عائلة تونسية في غزة quot;عدسة إيلافquot;

تباينت ردود أفعال التونسيين المتواجدين في قطاع غزة، إزاء ما يحدث في بلدهم بعد ثورة الياسمين.


تأثر التونسيون أينما وجدوا بما حدث في بلدهم وكانت لهم متابعتهم لما يجري فيها، وأبدت بعض العائلات التونسية المقيمة في غزة تأثرها الواضح بمجريات الأحداث في تونس وكانت لها آرائها المتباينة حول ما حدث ولا زال يحدث هناك، فمنهم


لم تقبل سميرة العويني 42 عاما التونسية الجنسية مظاهرات غزة التي نددت ببن علي وقالت بنبرة حادة : quot; ربما أهل غزة لا يعرفون ماذا فعل بن علي من ايجابيات لتونس quot; وأخذت تعدد :quot; بن علي بنى الجسور والمؤسسات الضخمة المتعددة الفروع ، وأقرّ مجانية التعليم منذ الابتدائية وحتى الجامعة ، تحسين السياحة و والكثير من المنح الطلابية داخل تونس ولجالياتها أيضاً، كما افتتح أكبر حديقة تماسيح في أفريقيا، وأكبر ملاهي في المغرب العربي quot;

وتابعت : quot; نعم.. لا أعيش في تونس ، ولكني لا أصدق نسبة البطالة وعدد المضطهدين ونسبة الغلاء الفاحش quot; فيما أرجعت سبب الثورة إلى انقلاب خفي على بن علي في إطار مسألة تصفية حسابات .

وقالت العويني بحسرة وحرقة :quot; كنت أتابع ما يحدث في تونس، وأبكي على مشاهد التكسير والنهب ، كانت تونس أمن وأمان ، ولم نكن نرى السلاح ، لم نكن نحمل عصاة أو سكينة أمام باب البيت لحماية أنفسنا مثلما يحدث الآن quot;

غزة أكثر أماناً من تونس
فيما أكدّت فايزة الفرشلي 45 عاماً على رفض جارتها سميرة العويني التونسية لأحداث القتل والتدمير قائلة : quot; الثورة دمّرت الكثير من المناطق السياحية ، والمراكز التجارية مثل quot; جيو quot; وquot; كارفورquot; التي كانت تفتح مجال لتشغيل عدد كبير من العاطلين عن العمل ، إضافة إلى مركز المغارة العامة والعديد من البيوت الفخمة والسيارات الحديثة quot; .

وتابعت آسفة :quot; تحتاج الآن تونس الكثير لتعود لعهدها الأول ، ربما عشرة أعوام أو أكثر quot; .

فيما أشارت الفرشلي إلى أنّ وضع غزة الحالي بكل ما عليه من توترات أكثر أماناً من تونس اليوم ،وتابعت :quot; أهلي في تونس كانوا دائماً في حالة دهشة من شعوري بالراحة في غزة ورفضي مغادرتها رغم الحرب الفائتة والحرب التي يروج لها منذ فترة quot; ،وقالت :quot;لا أفكر بمغادرة غزة ، لدى هنا عائلتي وأولادي ، وأشعر بارتياح ربما لا أستطيع تفسيره quot;

في حين يذكر أنّ الجالية التونسية في غزة من أكثر الجاليات انسجاماً مع الشعب الفلسطيني .

فيما أرجع زوج فايزة الفرشلي الذي كان يعمل ضمن فريق حرس الرئيس الراحل ياسر عرفات السبب إلى تواضعهم وسرعة تأقلمهم ،وأوضح :quot; تونس استقبلت منظمة التحرير لمدة 25 عام ، وأظهرت حسن التعايش مع الفلسطينيين بشكل رائعquot; وتابع :quot; ولا أحد ينسى قصف حمّام الشط في تونس عام 1989 ، حين قصفت إسرائيل حمام الشط ظانّة أن ياسر عرفات يتواجد فيه ، حيث تم استشهاد عدد كبير من التونسيين في ذاك الوقت quot;.

مناشدة من السفارة التونسية في غزة

كما أكدّ مدير مكتب السفارة التونسية في غزة حاتم الشوّا على حسن تأقلم الجالية التونسية في غزة منذ قدومهم عام 94 وحتى الآن .

وأوضح: quot; لا توجد أي مشاكل في حياة العائلات التونسية، وهناك تأقلم واضح quot; وتابع:quot; حصلت تغييرات وبعض القلق لدى التونسيين بعد حرب غزة2008 ، فقد غادر عدد كبير من العائلات التونسية غزة، ثلاثون عائلة فقط مازالت موجودة في غزة من مجموعة 120 عائلة تونسية quot;

وأفاد الشوا :quot; هناك عائلات غادرت، ولكن توجد عائلات تونسية من المستحيل أن تغادر غزة لأنّها وجدت الارتياح المادي مقارنة بتونس، إضافة لرواتبهم الثابتة التي يتسلمّوها من السلطة ،كما أنّهم تعدوا على أوضاع غزة ، quot;

وتابع: quot; هذه العائلات ليس لها علاقة مع حكومة حماس ولكن لا توجد اطلاقاً أيّ مشاكل بينهم وبينها quot;

فيما أشار إلى التأثر السلبي الذي طال العائلات التونسية المقيمة في غزة مع انتقال السفارة التونسية من غزة إلى رام الله بمجرد تسلّم حكومة حماس الحكم في غزة.

وناشد الشوا السلطات التونسية الاعتراف بمكتب السفارة التونسية في غزة ،وذلك بإعادة تخصيص ميزانيات لتسيير أمور كل ما يتعلق بالجالية التونسية بغزة .

وأفاد : عدم اعتراف السلطة التونسية بالسفارة في غزة له أثره السلبي على أفراد الجالية راجياً أن يتم التوصل لنقطة تفاهم لحل هذه الإشكالية في القريب العاجل ..


فيما يبدو جلياّ أنّ الخوف من السلطة قد وصل أينما كان التونسيّ، بدليل تخوف البعض الآخر من الإدلاء برأيه أو الخوض في هذا الموضوع...