يتوجه الحريري الى واشنطن في زيارة رسميَّة وسط تحذيرات من نزاع عسكري جديد على الحدود .

بيروت: يتوجه رئيس الحكومة اللبناني سعد الحريري الاحد الى واشنطن في زيارة رسمية يلتقي خلالها الرئيس الاميركي باراك اوباما هي الاولى منذ تسلمه مهامه في كانون الاول/ديسمبر، وتأتي وسط تحذيرات من نزاع عسكري جديد على الحدود اللبنانية الاسرائيلية.

ويقول محللون ان الحريري سيسعى خلال زيارته التي تستغرق خمسة ايام الى الحصول على ضمانات من الادارة الاميركية بانها ستستخدم نفوذها لدى اسرائيل لتهدئة التوتر القائم على خلفية تقارير اسرائيلية عن تعزيز ترسانة سلاح حزب الله.

وقال مدير المركز اللبناني للدراسات السياسية اسامة صفا لوكالة فرانس برس ان رئيس الحكومة quot;سيسعى الى الحصول على ضمانات من واشنطن ضد اي مغامرة اسرائيلية جديدة في لبنانquot;. واضاف انه quot;يود التأكد من ان الضوء الاحمر المفروض اميركيا على اي عمل عسكري اسرائيلي مستمر، وسيطالب بضمانات امنيةquot;.

واتهمت اسرائيل خلال الاشهر الماضية مرارا سوريا بنقل صواريخ من طراز quot;سكودquot; الى حزب الله. كما تحدثت تقارير اسرائيلية عدة عن سيناريوهات حرب وعن تنامي خطر الحزب الشيعي. ومنذ تشكيل حكومة الوحدة الوطنية برئاسة الحريري التي تضم بين اعضائها وزيرين لحزب الله، تحمل الحكومة الاسرائيلية الحكومة اللبنانية مجتمعة مسؤولية اي نزاع قد يقع على حدودها.

وقد سارع الحريري خلال الاسابيع الماضية الى نفي مقولة السكود، متخوفا من ضربة عسكرية اسرائيلية جديدة وذلك بعد مرور اربع سنوات على النزاع بين حزب الله والجيش الاسرائيلي في صيف 2006. وكانت التقارير الاسرائيلية والردود عليها والتوتر الذي اثارته في المنطقة محور حركة دبلوماسية مكثفة عربية وغربية من لبنان وفي اتجاهه خلال الفترة الاخيرة.

ويقول المحلل السياسي في صحيفة quot;النهارquot; اللبنانية نبيل بو منصف ان quot;التوافد الدولي الى لبنان والحركة التي يقوم بها الحريري تصب كلها في مكان واحد هو حماية لبنان من اي مغامرة اسرائيلية، لان هناك خوفا كبيرا من ان تكون اسرائيل تنتظر توقيتا ما للضربةquot;.

واضاف ان الحريري quot;سيقول للاميركيين ان مثل هذه الضربة ستخرب السلام في الشرق الاوسط وتقوي التطرف، ولا مصلحة لاحد فيهاquot;. وسيلتقي الحريري اوباما الاثنين المقبل. كما سيجري محادثات مع عدد من المسؤولين الاميركيين ومدير صندوق النقد الدولي دومينيك ستراوس كان. وسيلقي الحريري كلمة الاربعاء امام مجلس الامن الدولي الذي يتراسه لبنان لهذا الشهر.

وتأتي زيارته الى الولايات المتحدة بعد زيارة قام بها الثلاثاء الى سوريا قالت اوساطه انها تندرج في اطار جولة تتناول التطورات الاقليمية، بينما يؤكد محللون انها ضرورية كي لا تدرج زيارة واشنطن في اطار الاصطفاف ضمن المحور الاميركي.

واشار بو منصف الى ان الحريري quot;يذهب الى الولايات المتحدة بعد التحول في العلاقات اللبنانية السورية برعاية السعوديةquot;. واضاف ان رئيس الحكومة quot;يحاول اقامة توازن بين التحول الحاصل مع سوريا وعدم التخلي عن الولايات المتحدة. فالولايات المتحدة وحدها قادرة على رد اسرائيل. بينما لسوريا دور في الحفاظ على الاستقرار الداخليquot;.

وتابع quot;انه يحاول ان يكون متوازنا من دون اغضاب السوريين ومن دون ان يخسر الاميركيينquot;. ووصف تحرك الحريري بانه يندرج في اطار quot;الدبلوماسية الوقائيةquot;.

وانسحب الجيش السوري من لبنان في نيسان/ابريل 2005 بعد حوالى ثلاثين سنة من التواجد مارست خلالها دمشق نفوذا واسعا على الحياة السياسية اللبنانية. واتهم الحريري دمشق بالوقوف وراء اغتيال والده في شباط/فبراير 2005، ما تسبب بتوتر العلاقات بين فريقه السياسي ودمشق لسنوات.

الا ان الخطاب السياسي بين الجانبين هدأ لا سيما بعد الزيارة الاولى التي قام بها الحريري الى العاصمة السورية في كانون الاول/ديسمبر 2009. وقال بو منصف انه ليس quot;متاكدا من ان الولايات المتحدة ستكون منفتحة بالكامل على طروحاتquot; الحريري، مشيرا الى quot;المناهضة القوية الموجودة في الكونغرس لسياسة الانفتاح والتطبيع الكامل مع سورياquot;.

وكانت واشنطن سحبت سفيرها من دمشق بعد اغتيال رفيق الحريري. وعين اوباما في 16 شباط/فبراير الماضي روبرت فورد سفيرا جديدا، الا ان الكونغرس لم يوافق على تسميته بعد. وقال صفا quot;لا اعتقد ان واشنطن في موقع اعطاء الحريري اي ضمانات، لكنها بالتاكيد ستتقدم ببعض الطلباتquot; ومنها ضبط حركة تهريب الاسلحة الى حزب الله عبر الحدود.