في أعقاب الإفراج عنه بكفالة كبيرة قُدِّرَت بـ 200 ألف إسترليني، وانتقاله للعيش بصورة موقتة داخل قصر ريفي مترف في عزبة يطلق عليها quot;إيلينغهام هولquot; شرق إنكلترا، بدأ يلجأ الاسترالي جوليان آسانج، مؤسس موقع ويكيليكس المثير للجدل، إلى استراتيجية الهجوم عبر وسائل الإعلام، باعتبارها خير وسيلة للدفاع عن نفسه.


حول طبيعة الحياة التي يعيشها الاسترالي جوليان آسانج في ظل الإقامة الجبرية المفروضة عليه في بريطانيا، قالت اليوم صحيفة quot;نيويورك تايمزquot; إن تلك الإقامة تتسم بالطابع التقني.

ففي الوقت الذي يحاول فيه التصدي لاتهامات سوء السلوك الجنسي في السويد، أوضحت الصحيفة أنه يتجول يومياً في تلك العزبة التي تبلغ مساحتها 650 فداناً، وفي كاحله بطاقة إلكترونية تتعقبه وتحدد مكانه، ويلتزم كذلك بالذهاب بصفة يومية لمدة 20 دقيقة إلى مركز الشرطة الموجود في بلدة quot;بيكلزquot; المجاورة.

وفي سلسلة من المقابلات أجريت معه على مدار الأسبوع الماضي، كان يشير آسانج، 39 عاماً، بصورة مقتضبة إلى إقامته الجبرية بأنها تتسم بالطابع التكنولوجي. ومن معقله الريفي، حرص آسانج على أن يدافع عن نفسه عبر وسائل الإعلام، مواصلاً تأكيده على أنه ضحية لحملة تستهدف تشويه سمعته من جانب الولايات المتحدة، التي تحاول ملاحقته جنائياً لتسريبه ما يقرب من 750 ألف وثيقة سرية.

وفي مقابلة أجراها مع صحيفة التايمز اللندنية، قارن آسانج نفسه بالقس مارتن لوثر كينغ (الابن)، قائلاً إنه حين احتُجِز في سجن واندسوورث في لندن، سلَّمه حارس أسود بطاقة يقول فيها: quot;ليس لدى سوى بطلين في هذا العالم، دكتور كينغ وأنتquot;.

وأشار آسانج في هذا السياق كذلك إلى أن هذا الاتجاه يمثله 50 % من الأشخاص. وفي المقابلة ذاتها التي أجراها مع الصحيفة البريطانية، قارن آسانج بين القذف الموجه إلى ويكيليكس من جانب إدارة أوباما وغيرها من المنتقدين بـ quot;الاضطهادquot; الذي تعرض له اليهود الأميركيون في خمسينات القرن الماضي.

وأضاف: quot;أنا لست الشعب اليهوديquot;، لافتاً إلى أن القاسم المشترك هو أن أنصار ويكيليكس واليهود الأميركيين عبارة عن أناس يعتقدون في حرية التعبير والمساءلة.

وفي مقابلة أخرى له مع محطة التلفزيون الأميركية MSNBC، نفى آسانج أيضاً أن يكون قد أجرى اتصالاً من قبل بالجندي الشاب في الجيش الأميركي، برادلي مانينغ، المحتجز الآن للاشتباه في قيامه بتسريب آلاف الوثائق الحكومية السرية إلى ويكيليكس.

وأكد آسانج أن الاتصال بمسؤولين حكوميين للحصول منهم على معلومات ليس إلا ممارسة صحافية قياسية. ورأى أن تجريم مثل هذا التصرف سيشكل تهديداً على حرية الصحافة. وفي حواره مع التايمز اللندنية، تحدث آسانج أيضاً عن quot;شعوره بالخيانةquot; تجاه السيدتين السويديتين، اللتين قالتا إنه أجبرهما على ممارسة الجنس من دون استخدام واقٍ ذكري، وفي إحدى الحالات، طبقاً لما ذكرته إحدى هاتين السيدتين في هذا الشأن، أنه ( آسانج ) قد مارس معها الجنس وهي نائمة.

وتابع آسانج حديثه في هذا السياق بقوله:quot; من الواضح أن شخصا ما في السلطة يعتزم الإبقاء على جوليان في السجنquot;. وأشار كذلك إلى أن الاتهامات الموجهة إليه تعرض ما حققه ويكيليكس من إنجازات للخطر.

وأضاف في تلك الجزئية: quot;لقد غيرنا الحكم، وقد غيرنا بالتأكيد العديد من الشخصيات السياسية داخل الحكومات، وقد تسببنا ببذل جهود جديدة خاصة بإصلاح القوانين، وجعلنا الشرطة تحقق في الانتهاكات التي نفضحها، وكذلك تحقيقات من جانب الأمم المتحدة، وتحقيقات هنا في المملكة المتحدة، وبخاصة في ما يتعلق بكشفنا عن ملابسات وفاة 109 آلاف شخص في العراق. وقد تمكنا أيضاً من تغيير النظرة إلى الغربquot;.