مدير الوكالة الدولية للطاقة الذرية السابق والمرشح لرئاسة الجمهورية محمد البرادعي

في إفادة لـquot;إيلافquot; أكد الدكتور سامي سيد أستاذ العلوم السياسية أن انقسام حملة دعم الدكتور محمد البرادعي الشعبية هو بداية النهاية لها، مستنكرًا عدم دعم البرادعي لوحدتها. ولم تستمر هذه الجملة أكثر من عام وأشهر قليلة.


القاهرة: رغم أن تشكيل الحملة الشعبية لدعم البرادعي ومطالب التغيير كان من خلال لقاء مجموعة من الشباب اتحدوا عبر quot;غروبquot; دعم البرادعي مرشحًا للرئاسة في سبتمبر/أيلول 2009، وظلوا يخططون للعمل وطريقة التعامل والتوعية السياسية للمواطنين استعدادًا لوصول البرادعي إلي مصر وبدء مرحلة جديدة من العمل الميداني برفقة الرجل الذي توحدت خلفه قوى المعارضة بمختلف تياراتها السياسية، إلا أن هذا التوحد لم يستمر أكثر من عام وبضعة أشهر.

ورغم النفي السابق بوجود خلافات بين أعضاء الحملة وانقسامها إلى شطرين، أحدهما بقيادة المنسق العام المنتخب الدكتور مصطفى النجار، والآخر بقيادة القيادي بالحملة عبد الرحمن سمير، ولكل منهما موقعه الالكتروني، الذي يعبّر عنه، إلا أن بيان رسمي صدر اليوم أكد تعمق هذه الخلافات.

الخلافات التي بدأت في الظهور في أعقاب سفر البرادعي في سبتمبر/أيلول الماضي ظلت بعيدة عن أعين وسائل الإعلام في انتظار عودة البرادعي من الخارج لحسمها داخليًا، إلا أن الأخير ترك لهم القرار، إما أن يستمروا معًا أو ينفصلوا مع تنسيق الجهود ما دام الهدف واحدًا، وهو دعم مطالب التغيير.

كل من الفريقين أطلق على نفسه اسم الحملة الشعبية لدعم البرادعي ومطالب التغيير، وبدأت الخلافات في الظهور مع احتفالية تكريم الشاعر عبد الرحمن يوسف القرضاوي المنسق العام المستقيل للحملة في حزب الجبهة، حيث تم اختيار الدكتور مصطفى النجار كمنسق عام للحملة لمدة عام، فيما أعلن التيار الذي يتزعمه عبد الرحمن سمير أن الاختيار على الدكتور مصطفى النجار تم بشكل مؤقت، وليس بشكل نهائي، مؤكدًا على أن فترة توليه تكون لمدة 3 شهور فحسب، وليس عام كامل.

فريق الحملة الذي يترأسه الدكتور مصطفى النجار أعلن عن إطلاق موقع جديد للتعبير عن الحملة، وهو www.lazem.org، وهو الموقع الذي تم استخدام اسمه كشعار ترويجي للحملة، وذلك بعد فقدانهم السيطرة على الموقع القديم www.7amla.net والذي قامت قوات الأمن، حسبما ذكرت الحملة، بالقرصنة عليه في أعقاب الكشف عن واقعة أجهزة التصنت التي وجدت داخل مكتب المنسق العام السابق عبد الرحمن يوسف.

وبعد استعادة الموقع القديم وإطلاق الجديد، بات الموقع الأول مع فريق الدكتور مصطفى النجار، فيما بات الموقع الثاني مع فريق الناشط عبد الرحمن سمير، ونشر كل منهما بيانات متضاربة.

وجاء البيان الذي صدر مساء أمس الجمعة للتأكيد على انفصال الفريقين بصفة كاملة، الأمر الذي لا يجعل هناك أمل في عودة الأوضاع إلى ما كانت عليه، لاسيما في ظل الاجتماعات المنفردة التي يعقدها الناشط عبد الرحمن سمير مع نشطاء من الحركة تحت اسم الحملة الشعبية لدعم البرادعي ومطالب التغيير، حيث تم عقد اجتماع الأسبوع الماضي بحزب الجبهة، كما من المقرر أن يتم عقد اجتماع آخر ظهر اليوم السبت بحزب الجبهة أيضًا.

ولفتت الحملة في بيانها، الذي وصل quot;إيلافquot; نسخة منه quot;حرصًا منا على إرساء مبدأ الشفافية والوضوح والمصارحة مع نشطائنا ومع الرأي العام وإنفاذًا للعهد الذي أخذناه على أنفسنا بأن نظل كيانًا مفتوحًا أمام الجميع، نجد أنه ليس عيبًا أن نصارحكم بكل الحقائق لأن هذا واجب علينا، وحق لكم لا جدال فيه، نحب أن نوضح أن هناك مجموعة من زملائنا قد اختلفت وجهات نظرهم معنا في طريقة العمل وإدارته والأساليب والاستراتيجيات التي تنتهجها الحملة، وقد حاولنا كثيرًا تقريب وجهات النظر والوصول لأرضية مشتركة للعمل، ولكن لم تكلل جهودنا بالنجاحquot;.

واضاف البيان quot;لذلك نرحب بأي إطار عمل جديد ونتمنى لهم التوفيق في الفترة المقبلة في العمل من أجل التغيير بالأسلوب الذي يرونه مناسبا لهم ونعتز بصداقتهم ونتمنى لهم التوفيق في تقديم تجربة جديدة بفكر مختلفquot;.

كما أكد رفض احتكار ساحة العمل العام وأن quot;الباب مفتوح للجميع لتبنى أي مبادرات جديدة، وما يهمنا هو وجود حالة الانسجام والتوافق بين فرق العمل المختلفة حتى يمكنها تحقيق الأهداف وعدم تضييع الأوقات والجهود في اختلافات لا معنى لها وليعمل كل إنسان بالمنهجية والأسلوب الذي يراه مناسبا له واختلاف وجهات النظر لا يعنى الانشقاق ولا الكراهية بل يعنى التعدد وإثراء ساحة العمل العامquot;.

وفي نهاية البيان قامت الحملة بالإعلان عن أسماء أعضاء مجلس الأمناء الذي يتكون من الدكتور عبد الجليل مصطفى والدكتور محمد أبو الغار والدكتور محمد غنيم والدكتور علاء الأسواني والسفير شكري فؤاد والمهندس يحيى حسين والشاعر عبد الرحمن يوسف والناشط محمود سامى والدكتور مصطفى النجار المنسق العام للحملة.

من جهته أكد الدكتور مصطفى النجار المنسق العام للحملة في إفادة لـquot;إيلافquot; أن الناشط عبد الرحمن سمير ليس عضوًا في الحملة، ولكنه أحد المسؤولين عن الموقع الالكتروني لجمع التوقيعات على بيان التغيير، مشيرًا إلى أنه يتقاضى أجرًا نظير ذلك.
وقال النجار إن سمير ليس له علاقة بالحملة الشعبية، وليس متحدثًا باسمها، مؤكدًا على أن الحملة ليس لها سوى الموقع الجديد، والناشط محمود الحتة هو المتحدث الرسمي باسمها لوسائل الإعلام، مشددًا على أن أشخاصًا ليسوا من المسؤولين في الحملة ليس من حقهم التحدث باسمها.

وأكد الدكتور عبد الجليل مصطفى المنسق العام للجمعية الوطنية للتغيير وعضو الحملة لـquot;إيلافquot; أن سبب ما حدث هو اختلاف آليات العمل بين الفريقين، مؤكدًا على أن الهدف الواحد في النهاية هو الذي يجمعهم. وقال مصطفى إن ما حدث لن يؤثر على مجريات عملية التغيير التي تعمل حملات دعم البرادعي على دعمها، لافتًا إلى أنه سيكون هناك تنسيق كامل بين الحملات المختلفة، بحيث تكون مكملة لبعضها بعضًا، وليست متنافسة.

فيما اعتبر الدكتور سامي سيد أستاذ العلوم السياسية في جامعة القاهرة لـquot;إيلافquot; أن ما حدث داخل الحملة الشعبية هو بداية الانهيار لها، مشيرًا إلى أن الانقسام سينال كثيرًا من مصداقيتها في الشارع المصري. وأكد على أن الحديث عن تنسيق أمر مستبعد تمامًا لأن قيادات الجبهتين إذا كانوا يستطيعوا التنسيق سويًا كان من الأفضل لهم الاستمرار كفريق واحد في الظاهر وتتم عملية التنسيق بين الجبهتين داخليًا.

ولفت إلى أن الحملة أهدرت بهذه الانقسامات فرصة كبيرة، لا سيما وأنها تحظى بدعم عدد من التيارات السياسية، الأمر الذي سيساهم في تقسيم هذا الدعم أيضًا بين الجبهتين، مما يؤثر على نشاطهم السياسي. وأشار سيد إلى أن حملة دعم البرادعي بهذا الموقف كتبت بداية النهاية السياسية لها، مؤكدًا على أن البرادعي أخطأ حين لم يقم بدعم وحدة الحملة ورفضه انقسامها.