فيينا:تعقد الوكالة الدولية للطاقة الذرية هذا الاسبوع اول اجتماع لها برئاسة امينها العام الجديد يويكيا امانو لمناقشة تقرير صارم جديد بشان ايران.
ويقول دبلوماسيون مقربون من الوكالة انه من غير المرجح ان يصدر مجلس حكام الوكالة المؤلف من 35 عضوا توبيخا لجمهورية ايران الاسلامية بسبب نشاطاتها النووية المثيرة للخلاف رغم الكلمات القاسية التي اوردها اومانو في اول تقرير له حول هذه المسالة.

الا ان الاجتماع الذي يستمر اربعة ايام والاول منذ تولي امانو منصبه في الاول من كانون الاول/ديسمبر، يمكن ان يمهد الطريق لفرض مجموعة جديدة من العقوبات الدولية على ايران، حسب الدبلوماسيين.
وصرح دبلوماسي غربي طلب عدم الكشف عن هويته لوكالة فرانس برس ان quot;المسالة اصبحت حاليا في يد (مجلس الامن الدولي) في نيويورك وليس في يد الوكالةquot;.

واضاف ان quot;تقرير امانو ونقاش المجلس بشانه سيشكلان الاساس لمزيد من المشاورات في نيويوركquot;.
وملف ايران في مجلس الامن الدولي منذ شباط/فبراير 2006، وفرض المجلس ثلاث مجموعات من العقوبات على طهران منذ ذلك الحين لرفضها التوقف عن نشاطات تخصيب اليورانيوم.

وتعتقد الولايات المتحدة وحلفاؤها ان الجمهورية الاسلامية تسعى الى انتاج قنبلة نووية تحت غطاء برنامجها النووي الذي تقول طهران انه سلمي نافية الاتهامات الغربية.
والاسبوع الماضي اعربت وزيرة الخارجية الاميركية هيلاري كلينتون عن املها في ان يفرض مجلس الامن الدولي عقوبات جديدة على ايران خلال الايام quot;الثلاثين الى الستين المقبلةquot;.

وفي الماضي ترددت الصين وروسيا وهما من بين خمس دول دائمة العضوية في مجلس الامن، في فرض عقوبات جديدة على ايران.

الا ان موسكو التي ترتبط بعلاقات وثيقة مع ايران منذ عدة سنوات، اظهرت انزعاجها من ايران خلال الاشهر القليلة الماضية وتقول انها لم تعد تستبعد فرض عقوبات جديدة.

وبقيت الصين مترددة في فرض مثل هذه العقوبات وتؤكد انه لا يزال هناك وقت للدبلوماسية.
وقد اصدر مجلس حكام الوكالة توبيخا بحق ايران في اجتماعه في تشرين الثاني/نوفمبر. ولم تصوت ضده سوى ثلاث دول.

ولذلك يعتقد دبلوماسيون انه من المرجح اصدار قرار اخر بحق ايران في وقت قريب.

الا ان دبلوماسيا غربيا قال quot;قد تصدر سلسلة من التصريحات القوية من عدد من الدول الاعضاء وبعض المجموعات الاقليمية تعبر جميعها عن القلق بشان ما جاء في تقرير الامين العامquot;.
واعرب الامين العام في تقريره المؤلف من عشر صفحات عن قلقه من ان ايران تعمل quot;حالياquot; على انتاج راس حربي نووي واكد ان ايران بدأت في تخصيب اليورانيوم لمستويات اعلى مما يقربها من المستويات الضرورية لانتاج قنبلة نووية.

وتؤكد ايران انها تحتاج الى يورانيوم اعلى تخصيبا لاستخدامه وقودا لمفاعل ابحاث في طهران ينتج النظائر المشعة للاغراض الطبية مثل علاج السرطان حيث من المتوقع ان تنفد كميات الوقود الحالية بنهاية هذا العام.
ورفضت طهران اتفاقا تم التوصل لها بوساطة الوكالة الدولية تقوم بموجبها كل من روسيا وفرنسا بزيادة تخصيب اليورانيوم الايراني المنخفض التخصيب والذي تقدر كمياته باكثر من 2065 كلغم.

وطرح الاتفاق في تشرين الاول/اكتوبر الماضي ورفضت ايران اصدار رد رسمي عليه منذ ذلك الوقت.
وبدلا من ذلك طرحت ايران اقتراحا اخر يقضي بتبادل وقود متزامن على اراضيها.

الا ان الولايات المتحدة وروسيا وفرنسا وحتى الوكالة الدولية لم تقبل بذلك الاقتراح لانه لا يشتمل على نقل مخزونات ايران من اليورانيوم خارج البلاد لفترة طويلة من الوقت.
ويقول دبلوماسيون انه حتى البلدان التي تسمى دول عدم الانحياز في مجلس الوكالة الدولية لا تشعر بالارتياح لرفض ايران الاتفاق الذي تعتقد انه يخدم مصلحة الطرفين.

وقال دبلوماسي انه مع مواصلة ايران تخصيب اليورانيوم في تحد للامم المتحدة فان قيمة الاتفاق quot;تقل بالنسبة لنا لانهم (الايرانيون) يواصلون انتهاك التزاماتهم الدوليةquot;.