رغم المنافسة الشديدة والخصومة التي طغت على العلاقات بين الغريمين الألمانيين بايرن ميونيخ وبروسيا دورتموند في المواسم الأخيرة، والتي بلغت درجة التراشق الإعلامي بين مسؤوليهما ، إلا انهما اتخذا موقفاً واحداً تجاه أندية الدوري الإنكليزي الممتاز ، وذلك من خلال دعوتهما لبقية أندية الدوري بتشكيل تحالف ضدها للحفاظ على نجوم بطولة البندسليغا، والتي اصبحت مهددة بنزيف حادٍ في حال استمرت أندية البريميرليغ في خطف الأسماء التي تبرز هناك خلال موسم الانتقالات الشتوية او الصيفية.

وجاء تبني قطبي الدوري الألماني لموقف مشترك بينهما بعد الصفعة القوية التي وجهت لهما من نادي مانشستر سيتي الإنكليزي الذي نجح في خطف النجم اليافع البلجيكي كيفين دي بروين بعدما منح لفريقه فولفسبورغ 75 مليون يورو ، وهي الصفقة التي اجبرت الغريمان على مراجعة حساباتهما ، والوقوف على وزنهما الحقيقي في سوق اللاعبين بما أنه لم يسبق لأي نادٍ أوروبي ان نجح في خطف أحد النجوم الكبار منهما في السنوات الأخيرة ، بعدما ظل الدوري الألماني يصدر للخارج ما يرفضه الكبيران بايرن ميونيخ وبروسيا دورتموند ، حيث احتفظا بماريو غوتزه وتوماس مولر وروبرت ليفاندوفسكي وماركو ريوس وماتس هوملز، إلا أنهما تركا لاعبين آخرين يرحلون على غرار توني كروس وماريو مانزوكيتش ولوكاس بودولسكي بعدما اعتبروا بأن صلاحياتهم الفنية قد انتهت.
&
مناشدة&
&
وناشد الألماني كارل هاينتس رومنيغه الرئيس التنفيذي لبايرن ميونيخ الأندية الألمانية ونظيرتها الأوروبية خاصة في الكالتشيو الإيطالية والليغا الإسبانية بشكل خاص ، إلى تشكيل تحالف ضد الأندية الإنكليزية ، ليحل محل الفجوة المالية الضخمة بين الطرفين ، بعدما أصبح اي لاعب يلمع نجمه في إحدى البطولات الأوروبية ، إلا ويتم إغراءه من قبل أندية البريميرليغ في الموسم الموالي، وهو ما جعل بقية الدوريات تتأثر سلبياً بسبب النزيف البشري الذي أصابها، والدليل على ذلك ما يحدث في الدوري الإيطالي والإسباني بعدما انحسرت المنافسة على اللقب بين عدد قليل من الفرق في وقت توسعت دائرة المنافسة على درع الدوري الإنكليزي الممتاز.
&
وبرأي رومنيغه فإن الخلل يكمن في عائدات البث التلفزيوني لمباريات الدوريات ، فأندية الدوري الإنكليزي تجنى أرباحاً طائلة من بث مبارياتها في الداخل والخارج بعدما بلغت قيمة بيعه حقوق بث هذه المباريات لأكثر من خمسة مليارات جنيه استرليني لغاية عام 2019 في وقت ظلت فيه اندية بقية الدوريات الأوروبية تحصل على مبالغ زهيدة .
&
ومع إرتفاع حقوق بيع البث التلفزيوني للدوري الإنكليزي توقع رومنيغه زيادة الفوارق المالية بين الاندية الإنكليزية والأوروبية مما يساعدها على فرض هيمنتها على سوق اللاعبين.
&
وتدرك إدارة العملاق البافاري استحالة تقليص الفوارق المالية بين الطرفين لذلك دعا رئيس البايرن إلى البحث عن صيغ قانونية أخرى لتقليص نفوذ الإنكليز في السوق رغم صعوبة إيجاد هذه البدائل في الملاعب الأوروبية ، والتي اصبحت خاضعة &بشكل مطلق لسطوة المال.
&
وبدوره انتقد يواكيم فاتسكه الرئيس التنفيذي لنادي بروسيا دورتموند السياسة التي تنتهجها أندية البريمير ليغ في سوق الانتقالات ، حيث قال في تصريحات لإحدى الصحف المحلية:" الأندية الإنكليزية تتعامل مع اللاعبين وكأنهم مجرد سلع ، ودور اللاعب في ناديه أصبح ثانوياً طالما أن الدوري هو البطولة الاهم والرئيسية للمالك الثري الذي بإمكانه ان يدفع أي مبلغ لجلب النجوم".&
&
وتابع:"البحث عن النتائج الفورية والنجاح السريع جعل الأندية الإنكليزية تحت رحمة المال الاجنبي بفضل الملاك الأجانب" ، حيث خص بالذكر الثري الإمارتي الشيخ منصور بن زايد آل نهيان رئيس نادي مانشستر سيتي -الذي فرض نفسه بقوة في بورصة اللاعبين هذا الصيف- &حيث علق بشأنه:"إنه يدير شؤون السيتي عن بعد ولا يحضر مبارياته إلا نادراً".
&
وأضاف:" السياسة التي تتبعها أندية البريمير ليغ سيدفع ثمنها المنتخب الإنكليزي الذي يقف عاجزاً امام منتخبات أوروبا خلال منافسات البطولة القارية ، أما في بطولة كأس العالم فإنه يقف عاجزا عن تكرار اللقب الذي توجه به منذ عام 1966".&
&
وفي شأن ذا صلة اعترف السويسري لوسيين فافر مدرب نادي بوروسيا مونشنغلادباخ بتفوق الأندية الإنكليزية على نظيرتها الألمانية في سوق الانتقالات متوقعاً أن تزداد معاناة أندية البندسليغا امام البريميرليغ في قادم السنوات.&
&
وعلى عكس مسؤولي بايرن ودورتموند فإن مدرب مونشنغلادباخ يرى بأن الاحتفاظ بنجوم الدوري الألماني يقتضي تحسين وضعهم المالي ومنحهم رواتب افضل من تلك التي يتقاضونها حالياً ، وهو ما يعتبر انتقاداً صريحا للسياسة المالية الحالية التي تتبعها الأندية الألمانية تجاه لاعبيها ، حيث لا تقدم الحوافز والمزايا المالية الكبيرة للاعبيها ومدربيها ، في وقت تصنف رواتب البندسليغا على أنها متواضعة مقارنة بالدوريات الأخرى.
&
هذا ويسًتبعد ان تلبي أندية الدوريات الأوروبية نداء رومنيغه لتكوين تحالف ضد الإنكليز خاصة من قبل قطبي الدوري الإسباني برشلونة و ريال مدريد البعيدان عن الخطر الإنكليزي طالما انه لم يسبق لاي نادٍ إنكليزي ان خطف أحد نجومهما ، بل على العكس تماماً هو الذي حدث ، حينما تعاقد برشلونة مع المهاجم الأوروغوياني لويس سواريز من ليفربول ، وتعاقد ريال مدريد مع كريستيانو رونالدو من مانشستر يونايتد ، أما بقية الأندية فهي تعتمد على استراتيجية تكوين وتصعيد اللاعبين ، ثم بيعهم لمن يدفع أكثر بغض النظر عن هوية النادي والدوري الذي يلعب فيه.
&