تونس: قالت مصادر نقابية محلية ان تونس شهدت الخميس اضرابات وتظاهرات ومحاولات انتحار في بلدات في وسط البلاد التونسية وجنوبها وغربها. ففي سيدي بوزيد (265 كلم جنوبي العاصمة التونسية) كانت اغلب الثانويات والاعداديات في حالة اضراب غير انه لم يشر الى اعمال عنف في المدينة غداة دفن محمد البوعزيزي، بحسب ما ذكر علي الزارعي المسؤول النقابي المحلي.

وكان البوعزيزي (26 عاما) اضرم النار في جسده امام مقر الولاية (المحافظة) في 18 كانون الاول/ديسمبر 2010 احتجاجا على مصادرة بضاعته من قبل عناصر الشرطة البلدية. واصبح منذ ذلك التاريخ رمز حركة احتجاج تشهدها تونس ضد البطالة والعوز.

وكان البوعزيزي سعى بلا جدوى قبل الاقدام على الانتحار الى التظلم لوالي المنطقة الذي تمت اقالته اثر ذلك. واضاف الزارعي ان الوالي الجديد استقبل امراة كانت هددت مساء الاربعاء بالانتحار مع اطفالها الثلاثة مطالبة بتوفير العمل والسكن.

وفي منطقة جبنيانة (300 كلم جنوبي العاصمة) الريفية التابعة لولاية صفاقس، فرقت الشرطة تظاهرة لتلاميذ معهد ثانوي في حين اشارت مصادر نقابية الى محاولات انتحار. وفي بلدة الرقاب هدد حامد السليمي (26 عاما) العاطل عن العمل بالانتحار بالتيار الكهربائي بعد ان صعد الى عمود كهرباء للتنديد بالفساد وعدم تكافؤ الفرص في العمل قبل ان يتلقى وعدا من السلطات المحلية بتوفير عمل له، على ما افاد النقابي كمال العبيدي.

وفي مدينة المتلوي المنجمية التي كانت شهدت اضطرابات اجتماعية في 2008، اضرم العاطل عن العمل مصباح الجوهري النار في جسده وتم نقله الى المستشفى، على ما ذكر احد سكان المدينة لوكالة فرانس برس طالبا عدم كشف هويته.

وفي مدينة الشابة (وسط شرقي) عثر على محمد سليمان (52 عاما) وهو عامل بناء ووالد اربعة اطفال اثنان منهم من اصحاب الشهادات الجامعية وعاطلان عن العمل، ميتا منتحرا شنقا، بحسب ما افاد شاهد.

وبحسب الشاهد نزار بلحسين فان الرجل المصاب بقصور كلوي فقد الامل في الحصول على مساعدة للعلاج ولاعالة اسرته. وبذلك ارتفع عدد القتلى منذ 17 كانون الاول/ديسمبر الى خمسة، هم ثلاث حالات انتحار وقتيلان برصاص قوى الامن.