يدور في الوسط الرياضي الجزائري منذ سنوات حديث مفاده وجود لائحة سوداء تضم عددا من اللاعبين بعضهم ينشطون في الدوري المحلي و آخرون محترفون في الخارج يمنع عليهم اللعب للمنتخب الوطني و يحظر على مدربه استدعاؤهم حتى وإن كانوا في أوج عطائهم وهو بحاجة ماسة لخدماتهم.


لائحة سوداء وضعها الاتحاد الجزائري لكرة القدم أو بالأحرى رئيسه لأنه الوحيد الذي يمتلك هذه الصلاحية غير الفنية والتي تخول له التدخل في الشؤون الفنية للمنتخب الوطني، لائحة يقرها الواقع وينفيها القائمون على تدبير أمور المنتخب سواء الطاقم الفني أو الاتحاد، و كلهم يعتبرون أن ما يتم تداوله في هذا الشأن هو مجرد كلام جرائد لا أساس له من الصحة .

غير أن المتابعين لتطورات هذا الموضوع يؤكدون أن المسألة فيها الكثير من الحقيقة وإلا كيف يتم تفسير غياب لاعبي الخضر رغم أنهم يصنعون أفراح أنديتهم ويقدمون مستويات راقية فنيا وبدنيا في وقت يستدعي المدرب البوسني وحيد خليلوزيدش لاعبين غير جاهزين وبعضهم لا يلعبون بانتظام مع أنديتهم بل وبعضهم بلا ناد رغم انه صرح مرارا و تكرارًا بان المعيارالوحيد الذي يعتمده في اختياراته التكتيكية هو الجاهزية الفنية.

ووفقا لمصادر إعلامية استندت إلى معطيات فنية واقعية، فإن اللائحة السوداء ليست ثابتة بل متغيرة أو بعبارة أدق مطاطية يمكن تقليص أسمائها أو إضافة أسماء أخرى ويخضع ذلك لمدى التزاماللاعبين الدوليينبعلاقة جيدة مع المنتخب ومع الاتحاد.

ويشمل هذا الالتزام التصرفات التي تبدر منهم ، مثل التصريحات والحوارات الإعلامية التي تنتقد مدرب المنتخب أو رئيس الاتحاد ، أو رفض الجلوس على مقاعد الاحتياط ، أو رفض الخروج أثناء المباريات أو حتى الظهور بمظهر الرفض ، وغيرها من التصرفات التي يعتبرها الاتحاد غير مقبولة حتى وإن اعتبرها آخرون عادية وتحدث في جميع المنتخبات دون أن تثير أي زوابع ، لأنها ببساطة تعبير عن وجهات نظر هادفة إلى تصحيح وضع بوضع أحسن.

وحسب المصادر نفسها فان اللائحة السوداء للاعبين يتصدرهاحاليا متوسط ميدان نادي اولمبياكوس اليوناني جمال عبدون الغائب عن المنتخب منذ مباراته ضد المغرب في شهر مارس العام 2011 في تصفيات كأس أفريقيا في عنابة حيث تقول تلك المصادر إن عبدون لم يتجرع إبقاءه على دكة الاحتياط من قبل المدرب عبد الحق بن شيخةخاصة بعد الإصابة التي تعرض لها زياني قبيل انطلاق المباراة.

و يبدو أن آذان روراوة وصلتها أخبار مفادها بان عبدون تلفظ بانتقادات لاذعة في حقه تقول إن التشكيلة الأساسية للمنتخب يحددها أناس آخرون غير الطاقم الفني ، ومن وقتها أصبح المنتخب محرما على عبدون رغم انه يقدم مستويات أفضل بكثير مما يقدمها زملاؤه السابقون في المنتخب ممن يلعبون في مركزه نفسه.

وعندما سئل المدرب الحالي وحيد خليلوزيدش عن سر عدم استدعائه لعبدون قال ان عبدون ذهب ضحية اختيارات فنية، أما اللاعب المعني فقد أكد أنه دوما ملتزم بقرارات مدربه سواء في النادي أو في المنتخب ولم يسبق له أن خرج عن النص وأن ما تردد بخصوص مباراة عنابة لا أساس له من الصحة.

أما الاسم الثاني فهو حارس مولودية الجزائر فوزي شاوشي الذي تحول من بطل قومي غداة تألقه في مباراة أم درمان الشهيرة إلى لاعب منبوذ ، حيث أشيع عنهقيامه هو الآخر بتصرف غير لائق في مباراة عنابة المذكورة أنفا أغضب روراوة ، وبعد استقالة بن شيخة ومجيء خليلوزيدش استدعاه الأخير للمنتخب غير أن المعسكر الذي سبق مباراة الذهاب ضد ليبيا كان الأخير لشاوشيوقيل وقتها إنه تم تسريحه من التربص بسبب تعرضه لإصابة غير أن مصادر مقربة من المنتخب أكدت أنه تشاجر مع أحد زملائه والذي قد يكون المدافع الحالي لشبيبة القبائل جمال بلعمري ومن وقتها لم يستدع شاوشي لحراسة عرين الخضر رغم انه قدم أداء جيدا مع العميد في الدوري المحلي في وقت يعاني الحارس الأساسي مبولحي من قلة الجاهزية.

وتضم اللائحة أيضا اسم الظهير الأيمن لشبيبة القبائل رماش بلقاسم الذي لم يتجرع هو أيضا إبقاءه احتياطيا في المباراة ضد غامبيا رغم أنه كان يقدم أفضل مبارياته ، كما تضم اللائحة اسم مهاجم نادي رامس الفرنسي فتحي غيلاس، هذا الأخير كان يلعب بشكل منتظم في عهد المدرب راح سعدان وخاض معه تصفيات 2010 المزدوجة لغاية مباراة أم درمان الفاصلة قبل أن يحرم من المشاركة في نهائيات كأس أفريقيا في انغولا و مونديال جنوب إفريقيا ، و لأنه لم يكن هناك مبرر فني لإبعاده عن التشكيلة بدأ التنقيب عن السبب غير الرياضي ، ليتوصل الجميع إلى أن دافع إبعاده يتعلق بمباراة أم درمان، فثناء احتفالات لاعبي الخضر بالتأهل إلى كأس العالم قام غيلاس برفع علم منطقة القبائل التي ينحدر منها بدلا من علم الجزائر، وبالتالي فإن الإبعاد كان لأسباب سياسية اعتبرها الاتحاد ودون أن يعلن عنها خطا أحمر لا يمكن تجاوزه ، أما اللاعب فقد قلل من تلك الحادثة واعتبرها عادية و لا تمت بأي صلة للجانب السياسي ، ورغم انه استدعي مجددا في عهد البوسني للمنتخب إلا انه مر به مرور الكرام .

وتؤكد هذه الحالات بوجود قانون داخلي في المنتخب يفرضه الاتحاد دون الإعلان عنه ينص صراحة على أن من يريد أن يلعب للمنتخب ويستفيد من ربوعه ما عليه سوى الالتزام به أما في حال خرج عن النص فان التهميش سيطاله حتى لو بلغ مستوى ميسي أو رونالدو ، والاعتذار قد لا يجدي نفعا لان الغرض من مثل هذه العقوبات غير المعلن عنها من طرف الاتحاد هو الردع وليس العبرة .

وحسب ما ذكرته إحدى الصحف الوطنية المستقلة مؤخرا فان اللائحة السوداءلا تضم فقط اللاعبين الممنوعين من ارتداء فانلة المنتخب بل تشمل أيضا مدربين فرصة عملهم في الأندية المحلية نادرة إن لم نقل منعدمة على غرار عبد الكريم بيرة ورابح ماجر وعلي فرقان، ورؤساء أندية خرجوا عن طاعة صاحب السعادة عضو تنفيذية الفيفا و الكاف.