شكل التخلص من ظل الهداف النجم الأرجنتيني ليونيل ميسي أحد المبررات التي ترددت كثيراً في وسائل الإعلام لرحيل المهاجم البرازيلي نيمار دا سيلفا عن صفوف نادي برشلونة الإسباني و الانتقال إلى نادي باريس سان جيرمان الفرنسي ، بعدما ظلت الصحافة العالمية ترى ان "الفتى البرازيلي" وعلى مدار أربعة مواسم بقي ظلاً "للبرغوث الأرجنتيني" بسبب مكانة الأخير في النادي الكتالوني.

ومنذ وصول نيمار إلى مقر ناديه الجديد في "حديقة الأمراء" في العاصمة الفرنسية ، بدأت تظهر مؤشرات و ملامح تؤكد انه تخلص من الأجزاء غير الفنية للظل الأرجنتيني ، في انتظار قدرته على إزالة الجزء الفني في الملاعب مع انطلاق المنافسات الرسمية ، خاصة بإحرازه الأهداف و قيادة الفريق لحصد الألقاب و الجوائز التي كان لها دور حاسم في ظهور "الظل الأرجنتيني" واتساع مساحته في "الكامب نو" ما جعله يطغى على كافة لاعبي الفريق وليس نيمار وحده.
 
وبعد التحاق نيمار بصفوف النادي الباريسي ، فقد أصبح أغلى لاعب في تاريخ الانتقالات دون منازع ، بعدما بلغت تكاليف فسخ عقده مع نادي برشلونة ما يصل إلى 222 مليون يورو .
 
وكان ميسي الذي تخرج من مدرسة برشلونة الشهيرة "لاماسيا"، لم يكلف النادي أي مبالغ جراء انتقاله ، إلا انه ظل اللاعب الأغلى في العالم من حيث القيمة السوقية ، غير أن انتقال نيمار إلى النادي الباريسي بهذه القيمة ، جعل منه اللاعب الأغلى في بورصة اللاعبين .
 
ومنذ وضع نيمار القلم على الطاولة بعد توقيعه عقد انضمامه لنادي باريس سان جيرمان ، فقد أصبح أعلى اللاعبين أجراً في العالم متجاوزاً زميله السابق ليونيل ميسي، بعدما خصص له ملاك النادي راتبا قدره 500 ألف جنيه إسترليني ، حيث لم يكن للدولي البرازيلي ان يحصل على مثل هذا الراتب لو بقي في برشلونة حتى اعتزال الأرجنتيني ، في ظل الفارق بينهما الذي يصب في صالح "البرغوث" ، حيث حصل ميسي على عقد أفضل بكثير مما حصل عليه نيمار رغم انهما مددا عقديهما في الموسم ذاته.
 
كما تم منح نيمار القميص رقم 10 بين قمصان فريق باريس سان جيرمان ، وهو القميص الذي كان يرتديه ميسي في صفوف برشلونة ، حيث لم يكن للنجم البرازيلي أن يتجرأ ويطلب ارتداء القميص رقم 10 في الفريق الكتالوني ، طالما بقي زميله الأرجنتيني في "الكامب نو" .
 
هذا ومن المعلوم ان القميص رقم 10 له مكانة خاصة في عالم كرة القدم ، بعدما ارتداه أشهر و أفضل نجوم اللعبة ، حيث كانوا يفضلونه على بقية الأرقام ، علما أن نيمار كان يرتدي مع نادي سانتوس و المنتخب البرازيلي القميص رقم 10 ، بينما في برشلونة اضطر للتنازل عن هذا الرقم وارتداء القميص رقم 11 بسبب ميسي .
 
كما أن انتقاله إلى باريس سان جيرمان جعل منه النجم الأول بلا منازع في صفوف الفريق بشكل خاص ، وفي الدوري الفرنسي بشكل عام ، إذ ان نجومية نيمار اكبر بكثير من نجومية زملائه مثل الهداف الاورغوياني إدينسون كافاني و مواطنه القائد تياغو سيلفا و المايسترو الإيطالي ماركو فيراتي ، حتى ان شهرة نجوميته تجاوزت شهرة لاعبي موناكو بطل "الليغ 1 " في الموسم المنصرم ، وعلى رأسهم المهاجم الفرنسي كيليان مبابي و المهاجم الكولومبي راداميل فالكاو ، حيث تأتي هذه الأفضلية لنيمار بفضل الانجازات التي حققها مع برشلونة على مدار الأعوام الأربعة الماضية ، حيث يعتبر اللاعب الوحيد بين لاعبي سان جرمان الذي توج بلقب دوري أبطال أوروبا ، بعدما حقق الثلاثية مع "البلوغرانا" في عام 2015 .
 
ورغم الصخب الإعلامي الكبير الذي صاحب انتقال نيمار إلى باريس سان جرمان ، إلا ان نجوميته كانت اقل في برشلونة بسبب تواجد ميسي ، وكذلك الأوروغوياني لويس سواريز صاحب جائزة "الحذاء الذهبي" لعامي 2014 و 2016 ، أما على صعيد الدوري الإسباني ، فان شهرة ونجومية "الفتى البرازيلي" لا تضاهي تلك التي يتمتع بها المهاجم البرتغالي كريستيانو رونالدو و زملاؤه في ريال مدريد مثل الجناح الويلزي غاريث بيل.