تونس: بثت قناة quot;نسمة تي فيquot; التونسية التلفزيونية الخاصة مساء الخميس حلقة خاصة عن الاضطرابات الاجتماعية الاخيرة التي هزت مدينة سيدي بوزيد (وسط غرب تونس), بعد quot;التعتيم الاعلاميquot; الذي صاحب هذه الاحداث.
وتاتي هذه المبادرة بعد يومين من تعديل وزاري اطاح بوزير الاتصال الذي تعرض لانتقادات شديدة على خلفية التعامل الاعلامي مع هذه الاحداث التي لم تشر اليها وسائل الاعلام الرسمية لعدة ايام.
وقدم البرنامج على مدى نحو ساعة ونصف الساعة شهادات ميدانية لاهالي المنطقة الذين تحدثوا بتلقائية عن مطالبهم ومشاكلهم لا سيما البطالة وفقر البنى التحتية التي تنعم بها في المقابل المناطق الساحلية. اضافة الى ظاهرة الرشوى والمحاباة وغياب المسؤولية.
وشمل البرنامج ايضا شهادة شقيقة محمد البوعزيزي,الشاب الذي اقدم على احراق نفسه قبل ثلاثة عشر يوما احتجاجا على منعه من ايصال شكواه الى المسؤولين, اثر مصادرة البضاعة التي كانت معه لعدم امتلاكه التراخيص اللازمة.
وقالت quot;ان اخي يعاني من حروق بليغة, وسيعيش معاقا ولن يتمكن من العمل لتلبية حاجياتناquot;.
وتسببت محاولة الانتحار هذه في اندلاع صدامات في 19 كانون الاول/ديسمبر في مدينة سيدي بوزيد الواقعة على بعد 265 كلم عن العاصمة تونس وسط غرب البلاد.
واسفرت هذه الاضطرابات، التي اتسعت لتشمل الاحتجاج على البطالة وغلاء المعيشة وتمتد ايضا الى مدن مجاورة، عن سقوط قتيل وجريحين، وعن اضرار مادية جسيمة، بحسب وزارة الداخلية.
واعتبر عدد من المشاركين في الحلقة من صحافيين معروفين بصراحتهم ان quot;التعتيم الاعلامي في زمن الانترنت لا معنى لهquot;. وقالت ريم سعيدي منتجتها ان quot;الصحف ووسائل الاعلام المرئية توخت التعتيم خلال الايام الاولى للاضطرابات في حين نقلتها قنوات اجنبية اعتمادا على الشبكة العنكبوتيةquot;.
من ناحيته اعتبر الصحافي محمد الهادف ان ما قامت به قناة نسمة quot;مغامرة ناجحة فيها كثير من التحديquot; لا سيما حين اعطت الكلمة quot;لشخصيات غالبا ما توضع امامها خطوط حمراء في القنوات الحكوميةquot; ومنها الناشطة في مجال حقوق الانسان المحامية بشرى بلحاج حميدة.
وقد رات quot;نسمة تي فيquot; النور العام 2007 في تونس لكنها ارسالها موجه الى المنطقة المغاربية كلها التي تضم اكثر من ثمانين مليون نسمة.
ومن المساهمين في هذه القناة مجموعة quot;كوينتاquot; لرجل الاعمال التونسي طارق بن عمار ومجموعة quot;ميدياساتquot; لرئيس الوزراء الإيطالي الحالي سيلفيو برلسكوني، الذي يمتلك مجموعة كبيرة من القنوات التلفزيونية.
التعليقات