تخاطر تركيا من خلال تنفيرها اسرائيل واغضابها الولايات المتحدة بفقدان دورها كوسيط سلام في المنطقة خصوصا لدى جيرانها المسلمين.

اسطنبول: نفت تركيا معلومة تسربت من الولايات المتحدة اشارت الى ان انقره خضعت لطلب وزيرة الخارجية الاميركية هيلاري كلينتون بعدم الاهتمام بمشكلة البرنامج النووي لايران التي يتهمها الغربيون بالسعي لحيازة سلاح نووي.

وقال وزير الخارجية التركي احمد داود اوغلو الثلاثاء في اسطنبول quot;لا يمكن ان تكون هناك عملية مفاوضات مع ايران من دونناquot;.

وكان يرد على صحافية ارادت معرفة اذا كان صحيحا ان كلينتون طلبت منه في اتصال هاتفي الاثنين، ان تتوقف بلاده عن التدخل في الملف الايراني. وان كان قبل بذلك.

واوضح الوزير التركي quot;اثناء مباحثاتنا الاثنين وجدنا اننا على اتفاق تام في مجمل القضايا بما فيها ايرانquot;.

واضاف quot;ان نكون طرفا في عملية المفاوضات او لا نكون ليس مسألة تقنية بالنسبة لتركيا. ايران جارتنا وهذا البلد يوجد في منطقتنا ونحن اصلا طرف في العمليةquot;، مشيرا الى ان المقترح التركي والبرازيلي لحل هذه الازمة لا يزال quot;معروضا على الطاولةquot;.

ووقعت تركيا والبرازيل في ايار/مايو مع ايران اتفاقا ينص على نقل اليورانيوم الايراني الى تركيا وتلقي وقود مخصب للاستخدام المدني بعد ذلك ب12 شهرا.

وتجاهل الغربيون وفي طليعتهم الولايات المتحدة، هذا المقترح في حين واصلت ايران انشطة التخصيب. وفي 9 حزيران/يونيو صوت مجلس الامن الدولي على حزمة عقوبات جديدة بحق ايران.

وبدا واضحا ان معارضة تركيا العضو غير الدائم العضوية في مجلس الامن القرار، اثارت غضب واشنطن التي لم تفهم رفض هذا البلد الحليف والعضو في الحلف الاطلسي والمرشح لعضوية الاتحاد الاوروبي، العقوبات ضد ايران.

وابدت الولايات المتحدة منذ ذلك التاريخ قلقها من تغير اتجاه الدبلوماسية التركية التي بدأت تبتعد شيئا فشيئا عن الغرب.

وعزز هذا الشعور تدهور العلاقات بين تركيا واسرائيل الحليفين التقليديين وهي علاقات متأزمة اصلا منذ كانون الثانيِ/يناير 2009 بسبب التنديد الشديد لتركيا بالهجوم الاسرائيلي الدامي على قطاع غزة. وبلغ تدهور العلاقات بين البلدين ذروته في نهاية ايار/مايو.

ففي 31 ايار/مايو هاجمت القوات الاسرائيلية اسطول الحرية الذي كان ينقل مساعدات انسانية لقطاع غزة، ما خلف تسعة قتلى اتراك. واستدعت تركيا اثر ذلك سفيرها في اسرائيل واكدت ان العلاقات مع تل ابيب quot;لن تعود ابدا كما كانتquot;.

ودفع هذا الوضع الرئيس السوري بشار الاسد الى القول ان تركيا ستخسر دورها في مفاوضات السلام في الشرق الاوسط.

وقال الرئيس السوري خلال زيارة رسمية لاسبانيا الاسبوع الماضي quot;اذا لم تتم معالجة العلاقة بين تركيا واسرائيل، فسيكون صعبا جدا بالنسبة الى تركيا ان تؤدي دورا في المفاوضاتquot; لاحياء عملية السلام في الشرق الاوسط.

وقال سميح ايديز كاتب افتتاحيات صحيفة حريات ديلي نيوز quot;ان سوريا بدأت التوجه الى آخرين في سبيل السلام مع اسرائيلquot; اي نحو وسطاء كالولايات المتحدة وفرنسا.

وفي 2008 قامت تركيا بدور الوسيط بين سوريا واسرائيل في عملية انتهت مع رد الفعل التركي على الهجوم الاسرائيلي على قطاع غزة شتاء 2008. وقال احمد انسيل من جامعة غلطة سراي باسطنبول quot;ان تركيا تخسر دورها كوسيط ازاء سورياquot;.

واضاف quot;انه البعد السلبي لدبلوماسية تريد ان تكون مستقلة. اما البعد الايجابي فهو ان تركيا تمكنت في السنوات الاخيرة من التصالح، بما في ذلك في المستوى الاقتصادي، مع سوريا وبلدان مجاورة اخرىquot;.