سجلت الأندية الجزائرية التي يشرف على تدريبها اطر أجانب نتائج متباينة في الجولات الأربع من مسابقة الدوري ، فبعضها اعتلى الصدارة باقتدار و البعض الآخر يعاني في أسفل الترتيب. و لان هذه الأندية فضلت الاعتماد على المدربين الأجانب للظهور بمستوى لائق فان النتائج التي تسجلها من جولة لأخرى تكون دوما تحت أنظار النقاد الذين عادة ما ينسبونهاإلى المدربين.
و لغاية الجولة الرابعة تمكن الخواجة الايطالي جيوفاني سوليناس من خطف الأضواء بعدما قاد فريقه شباب بلوزداد إلى احتلال صدارة الترتيب العام للدوري برصيد عشر نقاط و من دون أن يتعرض لأي هزيمةللمرة الأولى بل وحقق انتصارات عريضة على حساب فرق قوية كانت مرشحة للمنافسة على الأدوار الأولى منها الفوز الأخير على مولودية وهران بأربعة أهداف لواحد كما تغلب على شبيبة القبائل العنيد ، ويعتبر هذا الحصاد الأفضل للشباب منذ عدة مواسم خاصة أن الاستعدادات انطلقت متأخرة والفريق لم يقم بمعسكر خارجي مثلما فعلت جل الأندية و لم ينتدب نجوما لامعة بل اكتفى بما لديه من الشبان ، و هو ما جعل المتابعين لشؤون الفريق يربطون بين نتائجه الايجابية و العمل الفني الذي يقوم به المدرب الايطالي والذي أعطى ثماره في انتظار الأحسن الذي ينتظره محبو الفريق الذين يريدون النتائج والأداء في الوقت نفسه وهو أمر صعب على الأقل في الجولات الأولى التي تحتاج إلى انتصارات لزرع الثقة في نفوس اللاعبين.
من جانبه حقق الفرنسي هيرفي رونار مدرب اتحاد العاصمة بداية جيدة بعد سجل العلامة الكاملة في الجولات الثلاث الأولى بتسجيله ثلاثة انتصارات متتالية ضد شباب باتنة و اتحاد الحراش و جمعية الخروب ما جعلته يعتلي الريادة قبل أن يزيحه بلوزداد بعد الخسارة غير المتوقعة التي تعرض لها أمام مولودية العلمة ليتراجع في الترتيب إلى مركز الوصافة ، ووجهت على أثرها أصابع الاتهام كلها للمدرب الفرنسي رونار بسبب فشله في توظيف ترسانة النجوم التي يضمها الفريق في تعداده البشري بعد الانتدابات الصيفية الكبيرة التي قام بها وإخفاقه في إيجاد التوليفة المناسبة خلال المباريات الودية الإعدادية ما جعله يخوض اللقاءات الرسمية و كأنها مجرد تجارب للاعبين وهو ما تجلى في الأداء المتواضع الذي قدمه فريق الأحلام مثلما أصبح يحلو لأنصاره تسميته ، و لم تكن هزيمة العلمة سوى قرصة أذن للتقني الفرنسي تنذره بان القادم سيكون أسوأ في حال أي تعثر جديد لان الهدف المنشود هو التتويج ببطولة الدوري والذهاب بعيدا في مسابقة الكأس ، و لو أن البعض يرى ان ثلاثة انتصارات من أربع مباريات حصيلة جيدة جدا بالنظر إلى التغيير الجذري الذي طال الفريق و حاجته إلى عدد من المباريات لوضع بصمته.
أما المدرب العراقي عامر جميل الذي يتولى الإدارة التقنية للصاعد حديثا شباب باتنة فنتائجه تبقى في حدود المتوسط مثلها مثل الترتيب الذي يحتله ورصيده من النقاط فالفريق خسر مباراة الافتتاح و فاز في الثانية قبل أن يتعادل مرتين متتاليتين احدهما خارج الديار و الآخر أمام جماهيره و هو حاليا في المركز السابع بخمس نقاط ، و عموما فان الاستمرار في الترتيب نفسه سيضمن بقاء أبناء الاوراس في قسم النخبة و هو كاف للمدرب العراقي لينال رضى المحبين و الإدارة معا.
و بمقابل ذلك افتتح السويسري ألان غيغر مشواره مع وفاق سطيف بهزيمة مرة أمام اتحاد الحراش في ثاني تجربة له في الجزائر غير أن هذه الخسارة لا تحسب عليه لأنه لم يكن قد باشر مهامه الرسمية مع الوفاق إلا قبل أربعة أيام عن المباراة و بالتالي فلا يمكن الحكم على عمله الآن و سينتظر الجميع قادم الجولات حيث يكون قد تعرف إلى أشباله و اختار التشكيل الأساسي الذي يناسبه.
أما الفلسطيني سعيد حاج منصور فقد دفع الثمن غاليا للنتائج المخيبة التي سجلها مع فريقه مولودية وهران الذي لم يجمع سوى نقطتين فقط من خلال تعادلين منهم واحد في وهران حيث اضطرت الإدارة إلى إقالته من منصبه مباشرة بعد الهزيمة الثانية هذا الموسم ضد بلوزداد والتي كانت قاسية جدا على الفريق رغم أن المباراة لعبت في غياب الجمهور تنفيذا للعقوبة التي كانت مسلطة على ملعب بلوزداد.
و يؤكد قرار الإقالة أن الإدارة الوهرانية تعتبر المدرب منصور المسؤول الرئيس عن هذه النتائج خاصة أن الفريق يتذيل جدول الترتيب بأضعف دفاع والذي تلقى ثمانية أهداف و لم يتذوق بعد طعم الفوز ، في وقت ارجع المدرب الفلسطيني أسباب التراجع إلى تراكم المشاكل الإدارية على الفريق و تأثيرها السلبي على معنويات اللاعبين و على تحضيراتهم قبل انطلاق الموسم. و انضم بذلك منصور الى كل من الفرنسي جون كاستيلان و البرازيلي دوس سانتوس اللذين قررا رمي المنشفة مبكرا.
و في انتظار استئناف المنافسة بعد حوالى أسبوع و ما ستسفر عنه قادم الجولات يستمر الصراع بين المدربين الأجانب و نظرائهم المحليين لإبراز أيهما أفضل لقيادة سفن الأندية خاصة أن الموسم المنصرم عرف تفوقا واضحا للمدرب الوطني الذي نال لقبي البطل و الوصيف في مسابقتي الدوري و الكأس بفضل أسماء مزيان ايغيل و فؤاد بوعلي و رشيد بلحوث و بوعلام شارف.
التعليقات