تستضيف الأمم المتحدة الاثنين 189 دولة لافتتاح مؤتمر متابعة معاهدة الحد من الانتشار النووي الذي قد يشهد جدلاً حول برنامج ايران النووي، ويهدف المؤتمر الذي يتواصل حتى 28 ايار/مايو إلى المضي قدمًا في مجال نزع الاسلحة وتعزيز مراقبة البرامج النووية في العالم.
تخصص صحيفة كريستيان ساينس مونيتور الأميركية على صدر موقعها الإلكتروني على شبكة الإنترنت تقريرًا مطولاً تبرز من خلاله ما وصفتها بالتحديات التي يُنتظر أن يجابهها الرئيس الأميركي باراك أوباما خلال المؤتمر الدولي الذي ستعقده الأمم المتحدة الاثنين حول مراجعة معاهدة حظر الإنتشار النووي، في نيويورك.
تشير الصحيفة في تقريرها الذي كتبته تحت عنوان quot;مؤتمر الأمم المتحدة حول الإنتشار النووي إختبار كبير لأوباماquot;، إن ما يواجهه الرئيس الأميركي الحالي في هذا المؤتمر قد يُكون التحدي الأكبر حتى الآن لرؤيته الخاصة بعالم تنخفض فيه بشكل مطرد المخاطر النووية.
وتؤكد على أن اهتمام أوباما بالتهديد الذي تشكله الأسلحة النووية ndash; والذي بدأ بخطابه الذي ألقاه في نيسان / أبريل العام 2009 بالعاصمة التشيكية، براغ، وطالب فيه بعالم خال من القنابل النووية، ومن ثم القمة التي إستضافتها واشنطن في نيسان / أبريل الماضي، ودارت حول إبعاد المواد النووية عن أيدي الإرهابيين، كان سببًا رئيسًا وراء تزايد الإهتمام بمؤتمر هذا العام. وتبرز الصحيفة في هذا السياق إلى رغبة أوباما في اتخاذ خطوات من شأنها تقوية معاهدة حظر الإنتشار النووي، لافتةً إلى تكليفه على مدار العام الماضي خبراء إدارته المتخصصين في الأمن النووي للعمل على تنفيذ هذا الهدف.
ثم تتابع الصحيفة في هذا السياق بقولها إن تحديًا آخر يواجه مؤتمر اليوم، وهو الذي تشكِّله كل من إيران وكوريا الشمالية. كما تلفت إلى مشاعر القلق التي تراود بعض من خبراء حظر الانتشار النووي في ما يتعلق بأن العالم ربما يكون على أعتاب مرحلة خطرة من الإنتشار النووي.
وتمضي لتنقل عن هنري سوكولسكي، المدير التنفيذي لمركز تعليم سياسة حظر الإنتشار ( NPEC ) في واشنطن، قوله: quot;هناك بعض التوقعات المرتفعة للغاية بالنسبة إلى هذا المؤتمر، لأن أوباما جعل منه الجزء الرابع لسياسته المناهضة لخطر إنتشار السلاح النووي. لكن من المحتمل جدًّا ألا تكون تلك التوقعات في محلها. وإن كان هناك أي شيء، فإن إحراز أي تقدم سيكون أمرًا أكثر صعوبة الآن، بسبب إيران وكوريا الشمالية، بالنسبة إلى المبتدئينquot;.
أما جون بولتون، السفير الأميركي لدى الأمم المتحدة إبان الرئيس بوش، فقال إن المؤتمر لن يتمكن من القيام بأي شيء لدعم quot;معاهدة على وشك الإنهيارquot;، حيث لن يُفعل شيء لتسمية مخالفي معاهدة حظر الإنتشار النووي وفضحهم. وأضاف quot; التساؤل الأهم بالنسبة إلى المؤتمر لا بد من أن يدور حول هوية الممتثل وهوية المخالف، وهل تؤثر المعاهدة على السلوك بالطريقة المقصودة؟quot;.
وعلى الرغم من تلك الأجواء التشاؤمية، إلا أن عددًا من الخبراء النوويين ما زالوا متمسكين بإحتمال أن يؤدي الإهتمام الإضافي من جانب الدولة العظمى الوحيدة في العالم إلى تمهيد الطريق لتعزيز نظام منع اإنتشار النووي.
وتنقل الصحيفة في هذا الجانب عن تشارلز فيرغسون، رئيس إتحاد العلماء الأميركيين، قوله :quot; يمتلك أوباما الآن العديد من الكرات في الهواء من حيث السياسة النووية، وتتفاعل جميع هذه الكرات في ما بينها، وستلقي بظلالها على المؤتمرquot;.
وعلى صعيد متصل، أفادت اليوم صحيفة الغارديان البريطانية، نقلاً عن مسؤولين من بلدان عدّة، بأن القوى الرئيسة في العالم تصيغ الآن مبادرة جديدة لحظر كافة أسلحة الدمار الشامل في الشرق الأوسط. وقالت إن المقترح، الذي يشمل محادثات تمهيدية مع إسرائيل وإيران ومجموعة من الدول العربية، سيكون موضوعًا رئيسًا للنقاش في مؤتمر الاثنين، الذي يهدف إلى منع إنتشار المزيد من الأسلحة النووية حول العالم.
وتشير الصحيفة في السياق ذاته إلى أن واشنطن تقوم بإعداد تلك المبادرة الدبلوماسية بالتشاور مع بريطانيا، وروسيا، وفرنسا، والصين، لكن لم يتضح ما إن كان سيذهب المقترح بعيدًا بما فيه الكفاية بالنسبة إلى مصر، التي تروج منذ فترة طويلة للفكرة بإعتبارها وسيلة لممارسة الضغط على إسرائيل، تلك الدولة الوحيدة التي تمتلك أسلحة نووية في المنطقة. هذا وسيجمع المؤتمر أكثر من 150 دولة، يُنتظر أن تبذل جهودًا على مدار شهر كامل لإصلاح وتحديث معاهدة العام 1968 لحظر الإنتشار النووي.
وتنقل الصحيفة عن ديس براون، وزير الدفاع البريطاني السابق الذي يقود الآن مجموعة متعددة الأحزاب مكونة من ساسة وجنرالات قدامى يضغطون من أجل القضاء على الأسلحة النووية quot;سيكون هذا المؤتمر الأكثر أهمية في حياتنا في ما يتعلق بنزع السلاح وحظر الإنتشار النوويquot;.
في حين أطلق المسؤولون على المؤتمر إسم quot;كوبنهاغن النوويquot;، شأنه شأن مؤتمر المناخ الذي أقيم في كانون الأول/ ديسمبر الماضي، حيث يتطلب مقايضات معقدة بين الدول القوية، والقوى الناشئة، والدول الضعيفة.
بينما قال داريل كيمبال، رئيس جمعية مراقبة الأسلحة في واشنطن quot; لسنا في نقطة تحوّل نووي، لكننا نقترب من نقطة التغييرquot;. هذا ويخشى المسؤولون الغربيون من أن يقوم الرئيس الإيراني، محمود أحمدي نجاد، بإستغلال المناسبة لتقديم القوى النووية للمحاكمة وصرف الإنتباه عن برنامج بلاده المثير للجدل.
التعليقات