اكد مساعد وزيرة الخارجية الاميركية جيفري فيلتمان ان الولايات المتحدة تدعم تشكيل حكومة عراقية قوية تضم جميع الاطراف من اجل تحقيق الامن والاستقرار مشيرا الى ان بلاده لا تتدخل في المباحثات الجارية لتشكيلها وان القرار بهذا الصدد يجب ان يكون عراقيا.

لندن: جاء ذلك خلال اجتماع عقده فيلتمان في بغداد اليوم مع نائب رئيس الوزراء العراقي نوري شاويس حيث تم بحث العلاقات بين العراق والولايات المتحدة وسبل تعزيزها وتطويرها . وقال فيلتمان ان الولايات المتحدة تتطلع الى اقامة علاقة شراكة حقيقة واستراتيجية مع العراق خصوصا في مجالي الاقتصاد والطاقة . وشدد على وقوف بلاده الكامل الى جانب العراق ودعمه في مسيرة التحولات الديمقراطية مشيرا الى ان الولايات المتحدة تدعم تشكيل حكومة عراقية تضم جميع الاطراف .

واضاف ان بلاده لا تتدخل في المباحثات الجارية لتشكيلها وان القرار يجب ان يكون عراقيا لتشكيل حكومة عراقية قوية قادرة على تحقيق الامن والاستقرار والتقدم لشعب العراق كما نقل عنه بيان صحافي رسمي عراقي تسلمت quot;ايلافquot; نسخة منه .

ومن جانبه اكد شاويس بصفته رئيس الجانب العراقي في مباحثات تطوير العلاقات بين البلدين ضمن اطار الاتفاقية الاستراتيجية الموقعة بينهما اواخر عام 2008 ان تطورا كبيرا ومهمًا قد حصل في هذا المجال وان الجانبين ماضيان في ايجاد صيغة شراكة حقيقية تعود بالنفع على شعبي البلدين. وعرض موجزا لإجراءات الحكومة العراقية حول آليات ضمان اموال العراق بعد انتهاء ولاية صندوق النقد الدولي مشددا على ان اللجنة الوزارية المشكلة بهذا الخصوص مستمرة بأعمالها من اجل انهاء جميع الملفات العالقة حول موضوع عقود النفط مقابل الغذاء مشيرا الى انه تمت دراسة كل قضية بجدية .

وعلى الصعيد نفسه بحث نائب رئيس الوزراء رافع العيساوي مع فيلتمان والوفد المرافق له quot;الحراكات السياسية للكتل البرلمانية الفائزة لتشكيل الحكومة العراقية المرتقبة اضافة الى الجهود الرامية الى اخراج العراق من احكام وتبعات وعقوبات الفصل السابعquot; لميثاق الامم المتحدة .. وأكد فيلتمان دعم وحرص الإدارة على ضرورة تشكيل حكومة شراكة وطنية عراقية ممثلة وفاعلة لتعزيز التجربة الديمقراطية وإرساء ركائز الأمن والاستقرار والشروع بتنفيذ مشاريع الخدمات والتنمية.

وكان المسؤول الاميركي قد اجرى خلال الايام الثلاثة الماضية مباحثات مع رئيس الوزراء نوري المالكي ونائب رئيس الجمهورية عادل عبد المهدي حول التطورات السياسية على الساحة العراقية وعلاقات البلدين في مختلف المجالات . وخلال لقائه مع عبد المهدي بحضور السفير الاميركي لدى العراق كريستوفر هيل بحث فيلتمان العلاقات بين البلدين والسبل الكفيلة لتطويرها في المجالات السياسية والاقتصادية والثقافية .

واعرب عن استمرار دعم بلاده للجهود التي يبذلها العراق من اجل دحر الارهاب وتحقيق الاستقرار السياسي والامني خصوصا بعد ان تم الانتهاء من عمليات العد والفرز تمهيدا للمصادقة النهائية على نتائج الانتخابات والبدء بخطوات تشكيل الحكومة القادمة. ومن جانبه اكد المسؤول العراقي من جهته اهمية التوصل الى اتفاق مشترك بين الكتل السياسية والاسراع بتشكيل حكومة الشراكة الوطنية التي تضم جميع الاطراف من دون تهميش او إقصاء لأحد.

وتأتي مباحثات المسؤول الاميركي في بغداد متزامنة مع دعوة وجهها الرئيس العراقي جلال طالباني الى قادة الكتل السياسية الفائزة في الانتخابات التشريعية الاخيرة لاجتماع يعقد غدا الخميس من اجل خلق أرضية ملائمة للحوار بين هذه الكتل للاتفاق على رؤى مشتركة وإيجاد آلية مناسبة حول تركيبة وطبيعة الحكومة المقبلة .

ومن المقرر أن يجمع الرئيس طالباني غدا قادة الكتل الفائزة ومجموعة من أعضاء هذه الكتل والقوى في قصر السلام في بغداد على مأدبة غداء quot;في خطوة تسعى إلى جمع قادة وأعضاء القوى السياسية بهدف خلق أرضية ملائمة للحوار وتبادل الآراء في جو يسوده التفاهم والحوار الجدي بين الكتل الفائزة للاتفاق على رؤى مشتركة وإيجاد آلية مناسبة حول تركيبة وطبيعة الحكومة المقبلةquot; :هذا ما قاله بيان رئاسي عراقي تسلمت quot;ايلافquot; نسخة منه .

واشارت الرئاسة الى ان مبادرة طالباني هذه تأتي quot;بعد اللقاءات المطولة التي أجراها مع جميع قادة الكتل وقناعته بأن الوقت يدرك الجميع لذلك يرى أن مثل هذا الاجتماع خاصة في هذه المرحلة ضروري وكذلك فإن الظروف مواتية لعقد هذا الاجتماع الذي سيكون بداية خير للعراقيين جميعا بكل أطيافهم و مكوناتهمquot;.

وفي وقت سابق امس دعت بعثة الامم المتحدة في العراق quot;يوناميquot; القوى العراقية الى مباحثات فورية للاسراع بتشكيل الحكومة الجديدة وطالبت المحكمة الاتحادية بالتعجيل في المصادقة على نتائج اعادة عد وفرز الاصوات في بغداد . وطالب الممثل الخاص للأمين العام للأمم المتحدة آد ميلكرت القوى العراقية بالانخراط فوراً ودون أي تأخير في اتصالات جدية بحيث تعطى الأولوية المباشرة لتشكيل الحكومة الجديدة. واكد ضرورة قيام المحكمة الاتحادية العليا بالمصادقة على نتائج إعادة العد بعد البت في جميع الشكاوى والطعون.

واشاد ميلكرت في بيان صحافي تسلمت quot;ايلافquot; نسخة منه بعملية اعادة فرز وعد اصوات الناخبين في العاصمة بغداد واعلان نتائجها امس وقال انها جرت بأسلوب صحيح . واضاف أن عملية إعادة العد والفرز تمثل الحق القانوني للتعامل مع الشكاوى وبالتالي تأكيد شرعية الانتخابات. واشار الى ان مفوضية الانتخابات العراقية عملت بجد من اجل ضمان نزاهة العملية الانتخابية من خلال اعادة العد quot;بأسلوب منظم ومهني وشفافquot; .

واذا ما وافقت المحكمة على النتائج بداية الاسبوع المقبل فإنه يتعين ان يدعو الرئيس جلال طالباني مجلس النواب الجديد الى الانعقاد خلال 15 يوما من موعد التصديق على النتائج حيث سيرأس أكبر أعضاء المجلس سنا الجلسة الاولى وعلى النواب اختيار رئيس المجلس ونائبيه خلال 15 يوما .. كما يجب على المجلس اختيار رئيس جديد للبلاد خلال 30 يوما من عقد جلسته الاولى.

وبعد اختيار الرئيس فإن عليه ان يقوم خلال 15 يوما بتكليف اكبر كتلة في مجلس النواب بتشكيل حكومة واختيار رئيس للوزراء المطلوب منه تشكيل ائتلاف حكومي نظرا لعدم حصول اي كتلة على العدد المطلوب من المقاعد البرلمانية التي تؤهله للحصول على موافقة مجلس النواب حيث يتطلب الامر عددا من الاعضاء يبلغ ثلثي عدد مقاعد المجلس البالغة 325 مقعدا ..

وبعدها يتوجب على رئيس الحكومة المكلف ان يرشح اعضاء مجلس الوزراء خلال 30 يوما. واذا فشل رئيس الوزراء المكلف في تشكيل حكومة في الوقت المقرر ينبغي على الرئيس ان يكلف شخصا اخر خلال 15 يوما بتشكيل الحكومة لعرض تشكيلتها على مجلس النواب مجددا .

وفي هذا الاطار يتجه الرئيس طالباني حاليا إلى توجيه دعوة الى قادة الكتل السياسية لعقد جلسة مفتوحة لبحث تشكيل الحكومة . واكدت مفوضية الانتخابات الاحد الماضي ان نتائج اعادة عد وفرز الاصوات في محافظة بغداد جاءت متطابقة مع المعلنة سابقًا، ولم تحدث تغييرًا في عدد المقاعد البرلمانية التي حصلت عليها الكتل السياسية حيث ظلت الكتلة العراقية بزعامة رئيس الوزراء السابق اياد علاوي متصدرة النتائج . واشارت الى انه بعد الانتهاء من إعادة فرز وعد الاصوات في 11298 محطة انتخابية في بغداد اضافة الى 96 رزمة لناخبي الخارج والتصويت الخاص للقوات الامنية ومنتسبي وزارة الصحة ونزلاء السجون والتي بلغ عدد الاصوات فيها جميعها مليونين ونصف المليون ورقة اقتراع فقد تأكد عدم وجود اي اختلاف عن النتائج المعلنة سابقا في الرابع والعشرين من اذار (مارس) الماضي .

وأظهرت نتائج الانتخابات التشريعية الاخيرة فوز الكتلة العراقية بزعامة علاوي بالمركز الأول بحصولها على 91 مقعدًا يليها ائتلاف دولة القانون بزعامة المالكي وحصل على 89 ثم الائتلاف الوطني العراقي بزعامة عمار الحكيم في المركز الثالث بحصوله على 70 مقعدًا وحل التحالف الكردستاني رابعاً بنيله 43 مقعدًا من مجموع مقاعد مجلس النواب العراقي الجديد البالغة 325 مقعدًا.