رام الله، القدس: ذكرت مصادر في ديوان رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتايناهو أنه قرر تشكيل طاقماً خاصاً لمتابعة المفاوضات مع الفلسطينيين. واوضحت هذه المصادر للاذاعة الاسرائيلية اليوم ان المحامي يتسحاق مولخو المقرب من نتانياهو سيرأس هذا الطاقم. كما سيشارك فيه ممثلون عن كل من الجيش الاسرائيلي ووزارة الخارجية وجهاز الامن العام (الشاباك) ومكتب منسق اعمال الحكومة في المناطق ومجلس الامن القومي.
وجاء الاعلان عن تشكيل هذا الطاقم الاسرائيلي في الوقت الذي اكد فيه امين سر اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية ياسر عبد ربه اليوم ان بعض التقدم احرز في المفاوضات والاتصالات التي تجرى بشأن استئناف المفاوضات المباشرة مع اسرائيل.
أعلنت الرئاسة الفلسطينية الاحد انّ تقدمًا حدث في المقترحات والافكار للدخول في المفاوضات المباشرة بين الفلسطينيين واسرائيل، خلال لقاء الرئيس الفلسطيني محمود عباس مع دايفيد هيل مساعد المبعوث الاميركي لعملية السلام جورج ميتشل.
وقال الناطق الرسمي باسم الرئاسة الفلسطينية نبيل ابو ردينه في بيان رسمي حصلت وكالة quot;فرانس برسquot; على نسخة منه: quot;انّ المشاورات الفلسطينيّة الأميركيّة ستستمرّ وهناك أفكار طرحت وهناك تقدّم حتّى هذه اللحظةquot;.
واوضح ان الموقف الفلسطيني الرسمي سيصدر بعد صدور بيان الرباعية وان المشاورات مع اطراف الرباعية والدول العربية ستسمر خلال الايام المقبلة.
بدوره قال كبير المفاوضين الفلسطينيّين صائب عريقات لوكالة quot;فرانس برسquot;: quot;تمّ تبادل الافكار بين الجانبين الفلسطيني والاميركي، لكن من السابق لأوانه الاعلان عن مواعيد للمفاوضات المباشرة لأنّ المشاورات ستستمرّ خلال الأيّام القليلة المقبلة مع الاشقاء العرب واطراف الرباعية الدوليةquot;.
وبحث الرئيس الفلسطيني محمود عباس مساء الاحد مع دايفيد هيل مساعد المبعوث الاميركي للشرق الاوسط مضمون البيان الذي ستصدره اللجنة الرباعية الدولية قبل تحديد موقفه من استئناف المفاوضات المباشرة التي جدّدت حماس وفصائل أخرى رفضها لها.
واستقبل عباس في رام الله في الضفة الغربية دايفيد هيل، مساعد جورج ميتشل، عند الساعة 20,30 (18,30 ت. غ.)، كما افاد مسؤول فلسطيني طلب عدم ذكر اسمه. وقال المصدر ان quot;الرئيس عباس سيتلقّى من هيل الصيغة النهائية لبيان الرباعية الذي اتفقت عليه اطراف الرباعيةquot; وهي الولايات المتحدة والاتحاد الاوروبي وروسيا والامم المتحدة.
واضاف ان عباس quot;سيبلغ هيل بالقرار الفلسطيني المبدئي، وسيدعو اللجنة التنفيذية للمنظمة لاتخاذ القرار الفلسطيني من المشاركة في المفاوضاتquot;. من جهته قال عضو اللجنة المركزية لحركة فتح محمد اشتيه لوكالة quot;فرانس برسquot;: quot;ننتظر بيان الرباعية كأساس للتفاوض، لكنّ المهم ان تقبل به اسرائيل ايضًاquot;.
اما كبير المفاوضين صائب عريقات فرفض الافصاح عن الرد الفلسطيني على بيان الرباعية الدولية المرتقب، وقال: quot;لن نستبق نتائج ما سيؤول اليه نشر البيان الوشيك للرباعية الدولية، من حيث احتمال استئناف المفاوضات الاسرائيلية - الفلسطينية المباشرةquot;، واكد عريقات ان quot;ما يهم الفلسطينيين على هذا الصعيد هو المضمون وليس التوقيتquot;.
من جهته قال عضو اللجنة المركزية لحركة فتح عزام الاحمد: quot;اليوم في ضوء لقاء هيل مع الرئيس عباس سنحدّد موقفنا من المفاوضات المباشرةquot;، واضاف: quot;اذا ابلغونا صيغة فيها التزام في مرجعية المفاوضات ووقف الاستيطان سواء من خلال بيان الرباعية او برسالة من الرئيس الاميركي باراك اوباما سيكون الموقف الفلسطيني ايجابيًّا، لكن من السابق لأوانه اعلان مواقف قبل لقاء الليلة بين الرئيس وهيلquot;.
بدوره توقّع مسؤول فلسطيني طلب عدم ذكر اسمه ان quot;يتضمّن بيان الرباعية اعادة التأكيد على بياناتها ومواقفها السابقة وان تدعو الطرفين للدخول في المفاوضات المباشرةquot;. وكان عباس اعلن مساء الاثنين استعداده لبدء مفاوضات مباشرة مع اسرائيل اذا دعت اليها اللجنة الرباعية quot;وفق قرارها الصادر في 19 آذار - مارس 2010quot;.
وكانت اللجنة الرباعية اكدت في بيان ان المفاوضات المباشرة quot;يجب ان تؤدي الى تسوية تفاوضية بين الطرفين في غضون سنتين، تضع حدًّا للاحتلال المستمرّ منذ 1967 وينتج عنها قيام دولة فلسطينية مستقلة ديمقراطية وقابلة للحياة في الضفة الغربية وقطاع غزة، تعيش جنبًا الى جنب في سلام وآمان مع اسرائيل وجيرانها الآخرينquot;. واضاف المسؤول الفلسطيني: quot;اتوقع ان تكون هناك لقاءات لاحقة لتحديد مكان وموعد وآلية انطلاق المفاوضاتquot; متوقعًا ان يكون quot;انطلاق المفاوضات إما في واشنطن او القاهرةquot;.
الفصائل ترفض
غير ان حماس وعددًا من الفصائل الفلسطينية جددت الاحد اثر اجتماع في دمشق رفضها استئناف المفاوضات مع اسرائيل، أكانت مباشرة أم غير مباشرة، منددة بـquot;استمرار نهج التنازلاتquot; والخضوع quot;للاملاءات الاميركية والصهيونيةquot;.
وانضم فصيلان فلسطينيان الى حركة حماس في دعوة الرئيس الفلسطيني محمود عباس لعدم الرضوخ للضغط الاميركي لاستئناف محادثات السلام المباشرة مع اسرائيل التي وصفتها الفصائل الثلاث بأنها خطرة. ووقع على البيان 11 فصيلاً فلسطينيًّا من بينها حركتا حماس والجهاد الإسلامي والجبهتان الشعبية والديمقراطية لتحرير فلسطين.
خلال إجتماع الفصائل أمس |
وقالت الفصائل إن هذه المفاوضات ستجرى وفقًا للشروط التي وضعتها الولايات المتحدة واسرائيل. وأضاف البيان أنّ الدعم الدولي للفلسطينيين قد ازداد عقب الهجوم الاسرائيلي على اسطول الحرية الذي كان متّجهًا إلى غزة في 31 أيار - مايو الماضي. ويأتي إصدار بيان الفصائل الفلسطينيّة، بينما تتوالى الأنباء عن احتمال بدء المفاوضات المباشرة بين الجانبين في القريب العاجل.
في غضون ذاك، قرّرت إسرائيل الأحد رفض بيان اللجنة الرباعية الدوليّة المتوقّع صدوره الاثنين المتعلق باستئناف المفاوضات المباشرة بين الإسرائيليين والفلسطينيين، وأن تنتظر قرار الإدارة الأميركية حول تلك المفاوضات، وفقاً لما ذكرته مصادر إسرائيلية.
جاء هذا الرفض في ختام جلسة المنتدى الوزاري السباعي الإسرائيلي التي عقدها مساء الأحد برئاسة رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو.
ونقلت الإذاعة الإسرائيلية عن مصدر سياسي وصفته بالـquot;كبيرquot; في القدس قوله: quot;إنّ بيان الرباعية الدولية ربما سيكون ورقة التوت التي ستتيح للفلسطينيين الانتقال إلى المفاوضات المباشرةquot;، مضيفاً أنّ الإدارة الأميركية ستصدر خلال الأسبوع الجاري بياناً آخر يحدد شروط إطلاق المفاوضات المباشرة quot;ويشكل تسوية بين الموقفين الإسرائيلي والفلسطينيquot;.
ونقلت الإذاعة الإسرائيلية تأكيدات quot;محافل سياسيةquot; في القدس بـquot;أن إسرائيل لن تقبل أي دعوة لاستئناف المفاوضات المباشرة إلا من الولايات المتحدةquot;، موضحة أنها quot;تنتظر دعوة أميركية تشدد على وجوب ألا تكون هناك شروط مسبقة لاستئناف هذه المفاوضاتquot;.
وكانت مصادر سياسية إسرائيلية قد قالت أمس في مدينة القدس: quot;إن رئيس الوزراء بنيامين نتانياهو مستعد لاستئناف المفاوضات السياسية المباشرة مع السلطة الفلسطينية في كل لحظة ولكن من دون أي شروط مسبقةquot;. وكانت القيادة الفلسطينية اعلنت الثلاثاء عن احراز تقدم في الجهود الرامية الى اطلاق مفاوضات مباشرة مع اسرائيل خلال لقاء جمع الرئيس عباس بميتشل في رام الله.
وتوقفت المفاوضات المباشرة بين اسرائيل والفلسطينيين غداة الهجوم الاسرائيلي على قطاع غزة نهاية 2008. وترعى الولايات المتحدة مفاوضات غير مباشرة منذ ايار - مايو بسبب رفض عباس الانتقال الى المفاوضات المباشرة قبل الوقف الشامل للاستيطان وتحديد مرجعيات واضحة للمفاوضات على اساس قرارت الشرعية الدولية.
دعوات عربية
وفي الإطار ذاته أعربت جامعة الدول العربية أمس عن أملها في أن تتبنى الرباعية الدولية في اجتماعها المقبل موقفًا مناسبًا يساعد في إطلاق المفاوضات المباشرة، وأشارت الجامعة إلى أنها تنتظر نتائج جهود الرباعية حيث سيتمّ تقييم هذه النتائج عند الانتهاء منها.
جاء ذلك أمس الأحد في تصريح صحفي للسفير هشام يوسف، مدير مكتب الأمين العام للجامعة العربية عمرو موسى، أكّد فيه أن المطالب الفلسطينية والعربية محددة وواضحة وترتبط بالمرجعيات الخاصة بعملية السلام والتعامل مع النشاط الاستيطاني في الأراضي الفلسطينية المحتلة.
بدوره دعا الأمين العام لمجلس التعاون الخليجي عبد الرحمن بن حمد العطية، الدول الكبرى المعنية بالقضية الفلسطينية إلى مؤازرة الشعب الفلسطيني ودعم حقوقه المشروعة بدلاً من ممارسة الضغوط عليه.وأعرب العطية عن أمله في أن تعلن اللجنة الرباعية الدولية عن مواقف جديدة تناصر الشعب الفلسطيني في وقت يتعرض فيه الفلسطينيون إلى المزيد من عمليات التنكيل والحصار الجائر، على حد تعبيره.
التعليقات