عبّرت أوساط عربية مختلفة عن استهجانها لاعتقال السلطات الإسرائيلية اثنين من قادة النشاط السياسي والأهلي بين العرب في إسرائيل، وهما د. عمر سعيد القيادي في حزب التجمع الوطني، وأمير مخول رئيس اتحاد الجمعيات الأهلية في إسرائيل ورئيس لجنة الحريات، بحجة الاشتباه في إتصالهما بعميل أجنبي والتخابر مع حزب الله.

بعد أن رفعت الرقابة العسكرية في إسرائيل، جزئيا ، مطلع الأسبوع، حظر النشر على قيام سلطات الأمن الإسرائيلية باعتقال اثنين من قادة النشاط السياسي والأهلي بين العرب في إسرائيل، وهما د. عمر سعيد القيادي في حزب التجمع الوطني، وأمير مخول رئيس اتحاد الجمعيات الأهلية في إسرائيل ورئيس لجنة الحريات بحجة الاشتباه في قيامها بالاتصال بعميل أجنبي والتخابر مع حزب الله، أكدت لجنة المتابعة العليا للعرب في إسرائيل، أن اعتقال مخول وسعيد يُمَثِّل تصعيدًا خطرًا في حملة الملاحقات السياسية التي تقوم بها المؤسسة الإسرائيلية، quot;بشكل منهجيquot;، ضد العديد من قيادات الجماهير العربية، وان هذه الحملة وما يرافقها من quot;تهويل وتحريض إنما تستهدف ترهيب هذه الجماهير وقياداتها والمسؤولين فيها، لثنيها عن مواصلة وتطوير مسيرة بقائها وحقوقها وتطورها في وطنهاquot;.

زيدان: إسرائيل تحاول خنق العرب في إسرائيل وكم أفواههم

وأكد رئيس لجنة المتابعة العليا لشؤون العرب في إسرائيل في حديث خاص لإيلاف أن اعتقال كل من د. عمر سعيد وأمير مخول يندرج في سياق سياسة الحكومة الإسرائيلية الرامية إلى كم أفواه السياسيين والمثقفين العرب في إسرائيل تحت ذرائع أمنية شتىـ مع العلم أن الحقيقية هي سعي إسرائيل من وراء هذه الاعتقالات إلى الضغط على الأحزاب العربية وعلى المواطنين العرب في إسرائيل للتراجع عن مواقفهم المناهضة للاحتلال وسياساته والمناهضة للممارسات العنصرية والتمييزية للدولة ضد العرب في إسرائيل.

عصام مخول: إسرائيل تسير على خطى الفاشية
أما عضو الكنيست السابق عصام مخول، شقيق أمير مخول، فاعتبر أن هذا الاعتقال يؤكد أن المؤسسة الإسرائيلية في وضع مأزوم، وهي تحاول تصدير أزمتها بشكل منهجي ضد الجماهير والقيادات العربية في إسرائيل، وضد القيادات التي تخوض نضالها من أجل الحريات والديمقراطية في البلاد. نحن أمام ملامح التدهور الفاشي في إسرائيل وأعتقد أن إسرائيل قطعت شوطا طويلا في هذا المضمار ولذلك فهي تعمل على تعطيل الحقوق الديمقراطية في البلاد كما نرى في محاولة اعتقال أمير ومحاولة اعتقال د. عمر سعيد، ومنعهما من لقاء محامي واللجوء إلى أنظمة طوارئ كان بيغن نفسه وصفها بأنها أنظمة فاشية .

وقال مخول : quot;نحن إزاء عملية مفضوحة لتلفيق تهم تدور في مخيلة الشاباك وهي تفتح الثغرات أمام تحريض فاشي ضد أمير واتهامه بالتجسس والتخابر مع جهات معادية في محاولة لنزع الشرعية عنه كقيادي هام في صفوف الجماهير العربية في إسرائيل ولجنة المتابعة العليا وفي المحافل الدولية والأوروبية حيث ينشط أمير في نشاط متواصل مع منظمات المجتمع المدني في أوروبا. والمهم هنا هو محاولات إسرائيل لخلق تهمة جماعية ضد العرب في إسرائيل لنزع الشرعية عنهم وتحويل كل نشاط سياسي حقيقي يقومون به على جريمة ومخالفة أمنية ومن ثم التعامل معه بأدوات أمنيةquot;.

وأكد مخول قناعته بأنه سيتبين في نهاية المطاف أن كل هذه الاتهامات لا أساس لها من الصحة.
ومع أن الرقابة العسكرية في إسرائيل تواصل فرض تعتيم على ملفات د. عمر سعيد وأمير مخول، إلا أنها تسمح بنشر أن الشبهات التي تدور حول الاثنين تتعلق بالاتصال بعميل أجنبي. ورفضت المحاكم الإسرائيلية الأربعاء الإفراج عن الاثنين ومددت اعتقال كل من عمر سعيد وأمير مخول لخمسة أيام، وينتظر أن تنظر المحكمة يومي الأحد والاثنين بطلب محمي الدفاع بالإفراج عن مخول وسعيد.

الإعلامي عبد الحكيم مفيد: ملاحقة سياسية وأمنية مستمرة

من جهته، اعتبر الإعلامي وعضو لجنة الحريات أن اعتقال مخول وسعيد يأتي في سياق حملة الملاحقة المتواصلة التي تشنها إسرائيل ضد أحزاب وقيادات عربية في إسرائيل ، وسط عملية تحريض غير مسبوقة ضد هذه القيادات وهؤلاء النشطاء . ويمكن القول إننا هنا مطاردون من قبل السلطات وأن علينا إثبات الولاء وأن نقف ضد قياداتنا السياسية التي تطلق تصريحات تريد لنا السلطات الإسرائيلية أن نعتقد أنها لا تخدم المواطنين العرب وأن علينا التنكر لها. لكن الموقف العام في أوساط جماهيرنا يؤكد التفافه حول هذه القيادات وحول المواقف الوطنية الأساسية لها.

ويرى مفيد أن المستقبل يحمل أياما سوداء للجماهير العربية في إسرائيل إذا لم يتم وقف هذه الحالة التي تعصف بإسرائيل. فالمجتمع الإسرائيلي يمر بأزمات قاتلة وأخشى أننا سنكون ضحية لهذه الأزمات الاقتصادية والسياسية والدينية وفي مقدمتها أزمة الاستقطاب العرقي بين المجموعات الإثنية المختلفة في المجتمع الإسرائيلي.

جمال زحالقة: استمرار للمؤامرة على التجمع وحشر العرب في غيتو سياسي

أما عضو الكنيست جمال زحالقة ، من التجمع الوطني فأشار إلى أن اعتقال د. عمر سعيد وأمير مخول يؤكد استمرار استهداف السلطة الإسرائيلية لحزب التجمع الوطني الديمقراطي وملاحقة نشطاء الحزب وأعضائه. وأضاف زحالقة : إن هذه القضية هي قضية سياسية، والسلطات الإسرائيلية تعمل على تحويلها إلى قضية أمنية عملا بسياسة إسرائيل لإعطاء بعد أمني للعمل السياسي الوطني والتواصل مع الأمة العربية.

وأضاف أنه بكل ما يتعلق بالعرب فإن إسرائيل تنظر إليه بمنظار أمني، منوها إلى أن هذه القضية هي ملاحقة سياسية تأتي في إطار ملاحقة القوى الوطنية. لقد تعرض التجمع في الماضي، ولا يزال، إلى الملاحقات السياسية وفشلت جميعها من النيل منه.. ومهما لاحقوا فلن ينالوا من الحركة الوطنية. لدينا تجربة في مثل هذه الأمور، وسنتصدى للمحاولة الجديدة، وسنفشلها كما أفشلنا غيرها. الامتحان الحقيقي هو كيف يؤثر ذلك على الحركة الوطنية، ودائما كنا نخرج من تحديات الملاحقة ونحن أصلب وأكثر تمسكنًا بمواقفنا ومبادئناquot;