تباينت ردود الفعل في إسرائيل بشأن المفاوضات المباشرة التي احتضنت واشنطن نقطة إنطلاقتها، ورفض الناطق باسم بنيامين نتنياهو أي شررط مسبقة من قبل الفلسطينيين على سير المفاوضات، فيما قال عضو الكنيست مسعود غنايم إن إسرائيل تحاول تكرار سيناريو كامب ديفيد.


قال الناطق بلسان نتنياهو لوسائل الإعلام العربية، أوفير غندلمان في حديث خاص مع إيلاف إن قمة واشنطن لا تهدف إلى حل القضايا العالقة في المفاوضات مع الفلسطينيين، وإنما بالأساس إلى تحديد مرجعية وجدول زمني للتوصل إلى حل للقضايا النهائية التي ستناقش في المفاوضات، وأن إسرائيل لن تقبل بأن يضع الفلسطينيون أي شروط مسبقة. واعتبر أن أي شروط كهذه مثل المطالبة بتجميد البناء في المستوطنات ستقود إلى فشل قمة واشنطن.

في المقابل عضو الكنيست مسعود غنايم، إنه من الواضح أن قمة واشنطن لا تملك أي فرصة لإطلاق مفاوضات جادة، وأن إسرائيل مهّدت عبر تصريحات مختلفة لإلقاء اللوم والمسؤولية لفشل هذه القمة على الفلسطينيين، على غرار ما حدث في محادثات كامب ديفيد العام 2000 عندما اتهم كل من براك والرئيس الأميركي السابق، بيل كلينتون الرئيس الفلسطيني الراحل عرفات بالمسئولية عن فشل المفاوضات.

أما الخبير في شؤون الشرق الأوسط، المحاضر في الجامعة العبرية د. إلداد باردو فاعتبر أن الظروف مؤاتية لإطلاق مفاوضات جادة بين الطرفين، معتمدًا على التعاون الوثيق بين السلطة الفلسطينية وإسرائيل في مجالات كثيرة، وعلى تحسين ظروف المعيشة في الضفة الغربية وإزالة كثير من الحواجز العسكرية، وتعميق التعاون والمشاريع الاقتصادية المشتركة بين سلطة رام الله وإسرائيل.

لقاء واشنطن هو نقطة انطلاق وليس مفاوضات للحل الدائم

أكد أوفير غيندلمان، الناطق بلسان نتنياهو لوسائل الإعلام العربية أن الهدف الأساسي من لقاء واشنطن هو التوصل إلى تحديد جولة منظمة من اللقاءات والمفاوضات بين إسرائيل والفلسطينيين تفضي إلى اتفاق للحل الدائم خلال عام ، فنحن نأمل أن ينتهز الجانب الفلسطيني هذه الفرصة للتقدم في المفاوضات، وألا يبحثوا عن مبرر لإبعاد السلام. فيما يحظى نتنياهو بتأييد واسع لخطوته في واشنطن، تأييد من داخل حزبه وفي الجمهور الإسرائيلي.صحيح أن وزير الخارجية أعرب عن اعتقاده بأن المفاوضات في واشنطن لن تثمر بسبب مواقف الفلسطينيين ولكن نتنياهو يحظى بالمجمل بإجماع إسرائيلي على هذه الخطوة .

وردًّا على سؤال بشأن تشكيك أحزاب إسرائيلية مثل كديما في فرص المفاوضات وجدية نتنياهو وتأثير ذلك على قناعة الجانب الفلسطيني بجدية إسرائيل في لقاء واشنطن قال غندلمان إن الحكومة الإسرائيلية أثبتت خلال العام الماضي صدق نوايا وتمثل ذلك بتجميد البناء في المستوطنات لعشرة شهور، وإزالة عدد كبير من الحواجز في الضفة الغربية وإطلاق سراح عدد كبير من المعتقلين الفلسطينيين. لكن التركيز على قضية واحدة في هذه المرحلة سيؤدي فقط إلى إفشال هذه القمة، فنحن لن نقبل بأي شروط فلسطينية، مثلما لا نضع من جانبنا أي شروط من طرفنا.
ومضى غندلمان يقول إن لقاء واشنطن هو تمهيد لوضع جدول وإطار عام لمفاوضات الحل الدائم، حيث سيطرح كل جانب مواقفه ومطالبه ومسألة البناء في المستوطنات هي واحدة من القضايا التي ستبحث في مفاوضات الحل الدائم، تماما مثل الحدود ، ولذلك فإننا نرى أن أي طرح لنقاط كهذه في المرحلة الحالية يعني إفشال المفاوضات، ولا سيما أنه لا يوجد لغاية الآن أي قرار إسرائيلي بشأن استئناف البناء في المستوطنات أم لا.

ولفت غندلمان إلى أن إسرائيل أخذت بالحسبان إقدام حركة حماس بعملية تفجيرية لإفشال المفاوضات، معتبرًا أن إسرائيل اليوم تحظى بتأييد أميركي كما أن هناك تأييدًا عربيًّا لإطلاق المفاوضات.

د. إلداد باردو: التعاون الاقتصادي المثمر هو مؤشر لفرص نجح المفاوضات
اعتبر الخبير في شؤون الشرق الأوسط ، االمحاضر الجامعي، إلداد باردو أن لقاء واشنطن هي جزء من إطار المفاوضات الذي حددته الرباعية في العام 2004، ولكن ومع ذلك يعتبر باردو نفسه متشائلا من فرص واحتمالات إحراز تقدم في واشنطن، لأنه يرى أنه لا مفر من التقدم في المفاوضات، في المقابل فهو يعتبر أنه لا يمكن الجزم ما إذا كان الجانبان الإسرائيلي والفلسطيني سينجحان في إحراز تقدم حقيقي في المفاوضات بينهما خلال وقت قصير.

واعتبر باردو أن المستوطنات والبناء فيها لا يشكل المشكلة الأساسية في المفاوضات الإسرائيلية الفلسطينية وفي التوصل إلى حل لأنه لا يمكن للجانبين الإسرائيلي أو الفلسطيني أن يتصورا أن تكون الدولتين( إسرائيل وفلسطين) خاليتين من الأقليات العرقية، بل سيبقى في نهاية المطاف حتى داخل الدولة الفلسطينية أقلية يهودية إسرائيلية، مثلما توجد أقلية عربية في إسرائيل.

وقال باردو أن أيا من الجانبين الإسرائيلي أو الفلسطيني لن يذهب باتجاه تفجير لقاء واشنطن لأن هناك مصلحة أميركية كبيرة، كما أن هناك مصلحة إسرائيلية وفلسطينية لإحراز تقدم ما. لكن المشكلة هي في الجانب الفلسطيني أكثر منها في الجانب الإسرائيلي، وذلك بسبب الانقسام الفلسطيني بين الضفة الغربية وقطاع غزة، وعليه من الصعب أن يتوصل الجانب الفلسطيني إلى قرار بشأن الحل لدائم.

واعتبر باردو أن المفاجأة التي يمكن أن يقدمها نتنياهو تتمثل في تغييره لموقفه الأيديولوجي، واعترافه بالقبول بدولة فلسطينية مستقلة منزوعة السلاح، أعتقد أن المفاجأة ستكون على نمط خطابه في بار إيلان، ويمكن أن تكون هذه المفاجأة في تنازل نتنياهو عن مناطق معينة أو صلاحيات معينة تنقل للجانب الفلسطيني .

عضو الكنيست غنايم: إسرائيل تحاول تكرار سيناريو كامب ديفد 2000

من جهته، قال عضو الكنيست مسعود غنايم( عن الحركة الإسلامية) لإيلاف انه لا يرى أي بارقة أمل تشي باحتمال نجاح لقاء واشنطن. معتبرا أنه لا توج لديه أي توقعات لأن مقدمات المفاوضات تنبئ عن نتائجها، فإذا كان نتنياهو وحكومته اليمينية يعلون أنهم ينتظرون السادس والعشرين من سبتمبر لاستئناف البناء في المستوطنات، فيما يحذر الجانب الفلسطيني أن هذه الخطوة ستؤدي إلى فشل المفاوضات، فهذا يؤكد أن مفوضات واشنطن محكوم عليها بالفشل، أعتقد أن هذه المفاوضات هي مصلحة أميركية الغرض منها هو تقديم عرض سلامي بالدرجة الأولى، إحداث ضجة وكأن هناك عملية سلام ومحاولة الجمع بين كثير من المتناقضات.

وقال غنايم إن نتنياهو في واقع الحال نجح في جر الفلسطينيين على مفاوضات مباشرة دون شروط مسبقة من جانبهم، فيما وضع هو شروطا مسبقة لهذه المفاوضات مثل الاعتراف بإسرائيل دولة يهودية، وقضايا الأمن.
وقال عضو الكنيست مسعود غنايم إن الجانب الفلسطيني يحاول جاهدا، منذ البداية، وحتى قبل عقد لقاء واشنطن، أن يبعد عن نفسه تهمة التسبب في فشل هذه المفاوضات، ولكن نتنياهو يحضر منذ الآن أسبابًا لإعلان فشل المفاوضات وسيحمل المسؤولية للجانب الفلسطيني.

ويرى غنايم أن الهدف من لقاء واشنطن هو quot;صيانة العملية السلمية وإبقائها على قيد الحياةquot; لأن الأطراف المشاركة ( الإسرائيلي والفلسطيني) لم يتفقا لغاية الآن على مرجعية لهذه المفاوضات، فكل يأتي بمرجعيته.
وأشار غنايم إلى أن الطرف الأميركي يملك أجندته الخاصة وأهدافه الخاصة من وراء عقد لقاء واشنطن، فأميركا تعيد ترتيب أوراقها في العراق وأفغانستان والباكستان.