في سوريا ، وتم الاعتقال في مدينة حلب ، كما اعتقلت السلطات الامنية مهند الحسني رئيس المنظمة السورية لحقوق الانسان quot;سواسيةquot; في دمشق، كما واجه الكاتب والناشط محمد غانم الذي يعيش في مدينة الرقة العديد من الضغوطات الأمر الذي جعله يتوقف عن النشاط والحراك العام ، اضافة الى إيقاف مكتب تليفزيون المشرق الخاص عن العمل في دمشق ، وايقاف مجلة شبابيلك عن التوزيع وحجب موقع منظمة فرونت لاين ، وبعض الاستدعاءات بحق ناشطين وصحافيين.
وكانت السلطات السورية قامت مساء الثلاثاء الماضي بإعتقال المحامي مهند الحسني (مواليد ) وذلك بعد مراجعته لأحد المراكز الأمنية في مدينة دمشق ، وسط عدة تخمينات حول الأسباب التي أدت إلى هذا الإعتقال والذي سبقه عدة إستدعات أمنية ففي حين رأى حقوقيون تحدثوا لايلاف ان سبب اعتقاله البيانات التي يصدرها ترافق الحديث عن اسباب اخرى ، الا انه في كل الاحوال صدر اجماع من منظمات حقوقية سورية وعربية بادانة هذا الإجراء واعتباره إنتهاكا للمادة /9/ من الاعلان العالمي لحقوق الإنسان ، وللمادة /9/ من العهد الدولي الخاص بالحقوق المدنية والسياسية ، وللمادة /12/ من إعلان الأمم المتحدة الخاص بحماية المدافعين عن حقوق الإنسان وخاصة ان الحسني محام يدافع عن حقوق الانسان ولم ينشط ضمن أي اطار سياسي.
وأبدت منظمات حقوقية قلقها من اتساع دائرة الإعتقال التعسفي لتطال مدافعين عن حقوق الإنسان وطالبت بالافراج الفوري عن الحسني والقيام بكافة الاجراءات الكفيلة بتعزيز وإحترام حقوق الإنسان في سوريا، بما يتوافق مع إلتزامات الحكومة السورية الدولية الخاصة بحقوق الإنسان التي وقعت وصادقت عليها . من جانب اخر أقدمت السلطات السورية على اغلاق مكتب قناة المشرق الفضائية الخاصة وهي إحدى استثمارات مؤسسة (Live Point) العائدة للمستثمر السوري غسان عبود ، مرخصة في دولة الإمارات العربية المتحدة ، و تبث من المدينة الإعلامية في إمارة دبي وبدأت عملها بتاريخ 2/2/2009 كما منعت وزارة الاعلام توزيع العدد (49) من مجلة شبابيلك وهي ليست المرة الاولى الا ان هذا المنع يعود هذه المرة إلى طرحها موضوع حجب موقع الفيس بوك (www.facebook.com) في سوريا على صفحاتها في الانترنت كما تم حجب موقع منظمة فرونت لاين وترافق ذلك مع استدعاء بعض الصحافيين والناشطين.
التعليقات