وزير الداخلية (الثاني من اليسار) في اجتماع منظمات المجتمع المدني. دلاتي ونهرا

تضج وسائل إعلام لبنانيّة بأخبار تتحدث عن خطط أعدها quot;حزب اللهquot; لمحاولة السيطرة على مقار رسمية مرتبط تنفيذها بتصرف الحكومة حيال القرار الظني المرتقب صدوره من المحكمة الدولية، ما دفع البعض بربط هذه الـ quot;سيناريوهاتquot; بالاجتماع الذي عقده وزير الداخلية، وناقش فيه الخطة العسكرية التي وضعها الجيش لحفظ الأمن.


كثرت السيناريوهات المتداولة في عدد من الصحف التي تتحدث عن خطط أمنية محكمة، أعدها quot;حزب اللهquot; وحلفاؤه لمحاصرة أو الاستيلاء على مؤسسات رسمية ومقرات أمنية جرى ربط ساعة الصفر لتنفيذها، بما سيؤول إليه تصرّف الحكومة حيال التقرير الظني المرتقب صدوره عن المحكمة الدولية الناظرة في اغتيال الرئيس رفيق الحريري، خصوصاً إذا ما تضمن اتهاماً لعناصر الحزب بالمشاركة في الجريمة.

وقد ذهب بعض هذه السيناريوهات الى حد القول بأن quot;بيت الوسطquot; حيث يقيم رئيس الحكومة سعد الحريري، لن يكون بمنأى عن الاستهداف ومعه السرايا الحكومية.

وهذا ما حمل عضو تكتل quot;لبنان أولاًquot; النائب عقاب صقر في بيان له الى quot;دعوة quot;حزب اللهquot; لاتخاذ موقف واضح حيال ما سرّبته جريدة quot;الأخبارquot; من سيناريوهاتquot;. مطالباً quot;كل أجهزة الدولة بالتحرّك وملاحقة هذا الأمر قضائياً. خصوصاً أن سيناريوهات موتورة كهذه تتوالى تباعاً بلا حسيب أو رقيب، تحت شعارات برّاقة باسم حرية الإعلامquot;. على حد قوله.

كذلك طلعت صحيفة quot;الديارquot; على صفحتها الأولى أمس بخبر نسب الى مصادر أمنية مطلعة تحدثت عن إجراءات أمنية مشددة حول quot;سيار الدركquot;، الذي هو مقر قوى الأمن الداخلية، بعد ورود معلومات عن خطة للمعارضة باقتحامه.

ولم تقتصر أخبار الخطط والتحصينات العسكرية على وسائل الإعلام فحسب، التي راحت تضج بتقارير من هذا النوع، إذ أضحت على ألسنة القيادات السياسية أيضاً، حيث قال رئيس تكتل التغيير والإصلاح النائب العماد ميشال عون في مؤتمره الصحافي عقب ترؤسه الاجتماع الأسبوعي لكتلته أمس quot;أن مديرية قوى الأمن الداخلي تضع المتاريس، وقد بدأت تحصّن نفسها استعداداً لحرب، لكنني لم أرَ أحداً يحمل السلاح أمامها حتى الآنquot;.

كما اكتسبت هذه quot;السيناريوهاتquot; بُعداً آخر من خلال محاولة البعض ربطها بالاجتماع الذي عقده مجلس الأمن الداخلي المركزي أمس برئاسة وزير الداخلية زياد بارود، والذي اطلع خلاله quot;على الخطة العسكرية التي وضعها الجيش لحفظ الأمن والنظام في كل المناطق اللبنانية، لاسيما في مدينة بيروت والمدن الكبرى الأخرى، من حيث توفير جهوزية كاملة للتدخل عند أي خلل أمني، من القوى العسكرية بمؤازرة سرايا من قوى الأمن الداخلي وضعت بتصرّف الجيش لهذه الغايةquot;. كما جاء في البيان الصادر عن المجتمعين الذي ذكر أيضاً بأن المجلس المذكور اتخذ تدابير أمنية لحفظ الأمن في محيط الجامعات، لمناسبة انطلاق الانتخابات الطالبية فيها بالتنسيق مع إدارات هذه الجامعات.

وشكّل الكلام الصادر عن نائب الأمين العام لحزب الله الشيخ نعيم قاسم أمس، خصوصاً لجهة قوله بأنه quot;لا يمكن أن نبوح بما يمكن أن نفعله إذا صدر القرار الظني متهماً أفراداً من quot;حزب اللهquot;، لأن الاحتمالات كثيرة وهو مرتبط بطبيعة ظروف المرحلة التي ستكون.

لكن ما نعلمه أن مثل هذا القرار هو فتيل إنذار وتفجير وخطر على لبنانquot;، شكّل ارتفاعاً في منسوب القلق لدى اللبنانيين بصورة عامة وقوى الرابع عشر من آذار بصورة خاصة التي عبّرت عنه مصادرها في تصريحات ومواقف أكدت فيها أنها quot;تنظر بجدية الى المناخ التهويلي والتسريبات لسيناريوهات أمنية معينة عمدت الى بثها بعض الدوائر السياسية والإعلامية في اليومين الأخيرينquot;، وأدرجتها quot;في إطار الضغط التصعيدي الذي يمارس على رئيس الحكومة سعد الحريري وفريقه بغية حملها على تقديم تنازلات جوهرية في ملف المحكمة الدولية الخاصة بلبنان، بدءاً بمسألة ما يسمى quot;شهود الزورquot; والتسليم بإحلتها على المجلس العدلي خلافاً للمنطق القانوني وأصولهquot;.

وللوقوف على حقيقة quot;السيناريوهاتquot; الرائج سوقها في هذه الأيام، توجّهت quot;إيلافquot; الى مصدر عسكري مسؤول لمعرفة ما لديه بهذا الخصوص، فردّ باقتضاب قائلاً بأنه لا يمكن التعليق على أمور لا أساس لها، وبالتالي لا يمكن البناء عليها، موضحاً بأن لا معطيات لديه عن وجود سيناريوهات أو ما شابه، مدرجاً ما يشاع عنها في خانة التجاذبات السياسية المعروفة.

بدوره نفى مصدر مسؤول في المديرية العامة لقوى الأمن الداخلي أن تكون المديرية قد أقامت متاريس حول مقرّها كما ذكر العماد عون، مشيراً الى أن هناك إجراءات أمنية احترازية اتخذت أخيراً في محيط المديرية لا علاقة لها بسيناريوهات، منها أغلاق بعض الطرقات المؤدية الى مقرها أو التدقيق في هويات المارة والقيام بتفتيش السيارات. ورداً على سؤال عن سبب وضع كياس من الرمل على بعد أمتار قليلة من مدخل المديرية، قال المصدر المسؤول إن ذلك تمّ الشهر الماضي لكنها أزيلت بعد أيام.

ما كاد المصدران المذكوران ينهيان كلامهما، حتى سمعت أصداء تصريحات أدلى بها النائب عاصم قانصوه (حزب البعث) الى تلفزيون quot;المنارquot; لوّح فيها بحصول quot;7 أيارquot; كبيرة معتبراً أن المواجهة باتت على قاب قوسين أو أدنى والمؤشرات على الأرض توحي بذلك، معلناً quot;أن معراب (حيث يقيم رئيس الهيئة التنفيذية لـ quot;القوات اللبنانيةquot; الدكتور سمير جعجع) لن تأخذ معنا ساعتينquot;.