تتعاون السلطات اليمنيّة مع شرطة دبي، لتحليل مضمون المعلومات التي يتم التوصل إليها بخصوص حوادث الطرود المفخخة. وفي هذا السياق كشف مصدر في السفارة اليمنية في دبي لـ quot;إيلافquot; أنّ صنعاء تمكنت من معرفة بعض الأشخاص المتورطين في حادث الطرود ومن المتوقع أن يتم إلقاء القبض عليهم.
دبي: أكد مصدر مطلع في السفارة اليمنية في الإمارات في تصريح خاص لـquot;إيلافquot; أن السلطات في صنعاء تمكنت من معرفة عدد من الأشخاص المتورطين في حادث الطرود المفخخة التي تم اكتشافها مؤخراً في مطاري دبي وايست ميدلاندز في بريطانيا، بعد إرسالهما من اليمن بهدف تفجير معبدين يهوديين في الولايات المتحدة الأميركيّة.
وأشار المصدر إلى أن تزويد السلطات الأمنية في دبي لأجهزة الأمن في صنعاء بأرقام تدل على شخصية المتورطين، ساهم بشكل كبير في تحديد هوية الجناة، ومن المتوقع أن يتم خلال الأيام القليلة القادمة إلقاء القبض عليهم، خاصة وأن المعلومات الأولية تشير إلى أنهم يختبئون في منطقة جبلية وعرة في محافظة شبوة والتى يصفها البعض بأنها شبيهة بمنطقة quot;تورا بوراquot; في أفغانستان.
وأوضح أن السلطات الأمنية في صنعاء على تواصل دائم مع شرطة دبي، لتحليل مضمون المعلومات التي يتم التوصل اليها اولاً بأول.
وكشف عن زيارة قريبة مرتقبة لشخصية أمنية يمنية رفيعة المستوى لدبي وابوظبي في إطار التنسيق الأمني المتبادل بين الجانبين ومن المتوقع أن يتم عقد اتفاقية أمنية تمكن أفراد الأمن في صنعاء من الإطلاع على أحدث التقنيات الأمنية التي تتبعها شرطتا دبي وابو ظبي بهدف مواكبة أحدث المستجدات الدولية في المجال الأمني.
وفي سياق متصل أكد اللواء سامح سيف اليزل رئيس مركز الجمهورية للدراسات والأبحاث السياسية والأمنية تعقيبا على حادث الطرود المفخخة التي تمكنت السلطات الأمنية في دبي من اكتشافها في إحدى طائرات الشحن المتجهة إلى الولايات المتحدة الاميركية أن المادة الفعالة التي تم ضبطها بالطرد المذكور تباع بمختلف الصيدليات علناً، لكونها في الأصل عبارة عن عقار طبي يستخدم لعلاج مرضى القلب والمفارقة أن تلك المادة، تعد ضمن المواد الكيميائية الخطرة القابلة للإشتعال والتفجير.
وطالب اللواء اليزل جميع وزراء الصحة في دول العالم بالتوجيه بشكل عاجل لسحب ذلك العقار لاعتباره قنابل موقوتة على أرفف الصيدليات، مؤكداً في تصريحات لقناتي ابوظبي والجزيرة أنه سبق استخدام تلك المادة في محاولات تفجير من قبل تنظيم القاعدة في قضية عمر الفاروق الشهيرة إلى جانب استخدامها من جانب عناصر إرهابية أخرى كالمدعو ريتشارد ريد في ديسمبر 2001 عندما حاول تهريبها في نعل حذائه من أجل القيام بعملية إرهابية داخل الولايات المتحدة الأميركية، مشيراً إلى أن مصنعي الطرود المفخخة، ليس بالهواة أو التقليديين، بل هم من الدارسين لأحدث تقنيات المفرقعات ومطلعين على إمكانيات شركات الشحن وحجم وأساليب التأمين الأمني في المطارات المستهدفة، مطالبا بضرورة اتساع دائرة التعاون الأمني بين كافة الدول لمكافحة الإرهاب بمختلف أنواعه.
ونفى اللواء اليزل أن يكون هناك رابط بين الطرود المفخخة التي تم اكتشافها في دبي والمكتشفة في أوروبا، قائلا من وجهة النظر الفنية بعدما اعترف التنظيم اليساري في اليونان أنه قام بهذه العملية فلا يوجد رابط بينهما إلا رابط واحد وهو التوقيت.
واعتقد رئيس مركز الجمهورية للدراسات والأبحاث السياسية والأمنية أن أصحاب الطرود في أوروبا سواء في أثينا أو غيرها رأوا أن التوقيت مناسب حيث إن هناك استنفارا عالميا وذعرا من ناحية الطرود فحاولوا أن يستغلوا هذا التوقيت بهذا الشكل وأرسلوا هذه الطرود حتى تتماشى مع ما هو موجود في تلك الحقبة.
التعليقات