لندن: دعا رئيس إقليم كردستان العراق مسعود بارزاني الولايات المتحدة الأميركية إلى المساعدة في حل المشاكل بين الإقليم والحكومة المركزية قبل سحب جنودها من العراق مؤكداً أن الاكراد لا يهتمون بمن سيكون رئيساً للوزراء وانما المهم هو برنامج الحكومة.. فيما بحث نائب الرئيس العراقي عادل عبد المهدي مع القادة الاكراد المساعي الجارية لتشكيل الحكومة العراقية المقبلة وضرورة ايجاد ارضية مناسبة ومشتركة لتحقيق هذا الهدف.

واضاف بارزاني خلال اجتماع مع وفد مجلس العلاقات الخارجية الاميركية في مدينة اربيل عاصمة الاقليم (220 كم شمال بغداد) انه يقدر استمرار الإهتمام الأميركي بإقليم كردستان واشار الى ضرورة مساعدة الولايات المتحدة على حل المشاكل والمعوقات بين الاقليم والحكومة المركزية في بغداد قبل انسحاب قواتها من العراق المقرر بنهاية العام المقبل كما نقل عنه بيان صحافي رسمي. وطالب الوفد quot;بتفهم وضع إقليم كردستان بشكل صحيح ونقل هذه الصورة الى واشنطن وحث الشركات الاميركية على الإستثمار والعمل في الاقليم وتحويل المكتب الاميركي في اربيل الى قنصلية دائمةquot;.

وما تزال عدة قضايا تشكل عقبات أمام حل المشكلات بين اربيل وبغداد تتعلق بتنفيذ المادة الدستورية 140 المتعلقة بالمناطق المتنازع عليها والتي تسعى حكومة كردستان الى ضمها الى الاقليم اضافة الى عقود النفط التي تبرمها هذه الحكومة مع الشركات الاجنبية ودمج قوات البيشمركة الكردية بالقوات العراقية. وكانت الادارة الاميركية قدمت التزامات لحكومة كردستان اواخر العام الماضي بالعمل على المساعدة لتذليل مشاكلها مع حكومة بغداد والاستجابة إلى مطالب كردية ترى ان الحكومات العراقية تتلكأ بتنفيذها وتتعلق بترسيخ سلطة الاقليم والاستجابة إلى مطاليبها.

وحول الانتخابات العراقية الاخيرة والمرحلة التي تلتها، اشار بارزاني الى ان هذه المرحلة صعبة لان العراق يتألف من ثلاثة مكونات أساسية هي : الاكراد والشيعة والسنة quot;لذا على الحكومة التي تشكل مستقبلاً أن تراعي هذه الحقيقةquot; مشددا على أن العراق يجب أنيبنى على أساس الشراكة الحقيقية وقال quot;إن الذي يعتقد بأنه يمكن تهميش مكون فإنه مخطئ لأن مستقبل العراق يبنى على أساس التفاهم الموحد والديمقراطيةquot;. واوضح أن هناك معوقات أمام تشكيل الحكومة المقبلة quot;ولكن عن طريق القانون والدستور يمكن معالجتهاquot;.

وعن دور حكومة إقليم كردستان في تشكيل الحكومة العراقية الجديدة أكد بارزاني قائلاquot; ليس مهما من جانبنا من سيكون رئيس الوزراء ولكن المهم لدينا هو برنامج الحكومةquot;. وما زالت الكتل العراقية السياسية بانتظار نتائج إعادة العد والفرز للاصوات في بغداد والتي ستبدأ غدا للدخول في حوارات جادة حول تشكيل الحكومة والاتفاق على رئيسها وبرنامجها السياسي حيث لا تزال هذه القضايا محل خلافات بين هذه الكتل.

ومن جانبه بحث رئيس حكومة الاقليم برهم صالح مع الوفد الاميركي الأوضاع السياسية العراقية المتمخضة عن الإنتخابات البرلمانية الأخيرة مشيرا الى الدور الذي لعبه الاكراد في العملية السياسية في العراق بعد عام 2003.

وحول الأوضاع السياسية العراقية اكد صالح رغبة الاكراد في تشكيل حكومة عراقية تعكس إرادة جميع المكونات العراقية وقادرة على تقديم خدمات لها وربط ذلك بالإلتزام بالدستور العراقي وسبل تنفيذ بنوده وما جاء فيه من القوانين. وأكد صالح ان الاكراد يريدون موقعاً لهم في بغداد يدافعون من خلاله عن المنجزات الديمقراطية والدستورية التي تعكس إرادة وصوت العراقيين.
وعلى صعيد آخر نفت حكومة كردستان اليوم تقارير تركية عن إرسال مندوب عن رئيس الحكومة برهم صالح للقاء زعيم حزب العمال الكردستاني المعتقل عبدالله أوجلان في سجنه في جزيرة quot;إيمراليquot; التركية.

وقالت الحكومة في بيان صحافي quot;نؤكد للرأي العام أن الخبر الذي تناقلته وسائل الإعلام بهذا الشأن غير صحيح إطلاقا كما ان رئيس حكومة الاقليم برهم صالح قد سأل عن هذا الامر وكانت الإجابة نفياً من قبلهquot;. وكان اوجلان اعتقل عام 1999 في نايروبي عاصمة كينيا وتم تسليمه الى تركيا وحكم عليه بالسجن المؤبد. ويتزعم اوجلان حزب العمال الكردستاني الذي يخوض معارك مع الجيش التركي في مناطق حدودية جنوبية مع العراق.

عبد المهدي يبحث مع القادة الاكراد آليات عمل مشترك لتشكيل الحكومة

وبحث نائب الرئيس العراقي عادل عبد المهدي في اربيل مع رئيس اقليم كردستان مسعود برزاني آخر المستجدات السياسية والامنية والمساعي الجارية لتشكيل الحكومة العراقية المقبلة. واكد الجانبان خلال الاجتماع ضرورة ايجاد ارضية مناسبة ومشتركة بين الكيانات والاطراف السياسية لتفعيل آلية العمل المشترك من اجل إزالة العوائق امام الوصول الى اتفاق يرضي جميع الاطراف كما شددا على ضرورة تعزيز العلاقات التاريخية بين الجانبين كما قال بيان صحافي رئاسي تسلمت quot;ايلافquot; نسخة منه اليوم.

واشار بارزاني الى ان quot;تركيبة العراق تتطلب التوافق والتحالف الوطني لتشكيل حكومة شراكة حقيقية تضم جميع الاطراف الفاعلة والفائزة دون تهميش اي مكون من المكونات الرئيسة في العراقquot;. كما اجرى عبد المهدي مباحثات مع رئيس حكومة الاقليم كردستان برهم صالح حول الأوضاع السياسية في العراق وسبل تشكيل الحكومة العراقية الجديدة، حيث أكد الطرفان أن الكتل السياسية العراقية ملزمة بالعمل على تشكيل الحكومة العراقية الجديدة وإنهاء الخلافات على ضوء مصالح العراق والقدرة على تحقيق مطاليب الشعوب العراقية في هذه المرحلة في إطار الحوار والتفاهم المشترك.

من جانبه أوضح صالح ان العمل على تشكيل الحكومة القادمة يجب ان يعبر عن إرادة جميع المكونات العراقية ولا يهمش أي طرف سياسي على حساب آخر ورأى أن العمل على مبدأ الشراكة يوفر أجواء إيجاد الحلول المناسبة للأزمة الحالية.

وفي ما يخص دحض نتائج الإنتخابات تمنى صالح عدم تسييس القضاء وقراراته والتدخل السياسي في شؤونه. وبشأن المسائل العالقة بين الإقليم والحكومة الاتحادية وسبل إيجاد الحلول لها تحدث رئيس حكومة الإقليم عن الدستور العراقي وسبل الإلتزام به من أجل إنهاء هذه المسائل وقال: quot;لدينا علاقات متينة مع جميع الكتل الفائزة، ونستثمر هذه العلاقات من أجل مصالح العراق المتمثلة بالدستور والفيدرالية والديمقراطية، ونعمل من أجل تقريب وجهات النظر المختلفة بين الأطراف العراقيةquot;.

وكانت نتائج الانتخابات التشريعية التي جرت في السابع من اذار (مارس) الماضي قد اظهرت فوز القائمة العراقية بحصولها على 91 مقعدا ثم حل ثانيا بعدها ائتلاف دولة القانون بزعامة المالكي بحصوله على 89 مقعداً ثم الائتلاف الوطني بزعامة عمار الحكيم وحصل على 70 مقعدا وجاء التحالف الكردستاني رابعا بنيله 43 مقعدا من مجموع مقاعد مجلس النواب الجديد البالغة 325.