دعا الرئيس العراقي جلال طالباني سفراء عراقيين جدد تم تعيينهم في عدد من الدول العربية والاجنبية الى تمثيل بلدهم في هذه الدول وليس تمثيل طوائفهم او قومياتهم، بينما دعا رئيس المجلس الاعلى الاسلامي عمار الحكيم القادة السياسيين الى تحمل المسؤولية وتقديم تنازلات والجلوس على طاولة واحدة لمعالجة الإشكاليات التي تقف عائقا في طريق تشكيل الحكومة الجديدة.

اشار طالباني خلال اجتماعه اليوم مع السفراء الجديد الذين سيتوجهون لاستلام مهام عملهم الى ضرورة بذل جهود من اجل تقوية علاقات العراق مع الخارج من خلال تنشيط العمل الدبلوماسي وبذل الجهود لنقل الصورة الحقيقية للعراق الجديد والتطورات الايجابية التي شهدتها البلاد في جميع المجالات كما نقل عنه بيان رئاسي تسلمت quot;ايلافquot; نسخة منه.

واكد على اهمية المهام الملقاة على عاتق السفراء قائلا: quot;أنتم سفراء الشعب العراقي والعراق الجديد بكل مكوناته ولستم سفراء طائفة أو قومية أو مذهب أو دين بل سفراء العراقيين جميعاً لذلك نتمنى أن تعبّروا عن هذه الحقيقة في جميع تصرفاتكمquot;. واضاف خلال اللقاء الذي حضره وزير الخارجية هوشيار زيباري ووزير الموارد المائية لطيف رشيد ورئيس ديوان رئاسة الجمهورية نصير العاني quot;ان السفراء يمثلون وجه العراق الجديد الناصع وتمثيلهم لبلدهم بحد ذاته هو شرف كبير لهم كون العراق بلدا مهما وديمقراطيته نموذجية في الشرق الاوسط وهو دولة مستقلة وان العمل مستمر من اجل استكمال الاستقلال الوطني وانسحاب القوات الأجنبية من اراضيهquot;.

وبشأن المهام الملقاة على عاتق سفراء العراق اوضح طالباني quot;ان المهمة الاساسية الاولى هي تنوير المجتمع الذي يعملون وسطه والحكومة التي أصبحوا سفراءً لديها بحقائق الأوضاع في العراق وضرورة تكثيف العمل الجاد لتوطيد علاقات العراق مع محيطه العربي وتعزيز كل انواع التعاون وبيان الحقائق التاريخية عن العراق ودوره الكبير خلال المراحل الزمنية المتعاقبة في مساندة القضايا العربية وحركات التحرر العربيةquot;. وشدد الرئيس العراقي على ان يكون عمل السفير متنوعا ويبني علاقات واسعة لتعود بالفائدة على العراق في مختلف نواحي الحياة مبينا السبل الكفيلة لتطوير علاقات العراق مع الخارج.

وكانت الحكومة العراقية اعلنت مؤخرا عن تعيين حوالى 50 سفيرا جديدا في دول عربية واجنبية رشحتهم القوى المنخرطة في العملية السياسية في البلاد حاليا.

الحكيم يدعو القادة السياسيين لتنازلات
وعلى صعيد آخر دعا رئيس المجلس الاعلى الاسلامي العراقي عمار الحكيم القادة السياسيين الى تحمل المسؤولية وتقديم تنازلات والجلوس على طاولة واحدة من اجل معالجة الإشكاليات التي تقف عائقا في طريق تشكيل الحكومة والبرلمان مذكراً بأن الشعب العراقي أهل لتقديم بعض التنازلات لمشاركته الواسعة في الانتخابات من اجل تثبيت دعائم العملية الديمقراطية السياسية في البلاد.

وقال ان التحالف الرصين بين الائتلاف الوطني العراقي وائتلاف دولة القانون جاء للتعبير عن إرادة وطنية حقيقية ويحمل العديد من الرسائل الى الآخرين اولها ان هناك أرادة شعبية ووطنية تتمثل في الروابط العميقة بين الائتلافين والتي عبرعنها من خلال هذا التحالف مع الحرص على الإرادة الشعبية الأخرى التي صوتت لبعض القوائم الاخرى، مؤكدا عدم التنازل عن مبدأ الشراكة الحقيقية والتمثيل العادل لكل القوائم الفائزة كلاً حسب حجمه وثقله الجماهيري.

واضاف في كلمة له خلال الملتقى الثقافي الاسبوعي للمجلس quot;اننا لا يمكن ان ندخل في حكومة يغيّب عنها اي مكون من مكونات الساحة السياسيةquot;. مشدداً على ان التعاون والتواصل بين القوى السياسية وعدم تغييب اي طرف منها سيؤدي الى حكومة شراكة وطنية قادرة على بسط الامن والاستقرار في البلاد معتبرا ان تشكيل الحكومة امر سيادي وشان عراقي.

واضاف الحكيم ان أية تحالفات او خطوات عملية لتشكيل الحكومة يجب ان تتم على الارض العراقية وبقرار عراقي وبأيادٍ عراقية وعلى ضوء المصلحة الوطنية العراقية quot;وهذه القضية لا يمكن المساومة عليها او النقاش فيها ولكننا في الوقت نفسه رحبنا ولا زلنا نرحب في التواصل مع الاخرين على المستوى الداخلي والاقليمي والدولي لأن العراق جزء من المنظومة الاقليمية والدولية وعلى هذه الخلفية فأننا نرحب بالزيارات التي يقوم بها القادة العراقيين من اجل التشاور والتحاور لتحقيق الاستقرار في العراق والمنطقةquot;.

واكد الحكيم قائلاquot; أننا نحترم الخيارات الدستورية سواء أفضت الى مصلحتنا او مصالح شركائنا في هذا الوطن مادمنا مؤمنين بالديمقراطية وملتزمين بالدستور وان اي تحالفات تخضع للدستور سوف تحظى بتأييدنا لأن المهم ان تنطلق التجربة وان يبنى البلد في ظل نظام يضمن مصالح الجميعquot;.

وحول التفجيرات الاخيرة التي ضربت مدنا عراقية عدة قال الحكيم quot; يجب ان نعترف بأن هناك خللاً في الملف الامني ولابد لنا ان نقف عنده لنتعرف على الأسباب والخلفيات ونبحث عن المعالجات للخلاص من المجازر اليومية التي يتعرض لها الشعب العراقيquot;. واضاف quot;ان مثل هذه المجازر تحمّل القيادات الأمنية المسؤولية المضاعفة في الدفاع عن البلد وتشخيص المقصرين ومحاسبتهمquot;.

وشدد الحكيم على ضرورة بناء شراكة استراتيجية في الملف الامني بمشاركة دول الجوار والدول الاقليمية من خلال تبادل المعلومات والخبرات والجهد الذي يبذل على المستوى الاقليمي محملا القوى السياسية جانبا من مسؤولية ضعف الملف الامني من خلال توتر المشهد السياسي والذي انعكس بدوره تخلخلا للوضع الامني.