قبل أن يبدأ مدرب المنتخب العراقي الجديد الألماني الجنسيّة سيدكا النزول الى ساحة الملعب للبدء بتدريباته التي من المقرّر أن تكون وحدته التدريبيةالأولى مطلع شهر أيلول -سبتمبر المقبل، حتى راحت وجهات النظر تتقاطع فيه والآراء تختلف، والعتب تترامى أطرافه على كيفية اختياره.
عبد الجبار العتابي من بغداد: لم يرتسم على محيّا الكثيرين ذلك الابتهاج الذي يضيء مع ذكر اسم المدرب الذي يتعزّز بالانجازات التي تزين أوراق سيرته الذاتية، بل ان الامر تجاوز ذلك الى مساعديه (ناظم شاكر وكريم ناعم، مدرب حراس المرمى) وتأطرت تلك الصورة بالظنون والهواجس التي راح المعنيون بالشأن الكروي يعلنوها بفم ملآن ولا يجدون حرجًا من ذكر الأسباب الحقيقية وراء هذه الاختيارات، بل وان (أصابع الاتهام) راحت توجّه إلى لجنة المدربين في اتحاد الكرة والتي تضم ثلاثة من الأكاديميين هم الدكتور قاسم لزام والدكتور كاظم الربيعي والدكتور صالح راضي، فضلاً عن المدرّب حكيم شاكر وتشير إليها بالمجاملة للمدرب ناظم شاكر الذي عيّن مساعداً للمدرب الألماني سيدكا على حساب ثلاثين مدرباً محليًّا كانوا مرشحين للعمل مع سيدكا، او بـ (التوصية) لكريم ناعم الذي هنالك افضل منه نجومية وكفاءة وخبرة.
الألماني سيدكا .. المدرب الجديد للمنتخب العراقي |
فالنظر الى سيدكا، او (وولف كانغ سيدكا) ليس واضحّا، فالكثيرون يعدونه مغمورًا ولا يمتلك سجلاًّ كبيرًا ولا خبرة طويلة، معلّلين ذلك بأنّ المدرّبين العالميّين الكبار لا يمكنهم التعاقد لمدّة سنة واحدة وبمبلغ زهيد كالذي منحه إيّاه الاتحاد العراقي لكرة القدم وقيمته 500 الف دولار اميركي.
فالصحفي المخضرم سعدون جواد قال: quot;إن إبرام العقد مع المدرب سيدكا جاء وفقًا لما هو متوافر من المدربين، فعدد من الأسماء طرحت للنقاش في لجنة المدربين، إلاّ أنّها وجدتها ترفض المجيء والعمل في العراق، في حين وافق سيدكا على العمل في اربيل!! وهو لن يعمل بأسلوب المدرسة الألمانية بقدر ما يريد أن يوظّف ما لديه من معلومات لإنجاح عمله خلال الاستحقاقات المقبلة، واعتقد أنّ بقاءه يتوقّف على مدى النّجاح المتحقّق له مع المنتخب العراقيquot;.
وأضاف: quot;اعتقد أنّ وجود المدرب المساعد ناظم شاكر سيعينه كثيرًا في التعرّف إلى اللاعبين، على الرغم من أنّ سيناريو المدرّب الأجنبي بات يتكرر في كلّ مرة في احضار قائمة جاهزة من اللاعبين وإعطائها إلى المدرب الأجنبي من دون مشاهدتهم او التعرف على امكاناتهم عن كثب قبل اختيارهمquot;.
امّا الزميل الصحفي عدنان لفتة فقال: quot;على طريقة اتحاد كرة القدم المعهودة تمّ التعاقد مع المدرب الالماني سيدكا لقيادة منتخبنا الوطني... الاتحاد انهى التعاقد مع المدرب العاطل عن العمل في يوم واحد الا انه لم يشأ ان يعلن ذلك بل اتبع اسلوبه القديم في اجراء سلسلة من المفاوضات والمشاورات للايحاء بأنّ التعاقد جاء بعد صعوبات ومخاض عسيرquot;.
وأضاف: quot;سيدكا الخارق لن يأتي (بالذيب من ذيله) فهو سيعمل بأساليب المدربين السابقين نفسها اعتمادًا على المحترفين الذين احترقت اوراقغالبيّتهم ولن نجد في خطواته نهجًا يساعد على منح الفرصة للاعبين الشباب او الوجوه الجديدة كون الاسماء المحترفة هي من ستتحكم بالتشكيلة والموجودين فيها. فلا تنتظروا المعجزات والانجازات لان بعض الرسائل تقرأ من دون فتح مغلّفاتهاquot;.
وتابع: quot;سيدكا اختاره رئيس الاتحاد بناء على المواصفات الفنية التي يملكها ونجاحات ألمانيا في كأس العالم (هكذا يقول الرئيس) مع ان ألمانيا لم تحرز كأس العالم للتذكير... ومواصفاته انه ليس من الاسماء الكبيرة ولا يملك اسلوبًا واضحًا... على ايّ حال لن نتحدّث عن خصال الرجل فالأيام ستؤكّد قيمته الحقيقيّة ولكنّنا نسأل هل سيعترف رئيس الاتّحاد بالفشل إذا أخفق سيدكا؟! هل سيعترف أنّه أخطأ الخيار والقرار ثم ما هي تبعات ذلك؟quot;.
ويحمل المدرب سيدكا الرقم 26 بين المدربين الاجانب العاملين مع الكرة العراقية، بدءًا بالمدرّب الانكليزي رينر عام 1943، والألماني الثالث بعد مواطنيه رايشلت الذي عمل مدرّبًا للمنتخب العراقي وكذلك العسكري في عقد السبعينات من القرن الماضي، وبيرند ستانج الذي عيّن مدرّبًا للمنتخبين الأولمبي والأوّل في عام 2002.
سيدكا مع اللاعب مهدي كريم وقاسم لزام زكريم ناعم |
فالمدرب الجديد غادر الى مقرّ اقامته في فرانكفورت الألمانية من اجل ترتيب أوضاعه والعودة من جديد الى مدينة اربيل حسب الاتفاق بينه وبين الاتحاد العراقي لكرة القدم بأن يكون يوم الاول من شهر ايلول- سبتمبر المقبل موعدًا لإجراء الوحدة التدريبية الأولى للمنتخب العراقي في اربيل، حيث أكّد سيدكا بقاءه في اربيل ذلك لوجود الاستقرار والامان فيها!! كما قال، مضيفًا أنّه لم يقرّر بعد الذهاب الى بغداد!! يذكر أنّ الاتحاد العراقي لكرة القدم ابرم عقدًا مع المدرّب الألماني سيدكا لمدّة عام واحد وبقيمة 500 ألف دولار أميركي.
أمّا مساعدا سيدكا ناظم شاكر وكريم ناعم، فنالا اعتراضات على تسميتهما، واختلفت وجهات النظر في مسألة تعيينهما، فقد اسرّني احد المدربين (طلب عدم ذكر اسمه) أنّ رئيس الاتحاد العراقي لكرة القدم هو الذي سمّى ناظم وكريم، الأوّل مكافأة له على موقفه المعاضدة على الدوام له ويردد في وسائل الاعلام ما يردده حسين، اما كريم فتسميته جاءت بتوصية من المدرب السابق للمنتخب عدنان حمد الذي طالما كان كريم معه في كل المهمات التي اوكلت له، ولأنّ العلاقة بين حسين سعيد وعدنان حمد في أفضل أحوالها، فمن الطبيعي أن توكل مهمة تدريب حراس المنتخب الى كريم ناعم على الرغم من وجود كفاءات أفضل منه مثل عماد هاشم وهاشم خميس وعامر عبد الوهاب.
فيما اعترض المدرّب راضي شنيشل على الآلية التي تمّت وفقها عملية اختيار المدربين المساعدين قائلا إنّ عملية توزيع المناصب التدريبية في المنتخب لم تخضع لمعايير فنية معينة في لجنة المدربين، وما تسرب من اخبار بشأن تعيين المدرب صالح راضي بمهمة المنتخب الأولمبي كانت حقيقة قبل أن يتمّ نفيها تلافيًا للاحراجات التي واجهت اللجنة، إذإنّ عملية اختيار صالح راضي للأولمبي غير صحيحة وفقًا لمعطيات الواقع، إذ إنّ صالح راضي كان بعيداً عن التدريب خلال السنتين الأخيرتين، ويمكن له أن يقوم بمهام نظرية في الاتحاد أفضل من مهمة التدريب.
وكان اتّحاد الكرة العراقي كلّف في تموز- يوليو من العام الماضي المدرب ناظم شاكر ليكون مدرب طوارئ لقيادة المنتخب العراقي امام منتخب فلسطين الذي لعب مباراتين في اربيل وبغداد.
من جانبه، قال سعد مالح أمين سر نادي الحدود وعضو الهيئة العامة للاتحاد العراقي لكرة القدم إنّ الآلية التي اختار من خلالها الاتحاد الملاك التدريبي المساعد للمنتخب جاءت بشكل خاطئ، مع تهميش دور مدربي الدوري العراقي الممتاز، الاتحاد العراقي اختار الملاك التدريبي المساعد للمدرب سيدكا بشكل خاطئ بعد أن سمى كلاًّ من ناظم شاكر مساعدًا للمدرب وعبد الكريم ناعم مدربًا لحراس المرمى حيث يسعى الاتحاد إلى تسييس كرة القدم في العراق وتهميش دور المدربين المتميزين الذين قادوا فرق أندية الدرجة الممتازة.
وأضاف مالح أن الاتحاد اتبع أسلوب تسييس كرة القدم وتوظيفها لمصالحه الشخصية، حيث ان هدف الاتحاد في اختياره لمدربي المنتخبات الوطنية هو لجمع اكبر عدد من الأنصار لمساندته والوقوف إلى جانبه في الانتخابات المقبلة، فالاختيار كان يجب أن يكون وفق آلية مهنية صحيحة لا أن تكون مبنية على رؤى تخدم مصالح أشخاص معينين عملوا على تدمير الكرة العراقية بإتباع أساليب خاطئة في تعاملهم مع الهيئة العامة لاتحاد الكرة العراقي للبقاء على الكراسي.
أمّا الزميل عادل العتابي رئيس تحرير جريدة الملاعب فقال إنّ سبب التخبّط الذي تعيشه الكرة العراقية هو غياب التخطيط، ومع تقديرنا للاعب الدولي السابق ناظم شاكر الذي جاء العام الماضي ليكون مدرب طوارئ، إلا أنه اصبح اليوم يتقلد اوسمة لا يستحقها في الوقت الذي يتجاهل الاتحاد اسماء المدربين ثائر احمد وراضي شنيشل وايوب اوديشو وباسم قاسم.وأضاف: quot;يفترض على لجنة المدربين أن تكون اكثر حيادية ولا ترشح أعضاءها لاشغال منصب المدرب المساعد الذي لا يليق بعضو في لجنة المدربينquot;.
التعليقات