المحكمة الدولية تؤكد: العنف لن يردعنا عن إنجاز مهامنا

بعد الاعتداء على محققين من مكتب المدعي العام للمحكمة الدولية أمس في الضاحية من قبل عدد من النساء، يطرح السؤال ماذا بعد هذا الاعتداء، وما الهدف من ورائه، وهل ستتفاعل القضية أكثر في المستقبل؟ وماذا سيقول الامين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله في إطلالته اليوم عن هذا الموضوع؟

بيروت: بعد اعتداء الضاحية بالامس الذي تمثل بطلب محققين من مكتب المدعي العام للمحكمة الدولية الاستماع الى إفادة الطبيبة النسائية ايمان شرارة، ولدى الاتصال بها والطلب منها الحضور الى مقر لجنة التحقيق الدولية، اعتذرت عن عدم تمكّنها من الذهاب إلى مقرّ اللجنة وطلبت من المحققين الحضور الى عيادتها الواقعة على جانب طريق المطار في الضاحية الجنوبية، وما إن وصل محققان أجنبيان من مكتب المدعي العام وبصحبتهما مترجمة لبنانية الى العيادة المذكورة، وفق الموعد المحدّد لهم، حتى وصل الى المكان نحو 150 امرأة بوساطة مجموعة من quot;الفاناتquot; يتلقين توجيهات من أربعة عناصر من quot;حزب اللهquot; وعمدن الى اقتحام العيادة وشتم فريق المحكمة الدولية وتمكنوا من انتزاع حقيبة تحتوي على بعض الوثائق والمستندات.
ماذا بعد هذا الاعتداء وهل سيتفاعل؟

يقول المنسق العام لقوى 14 آذار/مارس الدكتور فارس سعيد لإيلاف انهم حددوا الامر باعتداء على الشرعية الدولية، وهو تكرار لما حصل ضد الجنود المنخرطين في القوى الدولية في الجنوب تحت عنوان 1701، هذه المرة هو اعتداء باتجاه عاملين يتمتعون بحصانة من قبل المجتمع الدولي، وبالتحديد من قبل مجلس الامن، وبالتالي هو اعتداء على مجلس الامن وقراراته تحت عنوان القرار 1757، والسؤال الذي يطرح هل الحزب قرر ان يضع نفسه في مواجهة كل الشرعيات منها اللبنانية التي هي مولجة في تسهيل أعمال الشرعية الدولية، وهذه الاخيرة أصدرت بحق لبنان كمية من القرارات منها القرار 1757 الذي ينظم اعمال المحكمة الدولية بشأن اغتيال الرئيس رفيق الحريري، ما هي الحكمة ان يضع الحزب نفسه في مواجهة العالم، هل هو فعلاً قادر على الإستمرار بهذا الموقع، من دون خطوة إضافية؟ وما هي الخطوة التي ستلي ذلك وهل ستتفاعل القضية؟ يجيب:quot; اعتقد أن المسافة التي قطعها حزب الله تدل على أنه لن يتوقف امام هذا الإعتداء الذي حصل في الضاحية الجنوبية البارحة وسيذهب باتجاه من اثنين، إما مغامرة داخلية اي وضع اليد كاملاً على الدولة اللبنانية، أو باتجاه مغامرة خارجية لها علاقة بما يشبه تموز ال2006.

عن قلق الامين العام للامم المتحدة بان كي مون من سلاح حزب الله يقول سعيد:quot; لا يجب ان ننتظر من المجتمع الدولي سوى الرد الذي صدر عن بان كي مون، الحزب يقول إنه سيتحدى العالم، يستطيع العالم عبر اعضائه بان كي مون ومجلس الامن، وربما عبر المحكمة الدولية ذاتها التي ستأخذ موقفًا، وبالتالي اعتقد ان حزب الله يستدرج مواجهة الخارج والعالم، والسؤال الذي يطرح ايضًا هل هو تنفيذ للسياسة التي رسمها الرئيس الايراني احمدي نجاد لدى زيارته الى لبنان، اي ان هذا السلاح وظيفته إسقاط نظام الاستكبار العالمي، وهل يتحمل لبنان ان يكون الارض التي تنطلق منها هذه المغامرة الضخمة وغير المحسوبة.

المحكمة الدولية اكدت في هذا الصدد استمرارها رغم الاعتداء؟ يجيب:quot; برأيي يعرف الحزب ان كل ما يقوم به لن يردع المجتمع الدولي من استمرار عمله، لكن المطلوب من قبله هو ربط نزاع مع المجتمع الدولي، اي المواجهة والقول نحن مجاهدو الارض الذين ينتظرون المهدي المنتظر الذي يريد اسقاط نظام الإستكبار العالمي من اجل نصرة المستضعفين، والكلام الذي نسمعه لا اعرف كم يستطيع الحزب نفسه ان يقوم بهذه المهمة، وكم لبنان يستطيع تحمل هكذا مسؤولية، ليس بالقليل ان نتحمل مسؤولية اسقاط نظام الاستكبار العالمي، اكان النظام القضائي او العدالة او النظام السياسي والإقتصادي للعالم انطلاقًا من لبنان، هذا المشروع ليس بعاديٍ، وقد عجز عنه الاتحاد السوفياتي.

عما هو متوقع من خطاب الامين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله يقول سعيد:quot; سيعلن ربط نزاع مع المجتمع الدولي وعدم التعاون مع المحكمة الدولية بصفتها منبثقة عن الشرعية الدولية، وعندما يعلن ذلك يضع نفسه في مواجهة العالم ويضع لبنان كذلك في تلك المواجهة، والسؤال نحن كلبنانيين بغض النظر عما يفكر به حزب الله هل بلدنا يستطيع أن يضع ضده الممثلين الدوليين؟

حزب الله

بدوره تحدث لإيلاف النائب السابق الدكتور اسماعيل سكرية (حزب الله) واعتبر انه من الزاوية الطبية، فان طلب فريق المحققين لملفات طبية استغربه كثيرًا، ولا يندرج ضمن القانون، ومن المفروض ان تكون امورًا خاصة، لقضايا نسائية، واستغرب ما علاقة هذا الموضوع بالتحقيق.

اما الرسالة من وراء ذلك فيرى انها من ناحية المحكمة وكأنها رسالة خاطئة بالاتجاه الخاطئ لانها تؤكد وتغذي ظنون الحزب وكل من يضع علامات استفهام حول المحكمة باسلوب التعاطي، والرسالة الاخرى التي تهم حزب الله بصرف النظر انه المخطط او حدث صدفة، نطلع باستنتاج ان تعاطي المحكمة بهذا الشكل يستوجب هكذا رد.

اما هل ستتفاعل القضية ام انتهت عند هذا الحد؟ فيجيب:quot; اعتبر ان الموضوع يكبر بسرعة، وكأني سمعت ان هناك دعوى لاجتماع المعارضة، والامور تتلاحق بسرعة، وبالنسبة لي التصرف من قبل لجنة التحقيق يقلل من صدقيتها.

عن إطلالة الامين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله يقول انه سيتحدث عن القرائن التي قدمها ليؤكد اهمية الانجاز التقني العسكري المهم باختراق الطائرة التجسسية، وسيركز على حدث البارحة.

اما التحقيق اللبناني الذي يجري في ما خص الاعتداء فهو سيكون برأيه على من ذهب من قبل الضابطة العدلية ، ولن يوصل الى شيء برأيه.