كشفت تقارير جديدة أن الجهة التي صادقت على اجتماع الناتو مع الرجلالذي ادعى أنهالملا أخطر محمد منصور تتمثل في الجنرال الأميركي ستانلي ماكريستال، قائد قوات الناتو وقتها في افغانستان،والذي طرده أوبامالاحقاًبعدما انتقد إدارته ونائبه جو بايدن بشكل خاص.


لندن: الأربعاء الماضي أوردت laquo;إيلافraquo; موضوعا عن أن رجلا ادعى أنه الملا أخطر محمد منصور (أحد كبار قادة طالبان) أحضرته قوات الناتو جوا من باكستان إلى أفغانستان باعتباره ممثل الحركة الأصولية ودفعت له مبالغ هائلة لبدء مفاوضات بينها من جهة وحكومة الرئيس حميد كرزاي والناتو نفسه من الأخرى.

وكُشف النقاب عن أن هذا laquo;الملّاraquo; ما هو إلا صاحب متجر صغير في كويتا في غرب باكستان وزرعته طالبان نفسها لأداء هذا الدور المزيّف. ولم يُكتشف أنه ليس في الواقع الملا منصور إلا بعد اجتماعه الثالث مع ممثلي حكومة كابول والمفاوضين الدوليين وبعد حصوله على آلاف الدولارات كحافز على استمراره في عقد الإجتماعات تمهيدا لبدء مفاوضات شاملة مع طالبان.

والآن تقول صحيفة laquo;غارديانraquo; البريطانية إنها حصلت على ما يثبت أن الجهة التي صادقت على بدء الإجتماعات مع هذا الرجل quot;المزيفquot; تتمثل في الجنرال الأميركي ستانلي ماكريستال، قائد قوات الناتو وقتها في أفغانستان. ويذكر أن الرئيس باراك أوباما طرده في يونيو/ حزيران الماضي بعدما انتقد الجنرال علناً إدارته ونائبه جو بايدن بشكل خاص.

وقالت الصحيفة إن هذه الحقيقة تتناقض مع مزاعم الرئيس الأفغاني، حميد كرزاي، القائلة إن بريطانيا هي التي بادرت بتدبير الإجتماعات مع مفاوض طالبان المزيّف. وأشارت الى أن المسؤولين الأميركيين دعموا سرا مزاعم كرزاي رغم علمهم بحقيقة أن الجنرال ماكريستال هو الذي صادق عليها.

وقالت إن هؤلاء المسؤولين وجدوا في تأييد رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كامرون القوي لتسوية بالتفاوض مع طالبان أرضية بنوا عليها صدقية الرئيس الأفغاني بعد الإحراج الهائل الذي تعرض له بكشف النقاب عن أن المفاوض لا يمت لقيادة طالبان بأي صلة.

وتقول laquo;غارديانraquo; إن القصة الحقيقية كما يلي: كانت قوات الناتو، في إحدى عملياتها الناجحة في يناير/ كانون الثاني الماضي، قد اعتقلت الملا محمد أمين الله، وهو أحد قادة طالبان رفيعي المستوى وقاد هجمات شرسة على قوات التحالف في إقليم قندهار، إضافة إلى أنه يعتبر من المقربين من قائد طالبان الملا محمد عمر.

لكنه كان أيضا حلقة وصل بين طالبان والحكومة الأفغانية ممثلة في وزير داخليتها حنيف أطمر. ولهذا فقد طالبت قوات الناتو بالإفراج عنه إذا كان لأي مفاوضات مع الحركة الأصولية أن تبدأ. وفي المقابل وعد أمين الله بالإتصال بالملا منصور باعتباره أرفع قادة طالبان المؤيدين لمبدأ التفاوض رغم موقف الحركة المعلن وهو أنها لن تدخل في أي مفاوضات قبل خروج القوات الأجنبية من البلاد. فأصدر الجنرال ماكريستال موافقته على هذا الترتيب، لكن حكومة كابل حصلت على مفاوض مزيف وليس الملا منصور كما وعد أمين الله.

لكن لاستخبارات laquo;إم آي 6raquo; البريطانية دورا أيضا تهيأ لها بعدما طلب اليها الجنرال الأميركي تنظيم الإجتماعات لأن الخابرات الأميركية laquo;سي آي ايهraquo; كانت ممنوعة من اي اتصال بطالبان. وقاد هذا بدوره لإكمال مخطط أمين الله. وتقول الصحيفة إن laquo;إم آي 6raquo; بدأت تحقيقا شاملا في المسألة برمتها.

وكانت laquo;ديلي تليغرافraquo; قد نقلت عن مصادر أفغانية أن laquo;الملّا المزيفraquo; مزروع من قبل المخابرات الباكستانية ISI laquo;آي إس آيraquo;. لكن إسلام أباد نفت الإتهام على الفور ووصفته بأنه laquo;محض خيال جامح ومريضraquo;. وأضافت أنها تُستخدم laquo;كبش فداءraquo; في محاولة الحكومة الأفغانية وقوات الناتو من ورطتها.

ويذكر أن الملا منصور - الذي انتحل المفاوض المزيف شخصيته - هو أحد أرفع قادة طالبان مستوى، وكان وزير الطيران المدني في حكومتها المطاحة. وقال مسؤول في حكومة كابول إن الشخص الذي زعم أنه الملا منصور laquo;قُدّم لنا ولقادة الناتو باعتباره منصور من قبل شريك لنا يتمتع بعلاقات قديمة الأمد مع طالبانraquo;.

وأضاف قوله: laquo;اجتمعنا بمنتحل شخصية منصور ثلاث مرات. وكانت لنا شكوكنا على الدوام في أنه صاحب متجر صغير في باكستان أرسله لنا جهاز الإستخبارات آي إس آي. وقد انكشفت خدعته بالكامل في الإجتماع الثالث الذي حضره شخص يعرف الملا منصور جيدا فنبهنا إلى أن الرجل المجتمع معنا ليس ما يزعمraquo;. ومن جهته قال عبد الحكيم مجاهد، مبعوث طالبان سابقا إلى الأمم المتحدة: laquo;الملا منصور وجه معروف للجميع، فكيف غاب على المسؤولين في كابول التعرف عليهraquo;؟.

الإستخبارات الأفغانية تنفي إجراء محادثات مع المنتحل
إلى ذلك نفى جهاز الإستخبارات الأفغانية السبت إجراء أي محادثات مع شخص ادعى أنه قائد بارز في طالبان بعدما ذكرت صحف أن الإستخبارات البريطانية أحضرت هذا الشخص إلى كابول لإجراء محادثات سلام مع الحكومة.

وذكرت صحيفة بريطانية أن عملاء من جهاز ام اي 6 البريطاني دفعوا لهذا الرجل مئات آلاف الدولارات ونقلوه جوًا إلى كابول ظنًا منهم أنه مسؤول كبير في حركة طالبان مخول التفاوض مع المسؤولين الأميركيين والأفغان باسم المتمردين.

وظن جهاز الإستخبارات عند اتصاله بهذا الشخص أنه الملا أخطرمحمد منصور، الوزير السابق في حكومة طالبان والمساعد الأول للملا عمر. وقالت صحيفة تايمز اللندنية وصحيفة واشنطن بوست الأميركية إن العملاء البريطانيين نقلوا هذا الرجل في طائرات نقل عسكرية من باكستان إلى كابول مرارًا، ولكن تبين لاحقًا أنه من صغار المتمردين وصاحب دكان ونصاب.

إلا أن مديرية الأمن القومية الأفغانية (جهاز الإستخبارات) قالت إن أمر هذا النصاب انكشف بعد محادثات مبكرة جرت في المناطق الحدودية بين أفغانستان وباكستان، ولم يتم نقله الى العاصمة الافغانية للقاء مسؤولين أفغان.

وجاء في بيان للمديرية أن ذلك الشخص quot;كان من المفترض أن يدخل أفغانستان كممثل لطالبان لغجراء مفاوضات مع المسؤولين الأفغان، إلا أنه بعد اتصالات أولية مع الرجل في المنطقة الحدودية، اشتبه مسؤولو الإستخبارات الأفغانية بهويته وأوقفوا عملية نقلهquot;.

وأقر الجهاز في البيان أن quot;بعض الإتصالات والمفاوضات جرت مع قادة في طالبان، وهذه العملية مستمرةquot;. ويتناقض نفي الإستخبارات الأفغانية مع تصريحات محمد عمر داودزاي رئيس مكتب الرئيس حميد كرزاي في مقابلة مع واشنطن بوست قال فيها إن البريطانيين هم المسؤولون عن إحضار ذلك الشخص للقاء كرزاي في تموز/يوليو او اب/اغسطس.

ونقلت الصحيفة عن داودزاي قوله إن الأفغان عرفوا خلال الإجتماع أن quot;هذا الرجل ليس من يدعي أنه هوquot;. وقال مسؤولون أفغان لصحيفة تايمز إن اجتماعا جرى بين ذلك الرجل وكرزاي في القصر الرئاسي رغم أن الرئيس نفى الثلاثاء حصول مثل هذا الإجتماع.

ورفضت وزارة الخارجية البريطانية نفي أو تأكيد تلك المعلومات، إلا أنها اعترفت بأنها قدمت quot;مساعدة عملية للمساعي الأفغانية للمصالحةquot;.