صنعاء،وكالات: طالبت منظمات ووكالات الأمم المتحدة الإنسانية مجددا بفتح ممر إنساني آمن إلى محافظة صعدة شمال اليمن في أقرب وقت وذلك للتمكن من مساعدة آلاف المدنيين العالقين بسبب المواجهات بين القوات الحكومية والمتمردين الحوثيين. وقالت إليزابيث بيرز المتحدثة باسم مكتب تنسيق الشؤون الإنسانية خلال مؤتمر صحفي في جنيف إن الأمم المتحدة تطالب بفتح ممر إنساني لأن المدنيين عاجزون عن مغادرة منطقة النزاع.

وتقدر المنظمات الدولية أن نحو 150 ألف شخص نزحوا من مناطق النزاع في محافظة صعدة منذ العام 2004 ثلثهم نزح منذ بدء العمليات القتالية الأخيرة الشهر الماضي. وذكرت منظمة الأمم المتحدة للطفولة quot;يونيسفquot; أن 60 في المائة من النازحين هم أطفال. وتمكن برنامج الأغذية العالمي من توفير مساعدات غذائية لنحو عشرين ألف شخص في صعدة عبر هيئة الإغاثة الإسلامية الشريك المحلي للبرنامج وبفضل الاحتياطي الذي كان يخزنه في المدينة.

ومن جانبه، قدم رشيد خاليكوف مدير مكتب تنسيق الشؤون الإنسانية لأعضاء مجتمع الإغاثة الإنسانية في صنعاء إيجازاً عن الموقف وذلك في اليوم الأخير من مهمته في اليمن. وقال اليكوف quot;على الرغم من التأثر البالغ لعشرات الآلاف من الأشخاص الذين فروا من الصراع القائم في شمال اليمن، إلا أن حالة الطوارئ هذه مهملة بشكل كبير من المجتمع الدولي بأسره خارج اليمن، ومن وسائل الإعلام أيضاً.quot;

وعلى الصعيد الميداني، قال مصدر عسكري مسؤول أن القوات الجيش سيطرت على عدد من التباب المطلة على منطقة دماج فيما تم السيطرة على موقعين لعناصر الإرهاب والتمرد في ذات المنطقة بعد اشتباكات عنيفة مع مجاميع من تلك العناصر وكبدتهم خسائر فادحة في الأرواح والعتاد.

هذا ونفى مصدر مسؤول بوزارة الدفاع اليمنية صحة مانشره موقع quot;الاشتراكي نتquot; حول قصف الطيران اليمني لسوق الطلح بصعدة وتجمعا للنازحين بحرف سفيان.. مؤكدا quot;ان تلك المزاعم كاذبة ومحض افتراء وليس لها أي اساس من الصحةquot;. وقال المصدر في تصريح لوكالة الانباء اليمنية quot;انه لمن المؤسف ان يتحول موقع quot;الاشتراكي نتquot; الناطق باسم الحزب الاشتراكي اليمني الى بوق يروج لافتراءات وأكاذيب عناصر الإرهاب والتمرد الحوثية الخارجة عن النظام والقانون وان يكون وسيلة لتضليل الرأي العام عن حقيقة الجرائم البشعة وأعمال التخريب التي دأبت تلك العناصر الارهابية المتمردة على ارتكابهاquot;.

واضاف quot;أن quot;الاشتراكي نتquot; بمواقفه هذه يكون قد انضم إلى تلك الأبواق الخارجية التي ظلت تروج لأكاذيب تلك العصابة التخريبية والإرهابية وزعزعة أمن اليمن واستقرارهquot;. وأكد المصدرquot;ان القوات المسلحة والأمن تضع في مقدمة أولوياتها الحفاظ على حياة المواطنين وكرست كل جهودها منذ بدء الحملة ضد تلك العناصر للعمل على تأمين الطرق وإيصال المواد الغذائية للمواطنين والمساعدات للنازحين بعد أن قامت عصابات الإرهاب الحوثية بزرع الطرقات بالألغام والمتفجراتquot;.

إلى ذلك قال وزير الخارجية اليمني أبو بكر القربي يوم أمس الثلاثاء بأن الحل العسكري ليس حلا لما يجري من إحداث في صعده، لكنه يمهد الطريق لإيقاف أعمال العنف. وأضاف القربي فى تصريح نشرته اليوم الصحف الرسمية quot;إننا قلنا دائما ان الحلول العسكرية ليست هي الحل، ولكنها هي التي تمهد الطريق إلى الحل وبالتالي هذه الأعمال العسكرية هي لإنقاذ المواطنين في صعدة مما كانوا يتعرضون له من عنف ومن إرهاب ومن قتل ومن تدمير من قبل هذه الجماعات الخارجة عن القانونquot;، في إشارة ضمنية إلى الحوثيين، الذي يتواجه معهم الجيش اليمني.

وأكد القربي ان الهدف الرئيسي للحكومة اليمنية يتمثل في إحلال السلام وإعادة اعمار صعدة، وتحقيق السلام الذي سيتحقق بصورة دائمة ومستمرة وعدم إعطاء فرصة جديدة للعناصر الإرهابية والتخريبية لكي تتجمع وتعد نفسها لمعارك جديدة. وشدد على ان خيار الحكومة التي وضعت مجموعة من الشروط أمام تلك العناصر ودعتها إلى القبول بهذه الشروط وأكدت الدولة استعدادها للحوار حول مختلف القضايا التي تنطلق من مطالب مشروعة، مؤكدا quot;أننا كنا نوقف الحروب لأننا نريد دائما السلام ووقف العنف وحماية الدم اليمنيquot;.

وقال quot;وصولا إلى تحقيق هذا الهدف قامت الحكومة بهذا العمل العسكري لكن الآن إذا قبلها الذين يحملون السلاح ضد الحكومة وعادوا إلى جادة الصواب فباب الحوار مفتوح ونحن لا نغلق ولم نغلق أبدا باب الحوار مع اي طرف كان أراد أن يصل إلى توافق وأراد أن يقبل بتطبيق الدستور والالتزام بالقانونquot;. وكانت آخر حصيلة للمواجهات بين الطرفين قد أسفرت أمس الاثنين، بحسب مصدر عسكري، عن مصرع نحو 50 من المتمردين الحوثيين ومقتل 8 مدنيين اثر غارة جوية على سوق الطلح بمدينة صعده، فيما قتل 7 عسكريين فى كمين نصبه المتمردون في منطقة حرف سفيان.

مسلحون قبليون يختطفون رجل أعمال يمني شهير

من جانب أخر اختطف مسلحون قبليون رجل أعمال شهير من وسط العاصمة اليمنية صنعاء واقتادوه إلى منطقة حريب بمحافظة مأرب، شمال شرق اليمن، حيث يساوم خاطفوه على إطلاقه بتسوية خلافات مع والده على قطعة أرض. وقال مصدر يمني اليوم الأربعاء quot;يعد المختطف جمال عبد الواسع أنعم، ثاني رجل أعمال يختطف في غضون الأشهر الثلاثة الماضية، بعد اختطاف رجل الأعمال عبد الملك الخامري الذي لم يطلق سراحه حتى الآنquot;.

وأكد المصدر أن الخاطفين اقتحموا مساء أمس الثلاثاء مقر شركة رجل الأعمال أنعم واختطفوه وهم يرتدون زيا عسكريا واقتادوه بسيارته إلى قبيلة مراد بمحافظة مأرب، في شمال شرق اليمن. وينحدر جمال أنعم من أشهر أسرة تجارية فى اليمن، وهي الأسرة الوحيدة التي تمتلك العشرات من التوكيلات التجارية وعشرات المصانع العملاقة، إضافة إلى نشاطاتها التجارية خارج اليمن في عدد من الدول الأوروبية والعربية.

ويعود تاريخ الأسرة إلى 70 عاما مضت. وأكد موقع quot;مأرب برسquot; المتخصص فى شؤون المحافظة أن شخصيات قبلية تحاول التوسط لدى الخاطفين في موازاة حملة عسكرية، من عدة دوريات عسكرية، تسعى لإطلاقه. وسجلت الدوائر الرسمية في اليمن نحو 220 حالة اختطاف طالت رعايا غربيين ومحليين منذ مطلع تسعينيات القرن الماضي، انتهت كلها بسلام، ما عدا حادثتين أدتا إلى مقتل 7 من الرعايا الغربيين.