فيما المفاوضات مع الفلسطينين معلَّقة أعربت المؤسسة الأمنيَّة الإسرائيليَّة عن تأييدها لبدء مفاوضات مع دمشق.

تل أبيب: نقلت صحيفة quot;معاريفquot; عن مصادر وصفتها بquot;الأمنية العلياquot; دعوتها للحكومة quot;الإسرائيليةquot; بالشروع في مفاوضات فورية مع سوريا . وأشار معد التقرير المقرب من الأجهزة الأمنية quot;بن كسبيتquot; إلى أن رئيس أركان الجيش غابي أشكنازي ورئيس شعبة الاستخبارات العسكرية عاموس يدلين ورئيس الطاقم السياسي - الأمني في وزارة الحرب عاموس غلعاد وجميع القيادة العليا للجيش وحتى رئيس الموساد مائير داغان، الذي كان يعارض أعضاء بشدة الانسحاب من هضبة الجولان، باتوا يعتقدون أن quot;السوريين يستحقون المحاولةquot; لإجراء مفاوضات معهم، في محاولة لإخراج سوريا من quot;محور الشرquot; .

وأضافت الصحيفة أنه بحسب تقديرات الاستخبارات العسكرية، فإن البديل الممكن أمام سوريا هو التوجه نحو التصعيد . ونقلت عن رئيس شعبة الدراسات يوسي بيدتس، أنه تجري في سوريا عمليتان متوازيتان . الأولى إيجابية، حيث اخترقت سوريا الحصار وتجس النبض مع الغرب، وتطور علاقاتها مع تركيا وتحسن علاقاتها مع السعودية . أما الثانية فهي عملية تنطوي على إشكالية نظراً لقلق دمشق ومخاوفها من quot;إسرائيلquot;، وفي الوقت نفسه فهي معنية بالسلام لكن بشروطها، بما تتضمنه من استعادة كامل الجولان السوري .

وكتبت الصحيفة أنه بحسب بيدتس فإن ما سماه quot;المحور الراديكاليquot; هو الوحيد في المنطقة، وأن ما يسمى بـquot;محور الاعتدالquot; غير قائم أو قيد التفكك. ومع خروج الولايات المتحدة من العراق فإن الأخير سينضم إلى المحور الراديكاليquot; .

ورأت أن انتقال سوريا من محور إلى محور من شأنه أن يحدث تغييراً في المنطقة، ويؤدي إلى انتعاش محور الاعتدال وعزل حزب الله واستعادة تركيا. وقالت إن بيدتس كرر الشروط الإسرائيلية للسلام، التي سبق أن رفضتها سوريا مراراً وتكراراً، ومن بينها quot;طرد قيادات المنظمات الفلسطينية، ووقف تسليح حزب الله، وتخفيف العلاقات مع إيرانquot;. وحسب بيدتس فإن عدم التوصل إلى سلام مع سوريا سيدفع الأخيرة إلى المحور الثاني بكل طاقتها، مشيرا إلى أنه يمكن ملاحظة ذلك يومياً من خلال الأجهزة الاستخبارية وصور الأقمار الصناعية والزيارات الرسمية وإرساليات السلاح والتصريحات . ولفت إلى أن الحدود التي تتفاخر quot;إسرائيلquot; بهدوئها ستنفجر ذات يوم من دون أي سابق إنذار .

في المقابل، أشارت الصحيفة إلى أن رئيس ما يسمى quot;المجلس للأمن القوميquot; عوزي أراد، الذي وصفته بأنه الأكثر تأثيراً في رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو ينفرد بمعارضته الشديدة لإجراء مفاوضات مع سوريا . وبينما يؤكد أنه لا يوجد أي سبب للتخلي عن quot;ذخر استراتيجيquot;، يعتبر أنه لا يمكن حسم المسألة مع سوريا عن طريق المفاوضات، وإنما عن طريق إيران. ويضيف أن انتصار إيران على الغرب وتحولها إلى قوة نووية لن يخرج سوريا من هذا المحور

يشار إلى أن سوريا أوقفت محادثات غير مباشرة مع إسرائيل بواسطة تركيا عقب شن العدوان على غزة نهاية 2008، فيما تسربت وقتها أنباء عن تقدم هذه المفاوضات بصورة جدية. يذكر أن نقاشا قديما تشهده أوساط صناعة القرار والمعلقين في إسرائيل حيال الموقف من سوريا، بين من يدعو لإعادة الجولان مقابل اتفاقية سلام كامل يخرجها من محور الممانعة، وبين من يشكك بذلك ويرى أن سوريا غير معنية بسلام مع إسرائيل لاعتبارات مختلفة منها داخلية. ويرى مؤيدو السلام مع سوريا أنه سيخدم موقف إسرائيل في صراعها مع الفلسطينيين ويكسبها نقاطا.