تبنّت حركة المقاومة الشعبية في إيران (جندالله) الهجوم الانتحاري الذي هزّ مسجد زهدان وقتل أكثر من عشرين شخصًا وأصيب مئة اخرون. وأكدت الحركة أن الهجوم جاء إنتقامًا لإعدام زعيمها عبد الملك ريغي.
أسامة مهدي ووكالات: اعلنت حركة المقاومة الشعبية في إيران (جندالله) ليلة الخميس مسؤوليتها عن هجوم انتحاري استهدف مسجدًا في مدينة زهدان في جنوب شرق ايران، قالت انه كان يشهد تجمعًا للحرس الثوري الايراني مما ادى الى مقتل العشرات منهم، واشارت الى ان التفجير يأتي انتقامًا لإعدام طهران لزعيمها عبد الملك ريغي.
وقالت الحركة في بيان عاجل تلقت quot;إيلافquot; نسخة منه ووجهته الى quot;عموم الشعب بلوشستان والإيرانيquot; ان اثنين quot;من أبناء الإيمان والحماسة و الإيثار قاموا بعملية بطولية قل نظيرها في قلب تجمع لقوات الحرس في حسينية زاهدان مركز إقليم بلوشستان أثناء اجتماع لهم بمناسبة يوم الحرس مما أدى الى مقتل أكثر من مئة عنصر من الحرس وجنود حزب الشيطانquot; .
واضافت quot;ان الشابين اللذين قاما بتنفيذ هذه العملية البطولية التي أودت بعناصر حزب الشيطان الى الدرك الأسفل هما quot;عزيز محمد ريغي ومجاهد عبد الباسط ريغيquot; فكانت المرحلة الأولى من هذه العملية البطولية نفذها الشهيد مجاهد عبد الصمد ريغي الذي تمكن من النفوذ الى الاجتماع ومن ثم تفجير نفسه وسط تجمع للحرس مما أدى الى مقتل وإصابة العشرات منهم وبعد ان قامت قوات من العناصر الأمنية وعناصر من الاطلاعات quot;(الاستخبارات) بمحاصرة موقع الانفجار تقدم الشهيد محمد ريغي وفجر نفسه وسط تلك القوات مما أدى الى مقتل عشرات آخرين منهاquot;. ومنفذا التفجير من عشيرة قائد حركة جند الله عبد الملك ريغي الذي نفذت فيه سلطات طهران الاعدام أخيرًا .
واضافت ان quot;هذه العمليات تأتي ردًّا على الجنايات المستمرة للنظام الايراني في بلوشستان والذي كان يعتقد ان باستشهاد الزعيم الأميرعبدالمالك ريغي سوف يتمكن من القضاء على كفاح شعبنا ولكن هؤلاء الشبان ومن خلال التضحية بأنفسهم تمكنوا من مواجهة قوات هذا النظام و تمريغ أنوفهم بالوحل وقد اثبتوا ان طريق الكفاح والجهاد لا ينتهي إلا بهزيمة وفضيحة المعتدين والجناةquot; .
وقالت في الختام quot;ان أبناء الإيمان قد عاهدوا الله أنهم سوف يواصلون طريق الجهاد والكفاح حتى آخر قطرة من دماءهمlsquo; وأنهم سوف يضيقون الخناق على الجناة والمعتدين حتى يتركوا ارض بلوشستان ويتمكن الشعب البلوشي المسلم من تقرير مصيره ويحكم نفسه بنفسه. فإما حياة بعزة و إما موت بشرفquot; .
وفي وقت سابق اليوم نقلت وكالة فارس للانباء عن نائب وزير الداخلية الايراني قوله ان العديد من القتلى والجرحى سقطوا الخميس جراء هجوم انتحاري استهدف مسجدًا في مدينة زهدان بجنوب شرق ايران.
وقال الجنرال علي رضا جاهد قائد قوات الحرس الثوري في الإقليم إن قوات الحرس الثوري حضرت الى مكان الحادث وتجري التحقيقات بهذا الخصوص وقال إنه سيقدم تفاصيل أكثر حول الانفجارين لاحقًا. وقال فريبرز راشدي مسؤول اجهزة الاسعاف في ولاية سيستان بلوشستان كما نقلت عنه الوكالة الايرانية ان quot;الانفجارين امام مسجد الجماعة في زهدان اسفرا عن اكثر من مئة جريح واكثر من عشرين شهيدًاquot;.
وقالت وكالة انباء الجمهورية الاسلامية الايرانية quot;وقع انفجاران شديدان في مدينة زهدان في اقليم سيستان وبلوخستان.quot; ونقلت الوكالة عن النائب حسينالي شهرياري قوله quot;قتل ما لا يقل عن اربعة اشخاص في الانفجار الاول. ونتوقع مزيدا من الخسائر في الارواح.quot;
ونقلت الوكالة شبه الرسمية في وقت سابق عن نائب وزير الداخلية لشؤون الامن قوله ان الانفجارين كانا نتيجة هجوم انتحاري. وقال المسؤول علي عبد الله ان الانفجارين وقعا امام الجامع الكبير في زهدان. واضاف المسؤول الايراني quot;قبل ساعات وقعت عملية تفجير انتحارية امام مسجد الجماعة ما ادى الى سقوط العديد من الشهداء والجرحىquot;.
وتابع quot;ليس لدينا بعد العدد الدقيق للاصابات نتيجة هذه العملية الانتحارية، الا ان من المؤكد ان شهداء عديدين سقطوا اضافة الى العديد من الجرحىquot;.
وذكرت وكالة الانباء الايرانية الرسمية من جهتها ان الهجوم كان عبارة عن تفجيرين متلاحقين وقع اولهما في الساعة 21,20 (16,50 ت غ) وتبعه الانفجار الثاني مباشرة، وقع ضحيتهما اكثر من عشرين شخصًا واصيب مئة اخرون.
وشهدت مدينة زاهدان، التي تبعد حوالي 1100 كيلومتر (حوالى 700 ميل) إلى الجنوب الشرقي من العاصمة طهران، العديد من أعمال العنف مؤخراً، كما شهدت العام الماضي مصادمات دامية بين قوات حرس الثورة الإيرانية وعناصر مسلحة.
ففي أواخر مايو/ أيار من العام الماضي، لقي 15 شخصاً مصرعهم وأُصيب أكثر من 50 آخرين، نتيجة انفجار وقع في مسجد quot;أمير المؤمنينquot; علي بن أبي طالب، في زاهدان، ولم تعلن أي جهة، على الفور، مسؤوليتها عن الهجوم.
وفي أكتوبر/ تشرين الأول الماضي، أودى تفجير انتحاري شهدته مدينة quot;سربازquot;، بنفس المحافظة، بحياة 29 شخصًا على الأقل، بينهم مساعد قائد سلاح البر بقوات الحرس الثوري، وهو الهجوم الذي زعم مسؤولون إيرانيون إن للولايات المتحدة دور فيه، في الوقت الذي عبرت فيه واشنطن عن إدانتها للهجوم.
وأشارت طهران بأصابع الاتهام إلى الإدارة الأميركية دون أن تكشف عن مبرراتها لهذا الاتهام، حيث قال رئيس مجلس الشورى الإيراني، علي لاريجاني: quot;نعتبر أن الهجوم الإرهابي الأخير هو نتيجة لأعمال الولايات المتحدة، وهو دليل على العداء الأميركي لناquot;.
وفي أبريل/ نيسان 2008، استهدف انفجار مماثل مسجداً في مدينة quot;شيرازquot; الجنوبية، أدى إلى سقوط 13 قتيلاً وأكثر من مائتي جريح، في هجوم قالت الحكومة الإيرانية إنه وقع بعبوة ناسفة تم تصنيعها يدويًا، إلا أنها عادت لتشير إلى أن العبوة تمت سرقتها من معرض لمخلفات الحرب العراقية الإيرانية، في ثمانينات القرن الماضي، كما ألمحت إلى تورط quot;دول غربيةquot; في الهجوم.
التعليقات