تلاالمالكي شعراً مناهضاً للطائفية مع بداية حملته الإنتخابيّة في رسالة إعتبرها البعض موجّهة للسنّة.
بغداد: تلا نوري المالكي رئيس الوزراء العراقي أبياتا من الشعر المناهض للطائفية اعتبرت بلا شك رسالة من الزعيم الشيعي الى قادة العشائر السنية. وبدأت انشودة quot;كلنا اخوان سنة وشيعةquot; في قاعة تجمع فيها المئات من مشايخ العشائر بعقالاتهم وعباءاتهم ليستمعوا الى حديث المالكي في اطار حملته الدعائية قبل الانتخابات التي تجرى في السابع من مارس اذار. وتلتها أنشودة quot;العراق أمنا وأبوناquot;.
والمالكي الذي يرأس ائتلاف دولة القانون في الانتخابات البرلمانية له جذور اسلامية شيعية لكنه يحاول اقناع العراقيين الذين أنهكهم العنف الطائفي والقيادة الاسلامية الضعيفة انه قومي غير طائفي. ويرى كثيرون في العراق حيث قتل العنف الطائفي عشرات الالاف منذ عام 2003 أن الخطاب الذي يتبناه المالكي واخرون من الاحزاب الاسلامية ليس أكثر من دعاية انتخابية. واحتاج المالكي الذي وقف أمام 600 من قادة العشائر في محافظة صلاح الدين مسقط رأس الرئيس العراقي السابق صدام حسين يوم الجمعة الى قدرة أكبر على الاقناع بعد أن دعم في الاسابيع الاخيرة تطهيرا لمرشحين للانتخابات زعم أن لهم صلات بحزب البعث المحظور. واعتبر السنة الذين فقدوا السلطة بعد سقوط صدام حسين أن استبعاد المرشحين محاولة جديدة لتهميشهم سياسيا.
وتعتبر انتخابات مارس اذار حاسمة في دعم ديمقراطية العراق الوليدة قبل انسحاب القوات الاميركية المقرر بحلول 2012. ويؤمل أن يؤدي ادماج المزيد من السنة في السياسة الى تقليص الدعم للمتمردين الاسلاميين السنة مثل تنظيم القاعدة. وقال محمد ريدن أحد الحاضرين المتشككين ان المصالحة الوطنية لم تحدث في العراق وانه لا بد أن تكون هناك حقوق متساوية للجميع سواء كانوا بعثيين أم لا. وكان ريدن واحدا من بين عدد قليل عبر عن عدم رضاه من بين الحاضرين الذين سافروا لما يقرب من 150 كيلومترا من صلاح الدين الى فندق في بغداد للاستماع الى خطاب المالكي. وقال وليد الجبوري ممثل احدى العشائر انه يعتبر رئيس الوزراء أكثر المرشحين قومية.
وأحجم شيوخ العشائر الذين كانوا عمليا في ضيافة المالكي عن انتقاد المالكي علنا. وساهمت حقيقة أن الرحلة والوجبات والاقامة لمدة ليلة في أحد أفخم الفنادق في بغداد وكلها على ما يبدو مدفوعة على نفقة ائتلاف المالكي في رفع المعنويات. ولم يتح التأكد من أحد مسؤولي ائتلاف دولة القانون عمن دفع فاتورة الفندق. وقال شيوخ العشائر انهم لم يدفعوا شيئا وانهم ضيوف الائتلاف وهو قدر من السخاء غير متاح لتحالفات انتخابية أصغر في الانتخابات العراقية. وقالت تقارير اعلامية ومسؤول محلي واحد على الاقل ان فعاليات أخرى للحملة الانتخابية للمالكي شهدت توزيع هدايا قيمة. كما عرضت هدايا على مراسلين خلال تجمع يوم الجمعة.
ويواجه المالكي الذي انتخب عام 2006 منافسين أقوياء في الجنوب الشيعي وربما احتاج الى أصوات السنة والاقليات الاخرى للاحتفاظ بالسلطة. وتحدث المالكي في الدقائق الخمس الاولى لخطابه الذي استمر 40 دقيقة عن الاخوة بين الطوائف والجماعات العرقية المختلفة في العراق قبل أن ينتقل الى موضوعات الامن والاقتصاد. وبعد الخطاب أعطى أكثر الناس المغادرين للقاعة التي زينت بشعارات تثني على أهالي محافظة صلاح الدين وبصورة للمالكي أثناء خطاب وهو يلوح بقبضته اراء ايجابية. لكن ريدن ظل على تشككه وقال انه لن يقتنع حتى يرى تغييرا على أرض الواقع.
التعليقات